كالكان: يمكنك النضال لوحدك ولكن يمكننا تحقيق النصر معاً

قال عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، دوران كالكان، أن " أردوغان يقدم تركيا لعواصم الدول الغربية"، مؤكداً أنه لا سبيل إلى بناء حياة حرة ديمقراطية، سوى وحدة الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط.

في حديثه لوكالة أنباء فرات (ANF)، أشار عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، دوران كالكان إلى اللقاء الذي جمع القائد عبدالله أوجلان مع شقيقه في سجن جزيرة إمرالي بعد عزلة مطلقة دامت 8 أشهر، وقال " قطعاً لم تنتهي العزلة المطلقة المفروضة على القائد آبو، باللقاء الذي تم في يوم الثالث من آذار؛ بل سياسة العزلة مستمرة بشكل تعسفي وظالم، والسماح لذلك اللقاء كانت محاولة تكتيكية للدولة التركية لأجل النجاة من الأزمة التي تعيشها."

وتابع كالكان قوله " سمحت فاشية حزب العدالة والتنمية (AKP) بإجراء اللقاء مع القائد آبو، للتغطية على الأقوال الطائشة والغير مسؤولة لوزير داخليتها سليمان صويلو، إضافة إلى امتصاص الغضب الشعبي؛ لكننا نعلم أن المحاميين والعوائل يراجعون النيابة العامة لأكثر من مرة منذ ذلك التاريخ، إلا أن جميع طلباتهم تقابل بالرفض، أي أنهم لا يسمحون بالزيارة في الأحوال العادية؛ بل نتيجة اضطرارهم إما بسبب الإضراب العام المفتوح أو بالمقاومة المستعرة والنضال الفعال."

تطرق كالكان إلى النقاط التي اشار إليها القائد عبدالله أوجلان في لقائه الأخير، وقال " القائد آبو كان يستخدم مصطلح " الخط الثالث" عند تقييمه السياسة الديمقراطية، وهو الآن يسميها " الركيزة الثالثة" عند تقييمه الوضع في تركيا، حيث  يشير إلى وجود قُطْبَيّ السلطة وأنه لا بد من وجود قوة سياسية ثالثة تنظم نفسها لممارسة السياسة في تركيا؛ لا يمكن لقطبي السلطة في تركيا أن يقودا النظام في تركيا؛ حيث هناك تناقضات وخلافات جذرية تستوجب حلولاً؛ يمكن للسلطة أن تحافظ على موقعها لبعض الوقت من خلال سياساتها الفاشية والقمع الذي تمارسه، لكن هذا لا ينقص من الأزمة شيء."

 الشعب الكردي والقوى الديمقراطية هي الركيزة الثالثة

وأكد كالكان في حديثه على حاجة تركيا للديمقراطية، وقال " وجود مجتمع وخلق نظام آمن مرهون بالتحول الديمقراطي، والديمقراطية حاجة ضرورية لتركيا مثل الماء والطعام، ولا يمكن أن تكون تركيا دولة مستقرة وآمنة ما لم تحقق التحول الديمقراطي... حيث يقول القائد آبو بهذا الصدد " النظام الحالي لا يستطيع الصمود على ركيزتين وهو بحاجة إلى ركيزة جديدة من أجل تحقيق الأمن الاستقرار والتي يسميها " الركيزة الثالثة"؛ كما أن هذه الركيزة الثالثة لا تشبه الركيزتين الآخرتين، هي مختلفة تماماً من الناحية الفلسفية والايديولوجية والسياسية، إنها الركيزة الديمقراطية حيث يسميها القائد آبو " حل الدولة والديمقراطية" وهذا ما يربو إليه من الإدارة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية؛ كما يبج ان نعلم جيداً إن القوة الأساسية لتحقيق الديمقراطية في تركيا هو الشعب الكردي وهذا يعني أن الركيزة الثالثة تتكون من الشعب الكردي والقوى الديمقراطية."

 الحداثة الرأسمالية الأوروبية تتدخل في الشرق الأوسط على مدار 200 عام

وتطرق كالكان في حديثه إلى تدخل القوى الخارجية والغربية في الوضع الكردستاني والشرق أوسطي، وقال " الحداثة الرأسمالية الأوروبية أصبحت لها أكثر من 200 عام وهي تتدخل في الشرق الأوسط من الناحية الفلسفية والسياسية والايديولوجية والعسكرية والاقتصادية والتنظيمية؛ محاولين استعباد الشرق الأوسط وتقسيمها، لذلك فهي خاضعة للقوى الخارجية ومقسمة إلى 25 قطعة؛ مثل كردستان المقسمة إلى عدة أجزاء وكذلك الدول العربية التي قسمت إلى 22 دولة ومعظمها متناحرة فيما بينها."

مصائر شعوب الشرق الأوسط متشابهة

واضاف كالكان " البعض من شعوب الشرق الأوسط يتعرضون للظلم والاضطهاد ولكن البعض الآخر يمارس الضغوطات، لذلك نرى أن مصائر شعوب الشرق الأوسط متشابهة وعلينا أن نحلل ونقيم هذا الوضع جيداً وممارسة النضال على أساس الميراث الذي خلقه حزب العمال الكردستاني (PKK) عبر تاريخه النضالي الطويل، حيث أوصل الحزب الشجاعة والجرأة والتضحية في كردستان إلى أعلى المستويات في جبال كردستان وفي سجون الغزاة، كما أن الكريلا خلقوا نهجاً فدائياً لا مثيل له في العالم، نخوض نضالاً قوياً وحصلنا على نتائج هامة؛ لكننا أدركنا هذه الحقيقة أيضاً وهي أن القدرة والقوة النضالية للشعب الكردي تكمن في وحدته، وسيبقى ضعيفاً في الأماكن التي لا يحقق فيها وحدته، حيث أن سياسة الاستعمار واضحة في هذا الصدد " فرق تسد"، أي أنهم يدعمون جهة كردية من أجل إضعاف الجهة الكردية الأخرى؛ إنهم يدعمون الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) وجهات أخرى، من أجل إضعاف نهج البطولة والمقاومة التي يسير عليها حزبنا (PKK)، وهذا يشكل عائقاً أما انتصار نضالنا، هم يسعون من خلال الاقتتال الداخلي ونهج الخيانة  إلى ضرب نضال الحرية للشعب الكردي، وهذا الوضع يتشابه مع وضع الشرق الأوسط بشكل عام."

هناك حاجة ماسة لوحدة الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط

وشدد كالكان على أن حزب العمال الكردستاني (PKK) ناضل بقدراته الذاتية إلى مستوى متقدم، لكن تتويج هذا النضال بالنصر لا يكون إلا بتحقيق الوحدة الكردية، كما أشار أيضاً إلى وحدة الشعب الكردي وحده لن يكون كافياً لإنهاء استعمار الحداثة الرأسمالية للشرق الأوسط، ولا بد من وحدة شعوب الشرق الأوسط لإنهاء الاستعمار الغربي؛ وقال " من أجل حل القضية الكردية، لا بد من القضاء على النظام الذي خلق المشكلة، هذا النظام الذي يمارس الاستبداد والاستعمار على جميع شعوب الشرق الأوسط."

 يمكن متابعة النضال بمفردنا ولكن النصر لا يتحقق إلا بالوحدة

اشاد عضو الهيئة الإدارية لـ (PKK) دوران كالكان بالنضال المفرد الذي خاضه الحزب لسنوات طويله، لكنه أكد على أن الوصول إلى النصر يستلزم تحقيق الوحدة، وقال " نستطيع المقاومة والنضال بمفردنا، لكن النصر يكون بتحقيق الوحدة الوطنية، لا يمكننا تحقيق النصر بمفردنا كما أن الديمقراطية أيضاً لا تتحقق من جانب واحد، بل بالاتحاد الديمقراطي والأخوة الديمقراطية."

روج آفا وحدت الكرد أكثر من أي مكان آخر

ركز كالكان كذلك على دور ثورة الحرية في روج آفا على توحيد الصف الكردي، وقال " ثورة روج آفا توحد الشعب الكردي، استطاعت توحيد الكرد أكثر من أي مكان آخر أو أي وقت مضى، لا النضال في شمال كردستان ولا في جنوب كردستان أو حتى في شرقها استطاع تحقيق ما حققته ثورة روج آفا بتحقيق الوحدة الوطنية للشعب الكردي، إنهم استطاعوا أن يمثلوا إرادتهم ويؤسسوا لحياة حرة كريمة، وإذا ذهبت روج آفا لن يستطيع الشعب الكردي الحفاظ على وجوده في المناطق الأخرى من كردستان، ومن هنا يتضح أهمية روج آفا."

وقال كالكان أيضاً " كما أنها الممارسة الفعلية الأولى والمؤثرة لتجربة ايديولوجية العصرانية الديمقراطية للقائد آبو".

 تتم حل الخلافات جميعها في "مختبر" روج آفا

ولفت كالكان النظر إلى التحالف الكردي العربي في المنطقة ، وقال " إن الكرد والعرب والسريان الآشوري والتركمان والشركس والأرمن، يبنون نظام الكونفدرالية الديمقراطية ضمن اتحاد ديمقراطي في شمال وشرق سوريا؛ وهذه الحالة جواب وافٍ لكل من يتساءل عن مدى قوة الاعتماد على الذات..!! بدل الخصومة والعداء، هناك نموذج للتعايش المشترك بين شعوب شمال وشرق سوريا، وهي تساهم بقوة في إيجاد حل ديمقراطي لسوريا ويعتبر مثالاً وقدوة لاتحاد هذه الشعوب على نطاق أوسع."

حكومة AKP- MHP تتوسل أمريكا وروسيا وأوروبا لمعاداة الوجود الكردي

نوه كالكان إلى أن الدولة التركية تمثل الخطر الأكبر على وحدة الأراضي السورية، لذلك تمارس السياسات المعادية للكرد، وهي تعرقل محاولات الحل في سوريا من أجل القضاء على الوجود الكردي، وقال " لا تكن الدولة التركية أي عداء لنظام بشار الأسد، كما أنه ليس لها خلافات جدية مع أمريكا وروسيا ايضاً، كل ما تفعله وتمارسه هي مناصبة العداء للوجود الكردي، وبحسب المعلومات التي وصلتنا أن بعض الأمريكيين والأوروبيين في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط، يشعرون حديثاً بهذا الأمر ويقولون بكل استغراب " لما كل هذا العداء الذي تكنه الدولة التركية للشعب الكردي"، وأنا أقول لهم " أنتم من صنعتم هذا العداء."

وأضاف قائلاً " أردوغان يجوب أوروبا وأمريكا ويتوسل إلى روسيا من أجل الحصول على دعم له في مواجهة الوجود الكردي؛ لكنه لا يعلم أن روسيا وأوروبا لن تعطيا شيئاً لتركيا، على العكس ستأخذان منها وتحلبان تركيا كما تحلب البقرة."

وقال " كما أكد القائد آبو أن الحل هو في داخل تركيا وليس خارجها، ويتمثل في الحل الديمقراطي للقضية الكردية على أساس الإدارة الذاتية الديمقراطية، كما أنه قال أن النموذج نفسه يمكن تطبيقه في سوريا، هذا مهم للغاية، لأنه لا يمكن حل الأزمة السورية إلى بتحقيق الاتحاد الديمقراطي والاعتراف بالحقوق الديمقراطية للشعب الكردي وشعوب سوريا، دون التحول الديمقراطي لن تكون هناك وحدة أيضاً."

الحل سيكون بالقوى الذاتية

اختتم عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، دوران كالكان، حديثه بالتأكيد على أهمية القوى الذاتية، مشيراً إلى مقولة القائد آبو في اللقاء الأخير، حيث أشار إلى أن كل شيء مرهون بمدى النضال والمقاومة ، وقال " قبل كل شيء علينا أن نتحلى بالقوة والإرادة ونؤمن بقوانا الذاتية وننظم صفوفنا ونتدرب أكثر فأكثر، لكي نستطيع الوصول إلى القوة التي تجعلنا نحل المسائل بقوانا الذاتية من دون أن ننتظر الحل من اية قوى خارجية."