الخبر العاجل: الاحتلال التركي يقصف ريف عفرين المحتلة

قره يلان: شهداؤنا قدوتنا ومعيار نضالنا

أكد مراد قره يلان على قيمة الشهادة في نضال حركة التحرر الوطنية الكردستانية الممتد لأكثر من 43 عاماً، وقال " شهداؤنا قدوتنا ومعيار نضالنا، منهم نستمد توجيهات الكفاح نحو المستقبل، هم قادتنا والشعلة التي تنير درب الحرية".

بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعون لعيد الشهداء في 18 أيار، تحدث القائد العام لمركز الدفاع الشعبي، مراد قره يلان، عبر قناة (Gerila TV)، مشيداً بتصعيد وتيرة الكفاح المسلح في وجه دولة الاحتلال التركي، مؤكداً في الوقت ذاته الإصرار في السير على درب الشهداء وقيمة الشهادة ودورها في نضال حركة التحرر الوطنية الكردستانية، وقال " التعمق في فهم حقيقة الشهادة والقيادة، من شأنه تتويج النضال بالنصر على درب الحرية، وبذلك نصون عهدنا للشهداء ونحقق آمال شعبنا وأمهات هذا الشعب وأطفاله".

منزلة الشهداء هي الركيزة و المعيار

وأشار قره يلان في حديثه إلى منزلة الشهادة والشهداء في تاريخ حركة التحرر الوطنية الكردستانية، وقال " للشهداء قيمة رفيعة ومنزلة عالية لدى جميع الشعوب، لأنهم ضحوا بأنفسهم وسقوا بدمائهم الطاهرة شجرة الحرية على أرض الوطن، كذلك للشهادة منزلة خاصة ومقدسة في تاريخ حركتنا ووطننا كردستان؛ نحن نواجه عدواً حاقداً وغادراً لا يرحم، يهدد وجود شعبنا ووطننا وثقافتنا وتاريخنا ومستقبلنا؛ انطلق القائد آبو في مسيرة نضاله في تلك الظروف ومواجهة هذا العدو بإمكانات ضئيلة، وفقط بالكدح والمقاومة والتضحية، كان من الممكن تصعيد المقاومة الثورية في مواجهة العدوان".

الفضل للشهداء وتضحياتهم في جميع مكتسبات الثورة

استذكر قره يلان شهادة المناضل القيادي حقي قرر ودورها في تأسيس حزب العمال الكردستاني، وقال " تأسس كل شيء مع الشهادة وإدراك قيم وتأجج النضال في كردستان من خلال المقاومة؛ خاصة الفلسفة والايديولوجية التي وضعها القائد آبو واسلوبها في الوفاء للرفاقية، حيث أولى الشهادة منزلة عظيمة ومقدسة، حيث أكد القائد آبو وفاءه للرفيق حقي قرر لدى استشهاده، بالقول " لقد أريقت الدماء، ولا رجوع عن هذا الدرب" وبدأ بكتابة برنامج حزب العمال الكردستاني (PKK) والخوض في مرحلة التأسيس والتحول الحزبي".

مقاومة السجون و الشهادة

وتطرق قره يلان لأحد أهم مرتكزات حركة التحرر الوطنية الكردستانية المتمثلة في مقاومة السجون، وقال " كان من أحد أهداف الانقلاب العسكري في 12 ايلول 1980، فرض الاستسلام على مقاومة كوادر حزب العمال الكردستاني في سجن آمد (ديار بكر)، لكن المقاومة تأججت في سجون العدو بقيادة الرفيق مظلوم دوغان ونداءه المعروف بالدعوة إلى المقاومة، ولبى كل رفاق السجون نداءه كل من فرهاد كورتاي، محمود زنكين، أشرف آينك، نجمي أونر، الذين اشعلوا النيران في أجسادهم رافعين راية المقاومة، وتبعهم الرفاق بمقاومة 14 تموز بالإضراب عن الطعام حتى الموت في شخص كمال بير، عاكف يلماز، محمد خيري دورموش، علي جيجك؛ وبذلك تمت هزيمة سياسة الاستسلام التي كانت دولة العدو تسعى لفرضها على سجن آمد، وأصبحت تلك المقاومة نداءً ورسالة قوية لحركة الحرية على نهج المقاومة".

قفزة 15 آب وجيش الشهداء

وركز قره يلان على دور الشهداء في البدء بالكفاح المسلح، وقال " في تلك المرحلة وبقيادة الرفيق عكيد (معصوم قورقماز)، انطلقت قفزة 15 آب التي كانت جواباً لنداء المقاومة من سجن آمد، ودخل النضال مرحلة جديدة بتأسيس جيش الشهداء، وبكل تأكيد أصبحت الشهادة والشهداء دافعاً أساسياً للكفاح والمقاومة في تاريخ نضالنا منذ قفزة 15 آب".

وتابع " القائد آبو كان يردد على الدوام ويقول "أن حزبنا هو حزب الشهداء والشهداء هم قادتنا الحقيقيون"، وهذه حقيقة ندركها اليوم ونسير عليها؛ الوفاء للشهداء هو ما يجمعنا ويوحدنا وينير دربنا".

استشهدت بيريفان، لكنها تجسدت في جزيرة بوطان كلها

كما استذكر قره يلان استشهاد بيريفان في جزيرة بوطان، وقال " أدرك العدو مدى فاعلية المناضلة الثورية بيريفان في منطقة جزيرة بوطان، لذلك خطط استهدافها، لكن استشهاد الرفيقة بيريفان أشعلت الانتفاضة في جزيرة بوطان واصبحت قلعة المقاومة ، واليوم نشهد أن معظم النساء في تلك المنطقة يحملون اسم بيريفان وفاءً لذكراها".

بدأت الانتفاضة بالوفاء لذكرى الشهداء

وأضاف قره يلان في حديثه، أن الانتفاضة في كردستان بدأت بالسير على درب الشهداء واستجابة لندائهم؛ حيث بدأت الانتفاضات بحمل جثامين الشهداء وترديد شعارات الوفاء لتضحيات الشهداء، وقال " تحولت مراسم استشهاد كل من الرفاق صالح، زانا، زنار و 11 رفيقاً آخر في نصيبين إلى انتفاضة عارمة، كذلك الأمر في جزيرة بوطان وانتشرت الانتفاضة في جميع أرجاء كردستان؛ هنا ندرك أن الشهداء فعلياً قادوا الانتفاضة الشعبية".

نهج القيادة و الشهداء

ونوه قره يلان إلى أن نهج القيادة جاء على الدوام متمماً لميراث الشهداء، وقال " للشهادة قيمة عظيمة في تبيان نهج القيادة، كما أننا نستطيع القول أن نهج القيادة كان متمماً لميراث وخط الشهداء على الدوام، لذلك القيادة تمثل الشهداء وتنير درب النضال والمقاومة في كردستان، وتخلقان مع بعضهما البعض، الجرأة والتضحية والإرادة الفولاذية".

حزب العمال الكردستاني يتعاظم شأنه

ولفت قره يلان الانتباه إلى أن حزب العمال الكردستاني، لم يتقلص أبداً بل تعاظم شأنه مع مرور الوقت، وقال " لأن حزب العمال الكردستاني هو حزب الشهداء، فقد تعاظم شأنه يوماً عن يوم، وبالقدرة التي يستمدها الحزب من ميراث الشهداء، تحول إلى قوة لا تقهر، بل تتسارع خطاها على نهج القيادة والشهداء نحو الحرية".

الابتعاد عن خط الشهداء، خيانة

وقال قره يلان " نهج القيادة وخط الشهداء هو الدرب نحو الحرية، ويجب عدم الابتعاد عن ذلك، لأن الابتعاد عنهما  هو الابتعاد عن الحرية ويؤدي إلى الخيانة، وهذا هو معيارنا، بل نقول أن الشهداء هم قدوتنا ومعيار نضالنا ومقاومتنا؛ وبناء على هذه الحقيقة نحن السائرون على درب القيادة والشهداء، علينا أن نسأل أنفسنا بمناسبة شهر الشهداء، إلى أي مدى نحن نمثل خط الشهداء ونسير على دربهم؟".

وتابع حديثه بالقول " نستذكر اليوم شهداء شهر أيار، لكننا مدركين تماماً أننا شهدنا استشهاد الرفاق في كل يوم وكل شهر وكل سنة على مدار الأعوام الثلاثة والأربعون الماضية، نستذكرهم جميعاً بكل إجلال وإكبار في شخص كل من الشهداء (عادل، نودا، دلال آمد، زكي شنكالي، آتاكان، ماهر) ونتعهد مرة أخرى بالسير قدماً على خط الشهداء نحو النصر والحرية".

شهداء العام الماضي

وذكر القائد العام لمركز الدفاع الشعبي، مراد قره يلان، شهداء العام الماضي، وهم كل من " هلمت، نافدار، سرحد، جميل، دمهات، تكوشر، شرناس، تكوشين، زردشت شنكالي وقال " للشهداء الذين فقدناهم في العام 2019 مكانة مميزة، لأن جلهم استشهدوا نتيجة مؤامرات استخباراتية على أرض كردستان؛ ونستذكر جميع الشهداء في شخص الرفيق علي بلنك وجيجك بوطان".

ثمانية عشر شهيداً من مجلس قيادة الدفاع الشعبي

وبَيَّنّ قره يلان أن مجلس قيادة الدفاع الشعبي (NPG)، فقد 18 رفيقاً ألتحقوا بقافلة الشهداء خلال الأعوام الماضية، وقال " نعم نحن حركة الشهداء، لا نضعف ولا نُهزم، بل نستمد القوة من الشهداء".

شهداؤنا يرعبون الأعداء

كما ندد قره يلان بممارسات دولة الاحتلال التركي حيال مراقد الشهداء، متسائلاً عن سبب قيامهم بذلك " لماذا يهدم العدو مراقد الشهداء!؟ نعم، لأنه يدرك قوة الشهداء ويخشاها، والسبب الثاني يريد ضرب القيم المعنوية لشعبنا ويسعى إلى ضرب تاريخه وقطع جذوره وإبادته؛ وهنا نتساءل اليوم أين هي مزارات ومراقد شهداء ثورة الشهيد سعيد بيران؟ أين هي مزارات شهداء ثورة ديرسم و وادي زيلان!؟ كم هو عدد الشباب الذين يعرفون أسماء الشهداء؟ بالطبع لا توجد، لأن العدو قام بتدميرها وهدمها، وجميعكم يعلم أنه لا مراقد للشيخ سعيد وسيد رضا.

الفهم الصحيح لتوجيهات الشهداء

في إشارته إلى توجيهات المقاومة والنصر، قال قره يلان " كل شهيد هو بمثابة توجيه وأمر لتصحيح الأخطاء وتلافي النواقص، وعدم إعطاء الفرصة للعدو أبداً، وتأمين الحماية والصمود، وقال القائد آبو " من أقدس الأعمال هي أن تحارب ببطولة وتقوم بإرادة صلبة وتصنع ملحمة بطولية بشهادتك"  وتاريخنا يحفل بالعديد من الملاحم البطولية، وما يتوجب علينا هو اتخذا تلك الملاحم قدوة لنا في النضال والمقاومة، وأن نفهم توجيهات الشهداء جيداً ونسير على دربهم".

وتابع " الشهداء أحياء في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا، بالطبع نحن لا نقول أننا سنستشهد جميعاً، بل نقول أننا يجب أن نحيي الشهداء في كل أعمالنا ونضالاتنا وذلك بالفهم الصحيح لحقيقتهم والسير على خطاهم، وعلينا جميعاً أن نقرأ مرافعات القائد ونفهمها ونخضع أنفسنا للتدريب؛ لأجل تحقيق النصر يجب عليك أن تفهم جيداً اسلوب حرب العدو وإفشاله، حيث تحتل الاستخبارات مركز الحرب المعادية ومن بعدها التكنولوجيا، وعلينا أن نسعى إلى تجنبها وإفشالها".

الممارسة العملية الناقصة لم تعد مقبولة

وشدد قره يلان على أن عمليات الكريلا وكفاحهم المساح وصل إلى مستوى جيد ولم يعد مقبولاً أبداً النقص في التطبيق العملي في الكفاح المسلح، وقال " اصبح لنا ثلاث سنوات ونحن نتعمق ونحاول الوصول إلى الخطط التي من شأنه تحقيق الانتصار وإلحاق الهزيمة بالعدو، سنقوم في هذا العام بتطبيق خططنا وفعالياتنا على الواقع العملي بقوة، في العام 2020 يجب السير على خطى القيادة والشهداء، نعم لقد وصلنا إلى مستوى جديد في حرب الكريلا وهذا المستوى يليق بـ " كريلا العصرانية الديمقراطية" وليس نمط الكريلا التقليدي الذي كان يجوب كل الأماكن في وضح النهار ويظهر نفسه لجميع الناس ويرتاد القرى، بل وصلنا إلى مستوى الكريلا الذي يضرب في كل مكان دون أن يكون له أثر مثل الأشباح، يتابعون ويلاحقون الأعداء دون أن تتم ملاحظتهم، وهذا هو اسلوب قتال كريلا العصر، ذلك الاسلوب الذي لا يسمح للعدو بأن يحصل على الاستخبارات حول تحركات المقاتلين، بل يحصل على الاستخبارات حول تحركات العدو ويباغت للقضاء عليه؛ نعم الكريلا يجب أن تحقق النصر، لأننا نعيش المراحل الأخيرة، والالتزام بالجدية والانضباط من أهم القواعد التي يجب التقيد بها؛ نعم يجب العمل من أجل تحقيق الكونفدرالية الديمقراطية وحرية الشعوب".

هناك تطورات ملحوظة ومن الواجب تعزيزها

وفي ختام حديثه، أشاد القائد العام لمركز الدفاع الشعبي، مراد قره يلان، بالدور الذي يلعبه الكريلا والتأكيد على متابعة نهج القيادة وميراث الشهداء، وقال " أننا على إطلاع على أوضاع جميع الأيالات، هناك تقدم ملحوظ وقامت جميع الأيالات بتنفيذ العمليات ضد جيش الاحتلال التركي، من ديرسم إلى سرحد وبوطان، آمد، غرزان؛ يجب أن يصبح هذا العام، عاماً للمقاومة والانتقال إلى اسلوب " كريلا العصرانية الديمقراطية"، التعمق في فهم حقيقة الشهادة والقيادة، من شأنه تتويج النضال بالنصر على درب الحرية، وبذلك نصون عهدنا للشهداء ونحقق آمال شعبنا وأمهات هذا الشعب وأطفاله. هذا هو واجبنا وعهدنا تجاه الشهداء والقيادة من أجل تتويج النضال بالنصر والحرية.