منظومة المجتمع الكردستاني: لا تستطيع الدولة التركية الايقاع بين حركتنا والاتحاد الوطني (YNK)

أشارت منظومة المجتمع الكردستاني أن دولة الاحتلال التركي تسعى لإحداث شرخ بين حركة الحرية والاتحاد الوطني الكردستاني(YNK)، وقالت "لن تنجح هجمات الدولة التركية بإحداث شرخ بيننا وبين الاتحاد الوطني الكردستاني، وشعب جنوب كردستان سيتمكن من إفشال هذه المؤامرة".

أدلت الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني ببيانٍ أصدرته اليوم الجمعة (26 حزيران)، حيال تصريحات دولة الاحتلال التركي ضد مدينة السليمانية.

ولفتت منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) الانتباه في بيانها إلى النقاط التالية:

"الدولة التركية بقيادة تحالف العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، تشن هجماتها على كافة القوى السياسية والوطنية والشعب المقاوم الذي يرفض الاستسلام والخنوع والتعاون مع سياساتهم الإنكارية والقمعية تجاه الشعب الكردي؛ في هذا الإطار تهاجم الدولة التركية شعب السليمانية، عن دولة الاحتلال التركي التي لم تتوانى عن مهاجمة شعبنا في شمال كردستان وروج آفا وجنوب كردستان ومخمور وشنكال بسياساتها القمعية، تعلن الآن هجماتها على مدينة السليمانية، حيث أعلن وزير خارجية دولة الاحتلال التركي أن حزب العمال الكردستاني يسيطر على السليمانية وبذلك أعطى الإشارة باستهداف السليمانية على غرار مخمور وشنكال، حتى زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بخجلي الفاشي الطوراني أشار إلى استهداف السليمانية بشكل مباشر، والكل يعلم أن مقولة " حزب العمال الكردستاني يسيطر على السليمانية" لا معنى له سوى تسويغ الهجوم عليها والتحضير لاستهدافها.

إن مدينة السليمانية هي من أوائل المدن التي أينعت فيها الروح الوطنية الكردستانية المعاصرة وشهدت تطوراُ ثقافياً على هذا الأساس، إنها إحدى المدن الكردستانية التي تنضح بالروح الوطنية وصاحبة آمال كبيرة في الوحدة الوطنية، ولأن الدولة التركية هي عدوة الشعب الكردي، فهي بهجماتها هذه تهاجم الإرث الثقافي التاريخي للسليمانية.

 إن شعب السليمانية ومحيطها منفتح دائماً على الأفكار الجديدة، لذلك شهدنا بزوغ حركات فكرية وسياسية متنوعة ومختلفة من هذه المنطقة، لأن تطور الأدب والثقافة والفن في السليمانية سمح لبزوغ ونشوء مثل تلك الحركات، وكذلك شهدنا السياسي والمثقف الكردي ابراهيم احمد الذي كانت له صداقة قوية مع القائد عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني، وأيضاً السيد جلال الطالباني كانت له صداقة قوية مع القائد عبدالله أوجلان استمرت إلى آخر يوم في حياته، حيث بدأ بحملة "الحرية للقائد أوجلان" قبل مرضه بوقت قصير.

بلا شك أن علاقات الصداقة التي كانت تربط ابراهيم احمد وجلال الطالباني بحركتنا التحررية، هيأت الأرضية لخلق علاقات صداقة قوية للشعب الكردي في هذه المدينة الكردستانية مع القائد عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني، إن مشاعر المحبة والاحترام التي يكنها الشعب الكردي تجاه حزب العمال الكردستاني لم تبقى فقط في مدينة السليمانية، بل انتشرت هذه المشاعر في كافة مدن وبلدان جنوب كردستان، كما أن القائد عبدالله أوجلان وجلال الطالباني أسسا علاقات حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني على ركائز متينة وقوية تعبر عن حكمة قيادتيهما، وعلى كلا الحزبين (PKK- YNK) الاستناد إلى الميراث المشترك لأجل أن يدخلوا في وضع يخالف العلاقات والحقيقة التاريخية؛ في بعض الأوقات تظهر بعضاً من نقاط الخلاف، إلا أن الحزبين واستناداً إلى إرث قيادتهما يحولان دون تفاقمها، وقد كنا على الدوام وإلى اليوم من أنصار إدامة علاقات الأخوة التي بدأها القائد عبدالله أوجلان وجلال الطالباني وتطويرها.

دولة الاحتلال التركي تريد ممارسة الضغوط على الاتحاد الوطني وإرغامها للوقوف في وجه حركة الحرية

إننا نعلم جيداً أن دولة الاحتلال التركي تمارس ضغوطها على القوى السياسية في جنوب كردستان بهدف تأليبها وإشراكها في الحرب إلى جانبها ضد حزب العمال الكردستاني، وعلى وجه الخصوص كلا الحزبين الرئيسيين (PDK-YNK)، حيث تعلن الدولة التركية مراراً وتكراراً أنها راضية عن سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلا أن توجيه التهديدات إلى السليمانية يعني أن الوضع في السليمانية لا يسير بما يرضي الدولة التركية، ومن خلال هذه التهديدات تسعى إلى إحداث شرخ فيما بين حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والايقاع بينهما، وهي من خلال الهجمات الفاشية التي استهدفت في وقت سابق كل من الشهيد جميل ودمهات، أرادت تبرير وتسويغ هجماتها على السليمانية.

مؤخراً تم الإعلان عن هجوم وحشي استهدف قرية تابعة لبلدة (شارباجار) في السليمانية، ونجم عنه شهداء وجرحى، وإننا في حركة الحرية نستذكر الشهداء بكل احترام ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، كما يبدو أن دولة الاحتلال التركي ستكثف من هجماتها وغزوها في محيط السليمانية، و ستحاول التوسع في هذه المناطق ما لم يسارع الشعب للانتفاض ضد هذه الهجمات والتحركات الاستعمارية الغازية؛ أن دولة الاحتلال التركي تتخذ من محبة واحترام شباب وشعب جنوب كردستان للقائد عبدالله أوجلان وحركة الحرية، ذريعة لشن هجمات الإبادة هذه.

لن تتمكن دولة الاحتلال التركي من الإيقاع بين حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني

بما حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، طرفان سياسيان منفصلان، فمن الطبيعي أن يوحها لبعضهما الانتقادات، وعند الحاجة نوجه انتقاداتنا إليهم ولكن شعب السليمانية الذي يمتاز بحس وحدة وطنية عالي المستوى ذو قيمة عالية ومحل تقدير واحترام بالنسبة لنا، كما أننا نسعى على الدوام من أجل عقد علاقات الأخوة والصداقة مع الاتحاد الوطني الكردستاني وندرك أن الاتحاد الوطني الكردستاني ايضاً يدرك أهمية العلاقات الطيبة مع حركتنا، ونؤكد أن هذه الهجمات الغازية الفاشية لن تتمكن من الإيقاع فيما بين كلا الحزبين السياسيين الكرديين، وكذلك ندرك أن شعب السليمانية صاحب قرار وإرادة مقاومة في وجه أعداء الشعب الكردي، و سيتمكن من إبداء الموقف المناسب في وجه هجمات الاحتلال التركي.

إن تصريح وزير خارجية دولة الاحتلال التركي، مولود جاويش أوغلو، لها علاقة مباشرة مع الهجمات الواسعة لدولة الاحتلال التركي ويؤكد وجود خطط وأهداف مسبقة؛ إننا على ثقة كاملة من أن الشعب الكردي والقوى السياسية ستقف في وجه هذه الخطط والبرامج الاستعمارية وتتمكن من إفشالها؛ مهما حاول جاويش أوغلو ودولته التركية لن يستطيعوا تحقيق الاقتتال الكردي- الكردي، ولن ينتصروا بكل تأكيد؛ لأن شعب السليمانية وعموم جنوب كردستان  سيتمكن من هزيمة الأعداء وإفشال المؤامرات المعادية للشعب الكردي.