وسط صمت دولي استمرارعمليات تدمير ونهب الاثار في عفرين المحتلة

ينفذ جيش الاحتلال التركي ومرتزقته عمليات تدمير ممنهجة للمواقع والتلال الاثرية في عفرين المحتلة لمحوهوية المنطقة، فيما تعتبر تجارة وتهريب الاثار تجارة رائجة عبرالحدود بالنسبة لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته.

تشهد مقاطعة عفرين المحتلة عمليات قتل وخطف ونهب وتغير ديمغرافي حيث تعرضت المنطقة لدمار في المعالم الاثرية ، ومنذ احتلالها لمقاطعةعفرين قامت بتنفيذ عمليات تدمير ممنهجة للمواقع والتلال الاثرية، حيث بلغ عدد المواقع الاثرية التي دمرها في المنطقة 35 موقع اثري و 26 مزارا دينياً لجميع المذاهب الدينية تم هدمها وتخريبها في المنطقة. 

وفي هذا السياق قال الرئيس المشترك لمديرة الاثار لإقليم عفرين، صلاح سينو لوكالة فرات للأنباء ،بأنه منذ بداية الهجمات التركية على منطقة عفرين تحت مسمى عملية غصن الزيتون واستهداف المواقع والتلال الاثرية والتي كانت مدرجة في بنك اهداف الاحتلال التركي، والدليل على ذلك ومنذ اليوم الثاني من اعلان المعركة تم استهداف المعبد الاثري الذي تم اكتشفه بعام 1965 تل عيندارة الاثرية والذي تم استهدافه بالطائرات الحربية وعلى موجب ما تم توثيقه تم تدمير المعبد بنسبة %60 ونقطة الاستهداف كانت من مدخل المعبد مروراً بالقاعة الامامية والحرم، والتأثير الذي حصل نتيجة هذا الاستهداف لا يمكن تعويضه او استرجاعه ، والاستهداف كان ممنهج ومتعمد بحسب عدة تقاريرصدرت من قبل المؤسسات الأممية الموقع لا يحتضن أي مواقع عسكرية والاستهداف الذي حصل كان بشكل مباشر على المعبد الاثري فقط وبالإضافة الى موقع قرية علبيسكه تعرض ايضاً الى قصف متكرر من المدفعية التركية باعتبارها من المواقع القريبة لحدود التركية.

وأكمل صلاح حديثه بالقول " ان دولة الاحتلال التركي قامت بقصف النبي هوري مدينة سيروس التاريخية بمختلف صنوف الأسلحة اثناء المعركة بالإضافة الى تل جندريسه وقلعة كالوتا، وبعد احتلال عفرين بشكل كامل استمرت هذه العمليات ولكن بشكل اخر حيث تم استهداف المواقع والتلال الاثرية عبر الحفر الغير شرعي والذي تم بالأليات الثقيلة والجرافات ، وهناك فرق كبير بين مرحلة الحرب ومرحلة الاحتلال التركي ، وما تم إعلانه من قبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بان منطقة عفرين أصبحت منطقة امنة ويوضح للرأي العام بان سبب عدم الاستقرار هم وحدات حماية الشعب وحدات حماية المرأة وخلال هذه الفترة أي فترة الاحتلال من المفترض ان تقوم دولة الاحتلال التركي وباعتبارها دولة احتلال وبموجب القوانين الدولية يجب ان تقوم بالمحافظة على  هذه المواقع والتلال الاثرية  وان لا تقوم باي إجراءات او تعديلات كالترميم والحفر  ولا تسيء او تشوه لهذه المواقع الاثرية.

وأشار سينو حديثه بالقول " ان سلطات الاحتلال التركي قامت باتباع سياسة ممنهجة بتدمير وتجريف المواقع الاثرية في منطقة عفرين ومنذ اكثر من 3 سنوات ونصف قامت مديرية اثار عفرين بتوثيق 60 موقع وتل اثري تم تدميره وتخريبه باستخدام الجرافات والاليات الثقيلة واغلب هذه المواقع لا نستطيع اعادتها لان الطبقات الاثرية تم ترحيلها من مكانها الأصلي الى مكان اخر وخاصية الاسترجاع غير ممكنة في الوقت الحالي ، وان اكثر المواقع الذي تم تخريبها من حيث المساحة هي مدينة سيروس الاثرية والذي تم تدميرها وتخريبها بشكل كامل والتي تزيد مساحتها اكثر من 60 هكتار

وأضاف سنيو حديثه بالقول " ان ما يحصل الان في منطقة عفرين من قبل الاحتلال التركي هي صياغة لتاريخ جديد للمنطقة على أساس المواقع الاثرية ومكتشفاته الاثرية في موقع المدفن الهرمي الذي يبعد بـ 650 متر جنوب غرب النبي هوري يوجد هناك جامع عثماني في عام 2018 تم ترميمه وفي عام 2019تم إزالة الترميم هناك واجراء الحفريات وتخريبه ففي عام 2020 و2021 قامت الدولة التركية المحتلة بأجراء عمليات ترميم للجامع العثماني الملاصق للهرمي وأسلوب الترميم كان بعيد جدا من أسلوب ترميم الاثار العلمي وبحسب منهج علم الاثار قامت الدولة التركية بإزالة عناصر قديمة التي كانت موجودة بالقديم واضافة عناصر جديدة تلائم السياسة التي تتبعها الدولة التركية وإزالة شرفة الجامع والتلاعب بالتصميم الداخلي وإزالة المحراب القديم و وضع محراب جديد  وهذه الأشياء التي تفتعله  الدولة التركية بتدمير الاثار والحضارات التي سبقت الفترة العثمانية بألاف السنين وتم توثيق اكثر من 61 تل و موقع اثري في منطقة عفرين تم تدميره من قبل دولة الاحتلال التركي ومن ناحية اخرى تقوم بترميم المواقع الاثرية والمعابد

وشدد صلاح سينو " ان هذه الانتهاكات تدل على العنصرية التي تتبعها الدولة التركية بشكل عام ومنذ 3 أعوام قامت دولة الاحتلال التركي بضرب الرموز والمقدسات للسكان الأصليين والاعتداء على حرمة المقابر، ونحن كمديرة الاثار لإقليم عفرين قمنا بتوثيق أكثر من 26 مزارا دينياً يعود لجميع المذاهب والطوائف الذين كانوا يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية في عفرين ودولة الاحتلال التركية لديها اهداف وهي التأثير على نفوس السكان الأصليين الان في داخل عفرين ودفعهم الى التهجير  وتثبيت موضوع  التغيير الديمغرافي وافراغ المنطقة من السكان الأصليين وبناء المستوطنات وتوطين عائلات المرتزقة وعائلات من المحافظات السورية ،وبالإضافة للحفر الذي يحصل خلال فترة السلم للمواقع الاثرية في القرى الغير الخاضعة للاحتلال التركي تتعرض ايضاً للقصف من قبل الاحتلال التركي مثل قرية كالوتا.

وأضاف سينو قائلا" هذه الانتهاكات التي تحصل الان في المنطقة متناقضة ومنافيه لجميع القوانين والاتفاقيات الدولية التي تم توقيعها ايضاً من قبل دولة الاحتلال التركي مثل اتفاقية لاهاي الذي تم توقيعها عام 1954 واتفاقية اليونسكو الذي تم توقيعها عام 1972 بالإضافة الى اتفاقية التراث الثقافي الذي تم توقيعها عام 2003 واضافة للبروتكول الأول الموقع لملحق اتفاقية جنيف المادة 16 واضافة لقرارات مجلس الامن قرار 2139 لعام 2014 الذي دعا جميع الأطراف لإنقاذ التجمعات الاثرية في سوريا وتراث سوريا الثقافي واتخاذ الخطوات المناسبة لحماية المواقع الاثرية وقرار مجلس الامن الذي يحمل رقم 2199 لعام 2015 الذي ينص على حظر الاتجار في الممتلكات الثقافية للعراق ولسوريا ووفقاً لهذه القرارات تركيا لم توقف حملتها على المواقع والتلال الاثرية في منطقة عفرين

واختتم الرئيس المشترك لمديرة الاثار لإقليم عفرين صلاح سينو حديثه بالقول " ونحن كمديرة الاثار لإقليم عفرين على يقين تام بان جميع المواقع والتلال الاثرية في منطقة عفرين تم تدميرها وتخريبها وهذه الانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي تندرج جميعها تحت بند التطهير الثقافي والعرقي ومحاولة محو حضارة الشعب الكردي وتاريخه العريق وما يحصل الان في عفرين جميعها تصب في مصالح دولة الاحتلال التركي وتهدف للتغيير الديمغرافي وسياسة التطهير العرقي.