منظومة المجتمع الكردستاني: الحزب الديمقراطي الكردستاني منح الشرعية لهجمات الاحتلال التركي من خلال مواقفه وتصريحاته

أشارت منظومة المجتمع الكردستاني من خلال بيان لها بأنه كلما نفذت الدولة التركية هجماتها، يظهر الحزب الديمقراطي ويلقي اللوم على حزب العمال الكردستاني، وهذا الأمر يشير بوضوح إلى تقاسم الأدوار بينهما.

أصدرت الرئاسة المشتركة للمجلس الرئاسي في منظومة المجتمع الكردستاني بيانًا إلى الرأي العام بصدد الهجمات التركية على مناطق جنوب كردستان، وموقف الحزب الديمقراطي الكردستاني من هذه الهجمات.

تصريحات الحزب الديمقراطي تساهم في شرعنه الهجمات التركية

بيان منظومة المجتمع الكردستاني أشار بدايةً إلى الغارات والهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركية على مناطق جنوب كردستان منذ 16 حزيران من العام الجاري، وذكر أن الحزب الديمقراطي منح الشرعية لهذه الهجمات من خلال مواقفه وتصريحاته.

وأضاف "بعد هجمات الدولة التركية، سعى الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الترويج على أن وجود كريلا حزب العمال الكردستاني هو سبب الهجوم التركي، فالدولة التركية تشن هجمات متواصلة ضد نضال الشعب الكردي من أجل الحرية بحجة محاربة الإرهاب، والحزب الديمقراطي الكردستاني يسعى من خلال هذه التصريحات إلى شرعنة هذه الهجمات وتبريرها.

 إنه بهذه التصريحات والمواقف يشرعن ويبرر أيضًا الهجوم الذي تعرض له الشعب المظلوم في شنكال عام 2014 على يد داعش، وكذلك الهجوم الذي تعرض له الشعب المظلوم في مخمور الذي اضطر للنزوح من أرضه.

 الحزب الديمقراطي كرر مواقفه هذه في أكثر من مناسبة، وبشكل خاص بعد بدء هجمات الدولة التركية على حفتانين، وروّج لفكرة أن القرويين يعانون جراء هذه الهجمات، وفيما بعد روّج لفكرة أن الدولة التركية تشن هذه الهجمات بسبب وجود قوات الكريلا".

وأضاف البيان "بعد بدء الهجمات على حفتانين تم تشكيل هيئة من أعضاء برلمان جنوب كردستان وإرساله إلى المناطق التي تعرضت للهجمات، وبعد أن عادت الهيئة من المنطقة، أعدت تقريرًا يتضمن أن الدولة التركية تهاجم المنطقة بسبب وجود قوات الكريلا، وأن أهالي المنطقة يعانون جراء ذلك.

بهذا الشكل يسعى إلى منح الشرعية لهجمات الدولة التركية، لقد تم التغاضي عن عداء الدولة التركية ضد الكرد، وهجماتها ضد مكتسبات الكرد في كل مكان، إنه من خلال موقفه يمهد لنشوب حرب داخلية بين الكرد أنفسهم. إنه يطلب من الكريلا التخلي عن المقاومة ضد الدولة التركية، أو أننا سوف نحارب ضدكم أيضًا، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يعمل على نشر قوات البيشمركة في المناطق التي تعيق استمرار مقاومة الكريلا للاحتلال التركي".

الدولة التركية ستهاجم، والحزب الديمقراطي سيلقي اللوم على حزب العمال الكردستاني

وجاء في البيان "كلما نفذت الدولة التركية هجماتها، يظهر الحزب الديمقراطي ويلقي اللوم على حزب العمال الكردستاني، وهذا الأمر يشير بوضوح إلى تقاسم الأدوار بينهما، فمن الواضح أن الدولة التركية ستهاجم، فيما سيلقي الحزب الديمقراطي اللوم على حزب العمال الكردستاني على أنه هو سبب الحرب، مما يمهد بالتالي لاستبعاد وإخراج حزب العمال الكردستاني من المنطقة التي يوجد فيها، وفي النهاية سوف يفعلان ذلك بالهجوم المباشر، ومن أجل دعم هذه المساعي والمخططات الخبيثة فقد كثفت في الفترة الأخيرة هجماتها ضد المدنيين.

الأحداث والمستجدات الأخيرة تشير بوضوح إلى أن الدولة التركية قدمت وطرحت مخطط تصفية حزب العمال الكردستاني للحزب الديمقراطي، وأن الحزب أصبح شريكًا في هذا المخطط، كما بات من الواضح إنهما يرغبان بإشراك العراق أيضًا في هذا المخطط لإضفاء الشرعية عليه".

موقف حزب العمال الكردستاني واضح

وتابع البيان "لقد كان موقف حزب العمال الكردستاني واضحًا على الدوام، لقد رأى الشعب الكردي روح التضحية التي يتحلى بها الحزب في العديد من المناسبات، وأنها قوى مضحية من أجل حماية مكتسبات الشعب الكردي، فعندما هاجمت داعش، كان الكريلا على أبواب هولير، وقد شكر رئيس الحزب الديمقراطي مسعود البارزاني موقف الكريلا، وقال وقتها إن الدولة التركية لم تساعدهم، مما يشير بوضوح من هو الذي يدافع عن المكتسبات.

 من المعروف أنه عندما هاجمت داعش كركوك كانت قوات الكريلا أول من دافعت عنها، كما يعلم العالم أجمع من الذي أنقذ الإيزيديين من الإبادة، وفي عام 2017 كانت قوات الكريلا آخر من خرجت من كركوك، لذلك لا يحق لأحد القول إن قوات الكريلا تشكل خطرًا على كياننا، لا يحق لأحد أن يبرر الهجمات التركية بحجة الخطر على مكتسبات الشعب الكردي".

يجب تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر

بيان منظومة المجتمع الكردستانية أشار إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد انجرّ إلى مخطط الدولة التركية، ودعا إلى تحقيق الوحدة الوطنية لمجابهة المخاطر.

وأضاف "نناشد جميع أبناء شعبنا الوطني، الالتفاف حول قوات الكريلا ضد هجمات الدولة التركية، لأن الاعتداء والهجوم على حزب العمال الكردستاني هو هجوم واعتداء على جميع الشعب الكردي، كما نناشد الحزب الديمقراطي الكردستاني أداء المسؤوليات الملقاة على عاتقه، بما يضمن ألا تكون المصالح الحزبية الضيقة خطرًا على مستقبل الشعب الكردي، وألا يتحول إلى شريك في هجمات الدولة التركية، وأن يساهم في تحقيق وحدة الصف الكردي ودعم جميع مساعي الدفاع عن مكتسبات الشعب الكردي".