لجنة التربية في KCK: نموذج التعليم في روج آفا يعكس إرادة نضال الوجود والهوية واللغة

هنأت لجنة التربية في منظومة المجتمع الكردستاني بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، مؤكدة أن "كل لغة تحمل معها تاريخ وثقافة وأدب وفن وفلسفة حياة" الشعب والمجتمع.

يمثل استخدام اللغة الكردية في كل لحظة وفي جميع ميادين الحياة جزءاً مهماً من النضال والثورة، كما أن قمع اللغة هي إحدى أخطر أدوات الإبادة الجماعية وطمس الهوية. واستعرضت لجنة التربية في KCK ممارسات الدولتين التركية والإيرانية العدائية ضد اللغة الكردية، موضحة في بيان لها مزايا نموذج التعليم والتربية في شمال شرق سوريا في ظل الإدارة الذاتية.

وفي هذا السياق، تقول لجنة التربية في منظومة المجتمع الكردستاني، في بيان إلى شعبنا الوطني والرأي العام الديمقراطي، "نبارك الذكرى الثانية والعشرون ليوم اللغة الأم العالمي أولاً للقائد آبو الذي استطاع أن يوصل أمل الشعب في الحرية الثقافية والهوية واللغة ووجوده الذي تم حظره وإلغاء وجوده إلى مستوى نضالٍ لا نظير له. وتجاوز كل الصعاب في هذه المسيرة. كما نبارك لشهدائنا الذين لم يعتبروا الموت نهاية لهم بل وصلوا إلى الخلود بتضحياتهم في سبيل لغة وقيم وحرية ووجود شعبهم. ونبارك لشعبنا المقاوم الذي وعلى الرغم من جميع أنواع الحظر والضغط والقمع والتعذيب والإعدامات، ظل يغنّي بلغته ويروي قصص البطولة ويزغرد بأعلى صوته ولم ينحني أمام العدو."

وذكر البيان أن "اللغة ليست أداة للتواصل فقط؛ هي في نفس الوقت بالنسبة لشعب ما أهم أداة للعيش بهويته وثقافته والوصول إلى مستقبل منير. كل لغة تحمل معها تاريخ وثقافة وأدب وفن وفلسفة حياة مجتمعه."

وحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO) فإن نسبة 40% من سكان العالم محرومون من التعلم بلغتهم التي يتكلمون بها. في العالم كل أسبوع تموت لغة مع ما تحتويها من ثقافة. من بين الـ 7000 لغة الموجودة على وجه الأرض فإن ما يقارب 2474 لغة تواجه خطر الإندثار. منذ عام 1950 وحتى الآن اختفت 230 لغة من الوجود. إن حقيقة مع موت كل لغة تموت معها ثقافتها أيضاً، تفرض التعليم بلغة الأم كمشكلة عامة ويجب إيجاد حل لها بأقصى سرعة.

ولفت البيان إلى ممارسات دولة الاحتلال التركية بالقول "مع تطور الرأسمالية فإن سياسات الدول الرسمية منذ البداية وحتى يومنا هذا تشكّل خطراً مصيرياً أمام وجود اللغات. منذ بداية القرن العشرين وبسبب نشوء الدول القومية المحتكرة في العديد من مناطق العالم، أصبحت العديد من البلدان مقابر للغات. قامت الدول القومية وبسياسات إبادة اللغة والثقافة بفرض التعليم بلغة واحدة في جميع مجالات الحياة. إن الطريق المباشر لصهر مجتمع ما هو حظر لغة ذلك المتجمع. بدون شك، بالنسبة لمجتمع ما فإن أعظم تدمير له هو عدم التكلم بلغته ونسيان لغته والابتعاد عنها. من الواضح أن المجتمع الذي نسي لغته سوف ينسى ثقافته وتاريخه وهويته وفي النهاية سوف يفقد ذاكرته. إن هذه هي إبادة مجتمعية التي تتم إدارتها من خلال ذهنية الدولة القومية بشكل مستمر."

"إن المحتل وبهدف إزالة الشعب الكردي من الوجود، فإنه مارس العدوان منذ مئات السنين ومازال يمارسها. إن البند 42 من دستور الدولة التركية والمرتبط بمفهوم "قومية واحدة ولغة واحدة" والتي حظّرت التعليم باللغة الكردية والتي تقول "ما عدا اللغة التركية لا يمكن لأي لغة أخرى أن تُدرّس كلغة الأم في مؤسسات التعليم للمواطنين الترك" إن هذه الذهنية حسب مفهوم الدولة القومية والتي نشأت على يد الحداثة الرأسمالية هو إنكار للشعوب ولغاتهم. في تركيا والتي تشكّل موزاييكاً للشعب وفي عام 2021 لايستطيع أي شعب في المدارس أو أي مؤسسة رسمية أن يتكلم بلغته. تم إغلاق قنوات التلفزيون ووكالات الأنباء والمجلات وقنوات الراديو ودور النشر وحتى المدارس الإبتدائية. مدرسة علي أرَن والتي أُفتتحت عام 2015 أُغلقت في اليوم العالمي للغة الأم في 21 شباط من عام 2016 . تم تحطيم تماثيل الكُتّاب والشعراء الكرد وتمت إزالة اللوحات التي تدلّ على تعدد اللغات، تم تحطيم أبواب الجمعيات والمعاهد. لقد ذكرت منظمة (UNESCO) في تقاريرها السابقة أنه في تركيا خمسة عشر لغة مهددة بالزوال وقد زالت ثلاث لغات تماماً. ولكنها في تقريرها الذي نشرته قبل عدة أيام تجاهلت الوضع الحالي وكأنها تقول أن وضع تعليم الأطفال بغضّ النظر عن بعض الصعوبات التقنية لا يواجه أية مشاكل، إنها بتقريرها هذا تشرعن الفاشية على اللغة والتعليم. إن "التآخي" بين الحداثة الرأسمالية والدولة القومية وكنتيجة لها فإن الرأسمالية تنادي بأعلى صوتها: "أنا التي تخلق الحروب وأنا التي أنادي بالسلام، أنا التي أبيّن الفرق بين الصح والخطأ" إن الدولة التركية نفسها من جهة استقبلت اللاجئين في السنوات الأخيرة، ومن جهة أخرى وتحت مُسمّى خدمة التعليم تقوم وأمام أعين العالم بفرض منهاج تركي وبترجمة عربية على مئات الآلاف من الأطفال الكرد والعرب وتعرّضهم للإبادة اللغوية والثقافية بشكل مضاعف."

في إيران في عام 2010 وبحجة "معاداة الله" تم إعدام الأستاذ فرزاد كمانكر من مدينة كامياران. مرة أخرى وقبل عدة أيام وبحجة "تهديد أمن الدولة" تم الحكم على زارا محمودي خمس سنوات والتي كانت تدرّس اللغة للأطفال في مدينة سِنه. إن أكثر مثال وحشي لمعاداة الدولة الإيرانية للكرد يتمثل في معاداتها للغة الكردية. ماعدا الأمثلة التي تم إعلانها للرأي العام، ومنذ مئات السنين وعلى جغرافية كردستان تم قتل الآلاف من شعبنا بشكل وحشي ممن إهتموا بلغتهم وثقافتهم، بلا تمييز بين طفل أو إمرأة أو شاب أومُسنّ.

وشددت لجنة التربية على أنه في هذه الشروط الغير متكافئة والتي يتم فرض الإبادة على شعبنا، حيث لم يعتبر أي قانون دولي حول التعليم بلغة الأم أي إعتبار للكرد، الشيء الوحيد الذي يجب عمله؛ هو متابعة النضال والإهتمام وتطوير الوجود والهوية واللغة في جميع المجالات الحياتية والقانونية بشكل أقوى من أي وقت مضى.

وأكد البيان إن نموذج التعليم في روج آفا، شمال – شرق سوريا بالنسبة لجميع الشعوب التي تعيش في المنطقة والعالم هو "إدارة نضال الوجود والهوية واللغة، وهو مثال لا نظير له وهو قوة وإرادة جوهرية. إنه أقوى دليل يعتمد المساواة والحرية وحق الطفولة والديمقراطية وحقوق الإنسان أساساً له. إنها إثبات وتطبيق لحياة أخرى، حياة متعددة اللغات والثقافات في مواجهة الحياة المفروضة علينا."

واختتم البيان بالقول "نحن كلجنة التربية في "KCK" وبمناسبة يوم اللغة الأم العالمي نبيّن مرة أخرى أن حق التعليم بلغة الأم والإستفادة منه بشكل عادل هو حق كوني. بمعنى أن المطالبة بالتعليم باللغة الأم هو أكثر مشروعية من جميع المطالب الأخرى.  يجب أن لا ننسى أن اللغة لا تموت بسبب قلة عدد الذين يتكلمون بها؛ ولكنها تموت لأنهم لا يتكلمون بها ولا يهتمون بها ولا يناضلون من أجلها. لذا يتوجب على شعبنا أينما كان أن يعتبر التكلم والكتابة باللغة الكردية كنشاط لإحياء اللغة الكردية، أن يناضل باستمرار في كل مكان من أجل تأمين التعليم باللغة الأم وإزالة العقبات أمام ممارسة لغة الأم. وأن لا يفتح المجال أمام سياسات الصهر حسب مفهوم اللغة الواحدة. نبارك مرة أخرى يوم اللغة الأم العالمي لشعبنا ولجميع الشعوب المناضلة".