حربو: الاتفاقية التي أبرمت تستهدف إرادة الشعب الإيزيدي في شنكال

قال عضو مجلس الإدارة الذاتية في شنكال فارس حربو: إن الذين دافعوا عن شنكال وقاوموا ونظموا المجتمع، يستطيعون أن يتحدثوا باسم شنكال، يمثلون إرادة شنكال الحالية وأهالي شنكال.

خلال المرحلة الثانية من المحادثات بين الناطق باسم مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال فارس حربو وعضو وفد شنكال للتفاوض مع الحكومة العراقية، لفت فارس حربو إلى ما تمخض عن اللقاءات مع وفد مصطفى الكاظمي،  وقال إنهم أبدوا موقفاً صريحاً وواضحاً ورافضاً للاتفاقية المبرمة بين حكومة بغداد وهولير حول شنكال، كما رد على أسئلتنا التي طرحناها كما يلي:

يجب أن تكون القرارات الخاصة بشنكال صادرة من أهالي شنكال وممثليهم 

نحن كشعب وكمؤسسات في شنكال وكمكونات رفضنا هذه الاتفاقية، لأنه عندما تم التوصل إلى هذا الاتفاق، لم يؤخذ رأي الشعب الإيزيدي بعين الاعتبار ولم يتم مشاركتهم فيه، فالذين دافعوا عن شنكال وقاوموا ونظموا المجتمع، يستطيعون أن يتحدثوا باسم شنكال، هؤلاء يمثلون إرادة شنكال الحالية وأهالي شنكال.

ما هو محتوى هذا الاتفاق، يقولون: "سنؤسس إدارة، يجب أن يكون القائمقام مستقلاً ومن أهالي شنكال وأن يكون مقبولاً، حسناً، مع من ستعلن هذه الإدارة؟، ليس مع أهالي شنكال، ستعلنها مع حكومة جنوب كردستان! لم تمر ساعة من عقد الاتفاق حتى أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني عن اسم القائمقام الذي يحمل عقليته نفسها، فأين هو المعقول وأين هي الاستقلالية؟ ما السبب في أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يريد أن يُدير شنكال مرة أخرى؟ لا فرق بين الأسماء والشخصيات، ولكن المهم العقلية، فالعقلية والمفهوم التي تسببت في حدوث المجزرة لا تفرق بين أسماء الأشخاص، ولذلك نحن لسنا ضد الأشخاص الإيزيديين، نحن ضد تلك السياسة التي تعتمد على العقلية التي ذكرناها.

لم يُقبل الاقتراح الذي قدمه أهالي شنكال ومؤسساتها بشأن القائمقام والإدارة السرية، لماذا؟ يريد الناس أن يكون هؤلاء الأشخاص ممثلين لهم ويقودونهم، لماذا لا تريد، هل الذي أسس هذه الإدارة في شنكال منذ 2017 كانت الحكومة العراقية؟ كلا، لم يقم أحد من الخارج بإنشاء هذه الإدارة وإرادة أهالي شنكال الحالية، لقد بناها أهلها بأنفسهم، ولكن من أجل المصالح الشخصية والحزبية، يعتبرونها وكأنها غير موجودة.

وأيضاً يقول الاتفاق: "سوف نبني الإدارة وهيبة الدولة العراقية في شنكال! سوف ننقل الجيش إلى هناك، وسنحرر شنكال!" ممن ستحررون شنكال؟ أثناء وجود داعش في شنكال، لماذا لم تذهبوا وتحرروها؟

يعيقون عودة اللاجئين إلى شنكال بدلاً من تسهيلها

اليوم، وبدلاً من أن يقدموا التسهيلات لعودة اللاجئين الإيزيديين المتخمين بالآلام والجراح، يقومون بكل ما يعيق عودتهم، ليعود أحد الإيزيديين إلى شنكال يجب عليه مراجعة سبعة مراكز ليستطيع العودة، هذا ما يقومون به لكيلا يعود أحد إلى شنكال.

ويستنتج من الاتفاق المبرم أنهم لا يريدون الاعتراف بالإيزيدين وبإرادتهم الحرة، ولا يريدون أن تكون لهم قوات خاصة بهم ورؤية سياسية، يريدون تعيين الأشخاص التابعين لهم، يطبقون مخططاتهم وألاعيبهم من خلاله، ولأجل هذا نرفض ونعادي هذه الاتفاقية بينهما.

منذ 9 تشرين الأول، أبدى الإيزيديون اعتباراً من شنكال وحتى جميع أنحاء العالم ردة فعلهم ورفضهم لهذه الاتفاقية التي هي ضد إرادة الشعب الإيزيدي، نحن أيضاً نحييهم، ويجب على الجميع احترام هذا الموقف، وقفة شعبنا الإيزيدي المشرفة جعلت الحكومة العراقية تجلس مع الإيزيديين والمجتمع الإيزيدي، وأن يرى ماذا يريد الشعب الإيزيدي، وأيضاً قمنا بإجراء سلسلة لقاءات مع الجهات المسؤولة والمعارضة في بغداد، وآخر هذه اللقاءات كان بين ممثلي الشعب في شنكال وبين مؤسسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. 

وقد حضرنا اللقاء كمتحدث باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال مع وفد مصطفى الكاظمي، حيث حضر هذا اللقاء 26 شخصية من ممثلين وشيوخ ومثقفين وأعضاء مؤسسات المرأة وممثلو الأحزاب السياسية الإيزيدية الأربعة. 

قبل الاجتماع، وافق وفدنا بشكل عام على النقاط المشتركة واتخذ نفس الموقف، نتيجة لهذا التعاون والتضامن من جميع الأحزاب الإيزيدية الأربعة والأفراد المشاركين في الوفد، تم تحديد 18 نقطة وعرضها على الحكومة، نتيجة هذه النقاط الـ 18 نحن نرفض هذه الاتفاقية لأن:

ـ يجب ألا يبقى الإيزيديون بدون اعتراف ونظام، وأن يديروا أنفسهم بأنفسهم.

ـ يجب ألا يبقى الإيزيديون بدون حماية، وهذه الحماية يجب أن يقوم بها الإيزيديون بأنفسهم.

ـ يجب أن تصبح شنكال محافظة مركزية (لا مركزية) مرتبطة مع الحكومة العراقية.

ـ يجب العمل في البرلمان العراقي على الاعتراف بمجزرة شنكال كإبادة جماعية.

ـ يجب وقف هجمات دولة الاحتلال التركي على الأراضي العراقية وخاصة على شنكال، كما كان هناك الكثير من النقاط ولكن هذه كانت النقاط الأساسية.

جلوس الكاظمي مع الوفد كان مصدر قلق

في البداية لم يكن مصطفى الكاظمي مستعداً للقاءات، حيث انضم إلى الاجتماع في الدقائق الأخيرة، جلس السيد الكاظمي مع الوفد الإيزيدي، وهذا بالنسبة لنا مصدر قلق، وقد حضر اللقاء كل من مستشاره الأول هاشمي الداوودي والمشرف على اللقاء حميد الشطري ممثل قيادة العمليات العامة وصايم خضر ممثل الإيزيديين في مجلس النواب العراقي.

وفدنا قال بشفافية بأن شنكال جزء من العراق وستبقى هكذا، شنكال غير معنية بالقرار 140، يجب ألا يأتي البيشمركه إلى شنكال، ولا نقبل لأحد أن يتكلم باسم البيشمركه في شنكال، كما تم الإعلان مرة أخرى بأن المواضيع التي يتحدث عنها الحزب الديمقراطي الكردستاني في إعلامه بعيدة عن الحقيقة.

في اللقاء تم الحديث عن سبب إبرام هذه الاتفاقية وقالوا بأنها من أجل عودة اللاجئين الإيزيديين في المخيمات في جنوب كردستان ويجب أن نكون متفقين مع حكومة الإقليم.

يجب أن تكون كل القوات الكردية ذات موقف موحد ضد الاعمال التي لا تكون في مصلحة شعب شنكال.

ندعو جميع القوى والأطراف الكردستانية أن يقفوا ضد اعمال الحزب الديمقراطي الكردستاني على شنكال لكي لا تتدخل في دين وثقافة ومجتمع الإيزيديين، فالذي يسعى إلى قطع الروابط بين شنكال وشيخان وتجزئة الدين الإيزيدي هو الحزب الديمقراطي الكردستاني، عندما لم يتمكن الحزب الديمقراطي الكردستاني من السيطرة على شنكال، أراد الحفاظ على وجوده في شنكال من خلال أشخاص تابعين له بشكل سري.

لا توجد حكومة نظامية في العراق، ولا قواعد ولا نظام، لذلك حين يجلسون مع أحد ما يتحدثون إليهم وفق ما تريده قلوبهم، فإنهم يريدون إرضائهم وإرضاء أنفسهم أمامهم.

في شنكال هناك مشاكل اجتماعية وإدارية وسياسية وأمنية وخدمية، وهذه المشاكل يجب أن تُحَل من قبل أهالي شنكال وممثليهم، كل من يعقد اتفاقيات بشأننا في الخارج فليعقد، فإذا لم نكن نحن كممثلي شنكال طرفاً فيها ونكون موافقين عليها، لن تنجح، يجب أن نصبح صوت ومطلب شعبنا، فشعبنا يملك موقف من الالتزامات المفروضة عليه، يجب أن نعزز تحالفنا ونستجيب لمطالب شعبنا.