وان: بناء المساجد على حساب الكنائس والأديرة ومحاولة إبادة التاريخ

تستمر سياسة حزب العدالة والتنمية في معاداة الثقافات والمعتقدات المختلفة، حيث تم بناء مسجد أمام كنيسة "يدي" وكنيسة "كفورك" التاريخيتين في مدينة وان، وكنيسة القديس بارثولوميو على وشك الانهيار، مع ترك جدار واحد فقط من الكنيسة.

 لا يزال هناك حوالي مائة كنيسة أرمينية متبقية في مدينة وان، في وقت ازداد فيه نسبة سكان الأرمن. ولكن في السنوات الأخيرة، وبشكل خاص خلال حكم حزب العدالة والتنمية AKP تم هدم معظم الكنائس وتدمير العديد من الأديرة وتحويلها إلى إسطبل لتربية الأحصنة. وإذا استمر الوضع على هذا النحو ستختفي الكنائس والأديرة القليلة المتبقية، حيث بقيت كنيسة اختمار، القديس بارثولوميو وكنيسة يدي فقط  من بين مائة كنيسة أرمنية. وتم إجراء بعض الترميمات في جزيرة اختمار للحفاظ على الكنيسة، وذلك بفضل الاهتمام الدولي والضغط العام.

تقع كنيسة يدي الأرمينية (Varaganak) في قرية باكراجلي على سفوح جبل إريك. حيث انهار السقف لأنه تم استخدامه كإسطبل لفترة طويلة. كما أن جدران كنيسة يدي على وشك الانهيار. وكان هذا الدير مكاناً لتدريس الأديان الهامة. وإحدى السمات الهامة لهذه الكنيسة هي أن صحيفة فان كارتالي التي دافعت عن استقلال أرمينيا نشرت لأول مرة في هذه الكنيسة. الا ان جدران الدير، الذي يغطي القرويون سقفه بالأشجار والخشب، على وشك الانهيار، لم تعد تظهر لاحد بسبب اكتظاظ الابنية والمساجد من حولها والتي كان من المفروض عدم السماح بإنشاء ابنية في محيط الكنيسة التي كانت في البداية ساحة سيت.

تحويل دير القديس بارثولوميو الى مخفر 

كما توشك كنيسة "سورب كفروك" وكنيسة "فانكا سورب آستفاد زادزين" في حي دونمجي على وشك الانهيار بسبب الإهمال وعدم ترميمها. حيث كان هناك  678 أرمنياً يقطنون هذه القرية، قبل الإبادة الجماعية التي ارتكبت عام 1915. حيث بقي الآن جدار واحد فقط من كنيسة سورب كفروك. لقد كانت الكنيسة محمية حتى عام 1990. الا انه تم بناء مسجد بجوار الكنيسة. ومن جانبهم يزعم المسؤولون الحكوميون أن الكنيسة دمرت خلال الزلزال. الا ان فناء الكنيسة مليء بالحفر التي نقب عنها الباحثون بحثاً عن الكنوز.

ويعد دير القديس بارثولوميو في منطقة إلباك من أهم القيم في مدينة وان. وقد تم انتظار الترميم منذ ما يقارب المائة عام. ولكن كل يوم يُنزع شيء ما من جدران الدير. كما يقع دير القديس بارثولوميو في قرية البيرق في الباك. بني في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. وتم تحويل الكنيسة إلى مخفر في التسعينات. لم يتم القيام بأي أعمال تجديد في الكنيسة بعد نقل مخفر البيرق في عام 2013.

وتقع كنيسة جارباناك التاريخية، التي تم بناؤها في القرن التاسع، على جزيرة جارباغنكا في بحيرة وان، ولكنها على وشك الانهيار هي ايضاً. كما تعد الكنيسة التاريخية في الجزيرة بالقرب من قرية ديبكدوزو في مدينة وان على وشك الانهيار وهي بانتظار الترميم.

تم تدمير دير آردزفابرا

ويعد ديري آردزفابرا في حي سلمان اغا في ناحية ارديش في وان، مثل كنيسة حاج الأرمنية التاريخية في قرية حاجيكاش، على وشك الانهيار. لقد تم نهبها عدة مرات من قبل الباحثين عن الكنوز وهي الآن تواجه الانقراض بسبب الإهمال.

ومن جانبه ذكر علي كالجيك أنه من أصل مائة كنيسة أرمينية في وان، لم يبق لمعظمها سوى أسسها وقال: "يمكن استعادة بعض الكنائس وإعادة فتحها. لدينا كنائس في قرية إين، في ألباك، تواجه مخاطر الانهيار. وفي مدينة وان، يتم بناء مساجد امام الكنائس او يتم تحويل الكنائس الى مخافر، لهذا لا تعد كنيسة آيا صوفيا الكنيسة الاولى التي تم تحويلها الى مسجد.  إنهم يسعون لابادة التاريخ والقضاء عليه".