وأوضح البيان أنّ الشعب الإيزيدي يحتفل هذا العام بعيد الأربعاء الأحمر "وسط مقاومة تاريخيّة في مواجهة تهديدات ومخاطر تحيط به، لكنّ أبناءه تمكّنوا من تنظيم أنفسهم في أطر تنظيميّة يناضلون من خلالها للحفاظ على وجودهم، وهذا منجز كبير لهم جاء بعد كفاح طويل".

وأضاف: "على مرّ التاريخ، كان الإيزيديون هدفاً لأعداء الشعب الكردي، حيث أنّ القوّة التي ارتكبت مجازر بحقّ الإيزيديّين هي الدولة التركيّة وحكّامها، أعداء الإنسانيّة جمعاء، وكان شركاؤهم في ارتكاب تلك المجازر هم حفنة من الخونة الكرد. وفي وقتنا الراهن أيضاً، تحاول الدولة التركيّة استمالة الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK ليكون شريكها في محاربة الإيزيديّين وبات الحزب أداة لتنفيذ مخطّطات الفاشية التركيّة ويعادي مصالح الشعب الإيزيدي. وبات معلوماً لدى الجميع أنّ فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة AKP-MHP، التي تقود تركيا، تسعى لأن تكون قوّة امبرياليّة تسيطر على العالم العربي وجميع شعوب المنطقة. 

لكنّ الشعب الإيزيدي تمكّن، في السنوات الستّ الماضية، من تحقيق منجزات على الصعيد التنظيمي وعلى صعيد الحماية الذاتية، إلى جانب اكتساب الوعي السياسي للدفاع عن هويّته وأعاد لعيد الأربعاء الأحمر معانيه وقيمه السامية".

ولفت البيان إلى ضرورة تصعيد وتيرة المقاومة لدى الشعب الإيزيدي في مواجهة التهديدات، مضيفاً "التنظيم المجتمعي لدى الإيزيديّين بات ضرورة ملحّة، إلى جانب توحيد صفوف القوى التي تمثّل المجتمع الإيزيدي. نحن على ثقة تامّة بأنّ رجال الدين الإيزيديّين سيلعبون دورهم الهام في هذا السياق، وهذه مسؤوليّة تاريخيّة تتوجّب على عاتقهم وعلى عاتق أبناء الشعب الإيزيدي وأيضاً على عاتق جميع أبناء شعبنا الكردي في جنوب كردستان. ما يحدث في شنكال، يمسّ كلّ الكرد، بمختلف توجّهاتهم السياسيّة والإيديولوجيّة، كما يمسّ عموم أبناء العراق الذين يعملون على إيجاد ديمقراطيّة حقيقيّة في بلدهم".

وأكّد بيان لجنة الشعوب والمعتقدات في منظومة المجتمع الكردستاني على أهمّية "احترام وتقدير علاقات الجوار بشكل ودّي يتوافق مع القيم الإنسانيّة، فثقافتنا الشعبيّة قيمنا المجتمعيّة تفرضان علينا أخذ زمام المبادرة لدعم مقاومة الشعب الإيزيدي. لذا فإنّنا ندعو أبناء شعبنا الكردي وعموم القوى الديمقراطيّة إلى التكاتف وتوحيد الصفوف في مواجهة أعداء شعوب المنطقة. كما ندعو أبناء شعبنا الإيزيدي المقيمين في أوروبا إلى أخذ زمام المبادرة في تحالف بين القوى الديمقراطيّة، للوصول إلى العدالة المنشودة".

وختم البيان بالإشارة إلى أنّ قيم الشعب الكردي والقيم العريقة للإيزديّة "هي أساس للأمّة الديمقراطيّة التي لن تنهزم أبداً، وستنتصر على القوى الفاشية والإمبرياليّة. ودرويشى عفدي (بطل تاريخيّ لدى الشعب الإيزيدي) ومحبوبته عدولى وقصّة عشقهما هي مصدر إلهام للإيزيديّين في مقاومتهم لأجل حياة حرّة كريمة. احتفالات 8 آذار (عيد المرأة) وعيد نوروز وعيد الأربعاء الأحمر، كلّها مناسبات تحمل قيماً سامية لمعنى المقاومة والحياة. مرّة أخرى نهنّئ أبناء شعبنا الإيزيدي بحلول الأربعاء الأحمر، ونستذكر بهذه المناسبة أرواح الشهداء والشهيدات بنفش، خانى، مام زكي شنكالي، زرادشت وبشير، الذسن أناروا لشعبهم دروب النصر وضحّوا في سبيل قضيّتهم بأغلى ما يملكون".