حزب العمال الكردستاني: أُطلِقَتْ الرصاصة على الإنسانية الحرة وأخوة الشعوب في التاسع من كانون الثاني 2013

قالت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK): في العام التاسع، سنعمل على تطوير نضالنا بشكل أقوى من خلال توحيد الكفاح ضد مجزرة باريس مع حملة "حان وقت الحرية" في الأجزاء الأربعة من كردستان وفي كامل جغرافية الشرق الأوسط والعالم بأسره.

بمناسبة الذكرى الثامنة لمجزرة باريس المرتكبة بحق إحدى الشخصيات المؤسسة لحزب العمال الكردستاني (PKK) ساكنة جانسيز وممثلة المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في باريس، فيدان دوغان (روجبين) وعضوة حركة الشبيبة ليلى شايلمز (روناهي)، أصدرت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني بياناً، قال فيه: إن الجريمة المرتكبة في باريس يوم التاسع من كانون الثاني بحق الرفيقات المناضلات كل من سارا (ساكنة)، روجبين، روناهي هي رصاصات استهدفت حركة حرية المرأة في شخصهن واستمرارٌ لعقلية الهيمنة الذكورية و سياستها المبنية على عرقلة نضال المرأة التحرري.

وذكرت اللجنة التنفيذية في بيانها: "نشهد اليوم الذكرى الثامنة للاغتيال الدنيء للرفيقة سارا (ساكنة جانسيز) إحدى الأعضاء المؤسسين لحزبنا، حزب العمال الكردستاني (PKK)، والرفيقتين القديرتين روجبين (فيدان دوغان) روناهي (ليلى شايلمز) على يد الاستخبارات التركية بتاريخ التاسع من كانون الثاني 2013 في العاصمة الفرنسية باريس. و ندخل العام التاسع من النضال ضد مجزرة باريس التي تعتبر أكثر هجمات القرن الحادي والعشرين وحشية؛ على هذا الأساس نستذكر بداية بكل محبة وتقدير واحترام شهدائنا الذين قضوا في باريس كل من الشهيدة سارا، روجبين، روناهي، ونعلن إصرارنا كحركة وشعب في العام التاسع على محاسبة القتلة الفاشيين وتحقيق النصر لآمالهم وأهدافهم.

"حزب العدالة والتنمية هو الجاني في مجزرة باريس"

وأضاف البيان: "كما هو معلوم أن مجزرة باريس التي ارتكبت في 9 كانون الثاني عام 2013، هي إحدى مجازر حزب العدالة والتنمية، التي وقعت بعد 13 شهراً من مجزرة أخرى تحمل توقيع حزب العدالة والتنمية ، هي مجزرة روبوسكي؛ صدر قرار ارتكاب هذه المجزرة من حكومة العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان، حيث أوكل إلى الاستخبارات التركية برئاسة هاكان فيدان الذي يعتبر الصندوق الأسود لأردوغان، مهمة التخطيط للمجزرة وتنفيذها، واستخدمت الاستخبارات التركية أحد مندوبيها  في تنفيذ مخطط الاغتيال، القاتل عمر كوناي، الذي تظاهر بـ"ثوريته" بهدف التسلل إلى صفوف حركة التحرر، حيث تمكن من تخطيط وارتكاب جريمته بحق النساء الثوريات الثلاث بواسطة مسدس وسط العاصمة الفرنسية باريس.

بعد إلقاء القبض على القاتل المكلف عمر كوناي، ظهرت عدة تصريحات من مسؤولي حزب العدالة والتنمية كل من أردوغان وحسين جليك و محمد علي شاهين، بمثابة تبني قرار المجزرة.

و رغم أن النيابة الفرنسية كشفت عن كل هذه الأمور وذكرتها في مذكرة الادعاء العام، إلا أن القضاء الفرنسي أسقط الدعوة بعد أن أعلنت مقتل الجاني في قضية مجزرة باريس يوم 9 كانون الثاني، عمر كوناي في السجن قبل أن تبدأ المحكمة بعشرين يوماً فقط.! وبالتالي، لم يستطع القضاء الفرنسي محاسبة حكومة القاتل طيب أردوغان ولم يستطع تطبيق موجبات تحقيق العدالة، وهكذا يكون القضاء الفرنسي نفسه متواطئاً في المجزرة؛ علاوة على ذلك، هل مات عمر كوناي في السجن أم قُتِلّ؟ أو تم ادعاء موته ونُقِلَ من السجن إلى مكان آخر؟ كل ذلك ظلت تشكل علامات استفهام، بسبب عدم انعقاد المحكمة.

الجرائم تتكرر كل يوم لأن القتلة يفلتون من العقاب

إن الوضع القانوني لمجزرة باريس التي تعتبر إحدى أكثر المجازر وحشية في التاريخ، مع دخولنا العام التاسع بالحادث هو بهذا الشكل؛ ولأن مقاضاة المجزرة لم تتم وأفلت الجناة من العقاب، لا تزال النقاشات مستمرة حول الواقعة، وتتجدد في كل ذكرى سنوية، أو الأصح أنها تتجدد يومياً مع وقوع كل جريمة ومجزرة؛ كما تُطلقُ رصاصات جديدة كل يوم على الشعب الكردي الساعي إلى الحرية والمرأة الكردية والانسانية الحرة الديمقراطية في شخص مجزرة باريس، وهذا الوضع سيستمر طالما استمر وجود النظام التركي الاستعماري القاتل.

انضمت الرفيقة سارا إلى النضال التحرري في سن صغيرة وكافحت في جميع الميادين

ولدت وترعرعت الرفيقة سارا في ديرسم التي تعرضت للإبادة الجماعية على يد الجمهورية التركية بين عامي 1937-1938، وتعرفت في سن مبكرة بالقائد عبدالله أوجلان وانضمت إلى حركة التحرر الوطني الكردستاني  في النضال التحرري، إنها مثال المرأة الكردية الثورية الوطنية، وقد قادت مقاومة السجون في ديار بكر إلى جانب مظلوم دوغان، كمال بير، محمد خيري دورموش  بعد أن تعرضت للاعتقال إثر الانقلاب الفاشي العسكري في 12 أيلول 1980، كانت من مؤسسي حزب العمال الكردستاني وعضوة اللجنة المركزية وقيادية مُنَظِمة في حركة المرأة الحرة الكردستانية، وقد خاضت حرب الكريلا في بوطان وبهدينان، وشغلت كافة المهام والمسؤوليات في كل الميادين  وأدتها ضمن حركة المرأة الحرة، ونجحت في التحول الثوري والمناضل الآبوجي من خلال خوض النضالات الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية والعسكري في شخصيتها.

الرفيقتان روجبين وروناهي، اللتان انضمتا للنضال التحرري من أوروبا على خطى الرفيقة سارا، أدركوا جيداً  كيفية تحقيق التحول الثوري من خلال تدريب أنفسهم على النهج الآبوجي، حقاً تمكنتا أن يصبحن مناضلات رائدات للنساء والشبيبة الكرد بنشاطهن الناجح في كل الميادين.

الرصاصات استهدفت الانسانية الحرة وأخوة الشعوب في 9 كانون الثاني 2013

لذلك فإن الرصاصات التي أطلقت على الرفيقات سارا وروجبين وروناهي في باريس في 9 كانون الثاني 2013 هي في الواقع رصاصات أُطلقت على قائد الشعب الكردي والشعب الكردي نفسه وحركة الحرية؛ هذه الرصاصات هي في الأساس رصاصات فاشية-إبادة جماعية موجهة ضد الحل الديمقراطي للقضية الكردية؛ أنها رصاصات استهدفت حركة حرية المرأة في شخصهن واستمرارٌ لعقلية الهيمنة الذكورية وسياستها المبنية على عرقلة نضال المرأة التحرري، في 9 كانون الثاني 2013، تم إطلاق الرصاص على أخوة الشعوب والإنسانية الحرة في باريس.

نحن، في حركة حرية كردستان والشعب الكردي وكل النساء والقوى الديمقراطية الثورية، خضنا كفاحاً عظيماً على مر ثماني سنوات ضد العقلية والسياسة التي ارتكبت مذبحة باريس، وتمكنا من محاسبة القتلة الفاشيين إلى درجة هامة، وتمكنا من توحيد كل النساء والقوى الثورية الديمقراطية الساعية للحرية حول النضال ضد مرتكبي مجزرة باريس المناهضة لمجزرة باريس في النضال ضد مجزرة باريس، و جعلنا شهيدات مجزرة باريس كل من سارا، روجبين، روناهي رموزاً للنضال من أجل الحرية وعرفنا العالم أجمع بهنّ؛ على هذا الأساس، قمنا بفضح دكتاتورية وفاشية حكومة العدالة والتنمية القائمة على معاداة الشعب الكردية والمرأة، أمام مرأى العالم أجمع.

الآن، في العام التاسع، سنعمل على تطوير نضالنا بشكل أقوى من خلال توحيد الكفاح ضد مجزرة باريس مع حملة "حان وقت الحرية" في الأجزاء الأربعة من كردستان وفي كامل جغرافية الشرق الأوسط والعالم بأسره، ومن خلال كسر نظام العزلة في إمرالي، وتدمير فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ومقاومة الغزو التركي في كل مجال، سنتمكن من محاسبة الفاشيين الذين ارتكبوا مجزرة باريس والانتقام لشهدائنا.

سنحيي ذكرى شهداء مجزرة باريس سارا، روجبين، روناهي في تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان وإقامة كردستان حرة وتركيا ديمقراطية وشرق أوسط ديمقراطي.

كحركة وشعب وأصدقاء، سوف نُصّعِد المقاومة على درب الشهداء الأبطال وعلى خطى النهج الآبوجي لأجل الحرية لتحقيق النصر الكبير.

على هذا الأساس، فإننا ندعو جميع أبناء شعبنا الوطني، وبشكل خاص النساء والشبيبة، وأصدقائنا الثوريين الديمقراطيين، إلى المشاركة بفعالية ونشاط للتنديد في الذكرى الثامنة لمجزرة باريس، وتصعيد النضال ضد الدكتاتورية الفاشية لحكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وتكثيف الفعاليات والانشطة من أجل تعزيز حملة "حان وقت الحرية" والسير على نهج تحقيق الانتصار.