قره سو: موقف الكرد ثابت من العزلة وسياسات الإبادة

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني مصطفى قره سو إن مراكز الحرب الخاصة التابعة لحكومة العدالة والتنمية أظهرت الكثير من التحليلات حول زيارة أوجلان الأخيرة بهدف الضغط على الكرد لتغيير مواقفهم.

حل عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستانيKCK  مصطفى قره سو ضيفاً على قناة "Medya Haber TV" ، مؤكداً أن ما يفرض على إمرالي هي عزلة مشددة ولا شيء آخر.

وقال: إن "هذه العزلة تُفرض على القائد أوجلان منذ بداية أسره، وتشتد العزلة وترفع بحسب الأوضاع السياسية، لكن في المحصلة هي عزلة. اليوم نرى عزلة مشددة وهذا بسبب الأوضاع السياسية في المنطقة، إضافة إلى أنها موازية لسياسات إبادة الشعب الكردي والضغط على الحركة السياسية والقوى الديمقراطية. فمع تشديد العزلة، التي بدأت في الخامس من نيسان/ إبريل 2015، بدأت هجمات الإبادة الشاملة في عموم  كردستان، لكن وضد مواصلة هذه السياسة".

وأضاف "بدافع الوطنية والفهم الصحيح للديمقراطية والحرية، جاء إعلان ليلى كوفن إضرابها بالقول: إن العزلة على أوجلان هي انطلاقة لإبادة الشعب الكردي وتشديد الضغوط على القوى الديمقراطية".

وأوضح: "مشاركة آلاف المناضلين في حملة الإضراب المفتوحة والتضامن الجماهيري الكبير حول الحملة في جميع أنحاء العالم من الموالين لحركة التحرر أظهرت حقيقة نظام حزب العدالة والتنمية، وإلى جانب هذا تضامن أمهات المعتقلين وانطلاق حملة الإضراب حتى الموت، فجميعها عوامل ساهمت في التضييق على فاشية العدالة والتنمية".

ولفت إلى أن "العدالة والتنمية وبهدف تخفيف الضغط الداخلي والخارجي، والتخفيف من غضب الشعب الكردي والحصول على فرصة جديدة لإطالة عمر نظامه سمح لمحامي أوجلان بزيارته في الثاني من أيار الجاري، بعد أن رفض مكتب المدعي العام طلب المحامين في البداية، لكن في الأول من أيار اتصل المكتب بالمحاميين ليخبرهم بالسماح لهم بزيارة أوجلان".

وأكد أن "هذه الزيارة تمت نتيجة ضغط الرأي العام ومقاومة شعبنا، لكن رغم هذا فالعزلة لم تنتهي بعد، لأن سياسات الحرب، التي يُديرها حزب العدالة والتنمية ضد الشعب الكردي لم تنتهي بعد. لهذا أكد المضربون أن حملة الإضراب مستمرة وأن العزلة لم تنتهي بعد".

وأشار إلى أن حتى هذه الزيارة التي قام بها المحاومون تمت في ظل ظروف العزلة المشددة، ولذلك فإن حملة الإضراب مستمرة كما انضمت المجموعة الثانية إلى حملة الإضراب حتى الموت تأكيداً على ذلك.

ونوه بأن الرأي العام الكردي أيقن أن هذه الزيارة لا تعني انتهاء العزلة، وانما هي محاولة قام بها حزب العدالة والتنمية لتجميل صورته أمام الشعب الكردي وكسب صوته في انتخابات مدينة إسطنبول.

وتابع: "نحن بدورنا أعلنا عن احترامنا لقرار المضربين، وأنهم محقون في قرارهم، حتى أن القائد أوجلان وخلال الزيارة لم يوجه الدعوة إلى المضربين لإنهاء العزلة، كما أنه من الخطأ أن نتوقع أن يصدر شيء من هذا القبيل من القائد أوجلان".

ولفت قره سو إلى أن الكرد في انتخابات 31 آذار المنصرم أعلنوا موقفهم بشكل حاسم من حكومة العدالة والتنمية-الحركة القومية، وهو ما ساهم في هزيمة العدالة والتنمية في الانتخابات وإضعافه في عموم البلاد، مضيفاً: "لا شك أن حزب الشعوب الديمقراطي كان له دوره وهذا الحزب يضم الكرد والقوى الديمقراطية. وهذا دليل اتباع السياسة الصحيحة التي تحقق النتائج الجيدة".

وأشار قره سو إلى التخمينات والتحليلات التي ظهرت بعد زيارة القائد أوجلان، موضحاً أنها خرجت من مراكز الحرب الخاصة التابعة لحكومة حزب العدالة والتنمية.

وقال: "إن حكومة العدالة والتنمية-الحركة القومية تدير حرب إبادة بحق الشعب الكردي، إذاً هل هناك تغيير في هذه السياسة؟ أم أنها ستواصل هذه السياسة وتخوض الانتخابات بهذا الشكل؟ إذا فازت في الانتخابات ستقول إن سياستها أثمرت وستواصل سياسات الإبادة".

وتابع: "الأهم هل من الممكن أن يكون هناك تغيير في موقف القوى الديمقراطية والتي يشكل الكرد عمادها من حكومة العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة في إسطنبول؟. لا نعتقد أن الكرد سيغيرون موقفهم لمجرد أن العدالة والتنمية سمحت بلقاء أوجلان. ونؤكد أن هذ الموقف لن يتغير طالما أن العدالة والتنمية وحليفتها الحركة القومية سيواصلون سياسات الإبادة بحق الشعب الكردي والقوى الديمقراطية لأن الكرد أكثر المتضررين من هذه السياسة، ولن تحل القضية الكردية عبر موقف الحكومة المعادي للكرد".

واستطرد: "لهذا يجب أن يتم القضاء على هذا النظام، ودون ذلم لن يتخلص الكرد من العقلية المعادية لهم، يجب أن لا يحلم أحد بأن الكرد سيغيرون موقفهم في انتخابات إسطنبول".

وتوجه قره سو بالتحية والاحترام لجميع المناضلين في حملة الإضراب المفتوحة والإضراب حتى الموت، قائلاً: إن "رفاقنا المضربين فهموا حقيقة العزلة، وأدركوا أن مناهضة العزلة هو أساس مناهضة الفاشية ونضال من أجل الحرية وعليه أعلنوا مقاومتهم. كما فعل رفاقنا في 14 تموز/يوليو وأعلنوا المقاومة ضد الفاشية في أصعب المراحل ليغيروا مجرى التاريخ، رفاقنا المضربين يؤدون نفس النضال وسيغيرون التاريخ".

وأضاف " لهذا نقول: إننا لا نريد العيش في عزلة، شعبنا ورفاقنا في المعتقلات يرفضون سياسات العزلة، ولهذا فالمقاومة مستمرة حتى كسر العزلة والقضاء على سياساتها، وهذا ما أكدت عليه المناضلة ليلى كوفن وجميع رفاقنا في المعتقلات. وعلى شعبنا أن يفهم هذا القرار والموقف، فقبول العزلة هو القبول بالعبودية وسياسات الإبادة. لهذا فالمقاومة التي دخلت مرحلة جديدة ستتمكن من هزيمة العدالة والتنمية-الحركة القومية وتكسر العزلة".

وتطرق قره سو في حديثه إلى فعاليات أمهات المضربين، قائلاً: "إنهن صوت ضمير الشعب الكردي ويمثلن إرادتهم، كما أنهن ركائز مقاومة حركة التحرر الكردستانية. نحن نقبل أيدهم جميعاً".

وأوضح أن "الأم التي تعلم أبنائها اللغة الأم، تتعرض للضغوط التي يمارسها من يفرضون سياسات الإبادة على شعبنا، والأم هي أكثر من تعاني من هذه السياسات. فهي من حمت وجود الشعب الكردي إلى يومنا هذا، وهي أكثر من تعلم ماذا قدم القائد أوجلان للشعب الكردي وإلى أين يقوده، وماذا منح للمرأة الكردية وتدرك المعنى الحقيقي للعزلة المفروضة على أوجلان. ولهذا نرى الأمهات اليوم في الصفوف الأولى للمقاومة".

ودعا قره سو الشبيبة الكردية إلى التضامن والوقوف إلى جانب حراك الأمهات اللاتي تتعرضن للضرب بشكل وحشي وللإهانة، مؤكداً ضرورة التواجد في كل الساحات للتضامن معهن ولدعم حملة الإضراب ومناهضة الفاشية، والتأكيد على رفض العزلة وسياسات الإبادة.

وختم قره سو حديث، قائلاً: إن "أمهاتنا تتظاهرن في الساحات، اليوم، لحماية أبنائهن تضامناً معهم، ودفاعاً عن القيم الكردستانية وعلى قوى الشبيبة أن تنضم إلى هذا الحراك".