قاسم أنكين: المرحلة تتطلب تصعيد النضال بروح انتفاضة شيلاديزي 

قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) قاسم أنكين أن المرحلة تستوجب الانتفاض بروح انتفاضة شيلاديزي وبهذا فقط يمكن كسر العزلة، ودحر الفاشية وتحرير كردستان.

وتحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني قاسم أنكين إلى راديو "Dengê Welat موجهاً سلامه إلى المناضلة ليلى كوفن وجميع المشاركين في حملات الإضراب المفتوحة عن الطعام والمتضمنين مع الحملات المطالبين برفع العزلة المشددة المفروضة عن القائد أوجلان، مشيراً إلى أن فاشية العدالة والتنمية والحركة القومية تعتمد في الأساس على ذهنية فاشية الاتحاد والترقي، وقال: "هذه الفاشية لا يمكن دحرها إلا بالمقاومة والنضال، فهذه الفاشية باتت ثقافة تتناقلها الحكومات في تركيا وتمتد جذورها إلى أكثر من قرن".

وعن استمرار فرض العزلة المشددة على أوجلان أنكين قال: "الفعاليات التي تنظم في إطار المطالبة برفع العزلة مهمة للغاية، ونحن نثمن ونحترم كل هذا النضال. الفاشية في تركيا لا تعرف الرحمة ولا يمكن هزيمة هذه الفاشية دون تصعيد المقاومة. ما قاله الشهيد مظلوم دوغان يتجسد في نضال ليلى كوفن "الاستسلام يجلب الموت والمقاومة يحقق الحياة الكريمة الحرة".

ونحن نرى أن المقاومة باتت تحقق نتائج ملموسة، ومثال على هذا السماح لشقيق أوجلان "محمد أوجلان" بزيارة إمرالي واطلاق سراح ليلى كوفن.

هذه كانت محاولات لإضعاف المقاومة لكنها فشلت في إضعاف المقاومة ومع هذا إلى اليوم النضال والمقاومة لم يرتقي إلى مستوى المرحلة، والمطلوب اليوم هو الانتفاضة الكبيرة بروح انتفاضة شيلاديزي. فما حصل في شيلاديزي هو مثال لانتفاضة الشعب الكردي ضد الاحتلال التركي. بالحجارة قاموا بمهاجمة الدابة التركية وتدميرها وإحراقها. للأسف هذه هي الروح التي تنقص المقاومة في هذه المرحلة. ولا شك أن هناك فعاليات، ومسيرات واعتصامات لكن غير كافية. 
ولفت أنكين الى أن المقاومة ليست حكراً على معتقلي السجون والشعب الكردي فقط، وقال: "عند هزيمة الفاشية مؤكد أن القضية الكردية ستحل، وكذلك ستحل جميع الأزمات والمشاكل في تركيا. ويمكن القول أن هذه الأزمات العالقة في تركيا بسبب العزلة المشددة وهي التي تمنع حل الأزمة في الشرق الأوسط، ورفع العزلة هو بداية حل الأزمات في الشرق الأوسط".

حركة التحرر الكردستاني ولعدم وجود العدل وانتشار الاضطهاد والظلم في العالم وخاصة الظلم الذي تعرض ويتعرض له الشعب الكردي أسس نضاله ويواصل المقاومة منذ أربعين عاماً وقدم آلاف الشهداء في سبيل خلق نظام عالمي جديد يؤمن للجميع الحرية والحقوق. على تراب كردستان تصر الدول القومية على حرمان الشعب الكردي من حقوقه الطبيعية. ومن اجل تلك الحقوق تقدم التضحيات الغالية. وشعبنا مصر على نيل حقوقه كاملة مهما كانت التضحيات كبيرة وغالية ومثال على هذا المقاومة الكبيرة التي تحصل في جبال كردستان, كل يوم ينضم إلى هذه الحركة الكثير من شبابنا حتى يعيش إخوتهم بحرية وكرامة ويضحون بحياتهم. وفي هذا الطريق أيضاً قد يفقد بعض المناضلين في حملات الإضراب حياتهم. لكن ليلى كوفن وبعد اطلاق سراحها من السجن أكدت أن التضحيات ومهما كانت كبيرة لن نتراجع خطوة واحدة في نضالنا حتى نحقق هدفنا.

وتطرق أنكين بالحديث عن محاولات الفاشية التركية الفاشلة لإضعاف المقاومة والسماح لشقيق القائد أوجلان بزيارة إمرالي، وقال: "قد تلجأ الدولة التركية إلى هذا الأسلوب مرة أخرى وتسمح لمرة واثنتين بزيارة أوجلان في إمرالي  بهدف إيقاف المقاومة والنضال. وفي التاريخ قال الكثير من أجدادنا مقولات عن مخططات الدولة التركية الفاشية وألاعيبها وضرورة عدم الوثوق بها. وكما قال رفيقنا مراد قريلان نقلاً عن أجداده: "اذا ما صارت هذه الدولة حماراً فلا تركبه". لهذا نحن لا نثق في الذهنية الحاكمة لتركيا، فمن الممكن أن تتخذ إجراءات بهدف إنهاء المقاومة ومن الممكن أن تقدم وعود كثيرة في هذا الجانب لكن وبعد أن توقف الحملة والنضال لا نستبعد أبداً أن لا توفي هذه الدولة بوعودها. وهذا حصل سابقاً في سجن آمد عام 1980, فتركيا كثيراً ما قامت بخداع القوى الثورية الكردستانية التي وثقت بها وتماشت مع وعودها. وعليه نؤكد أننا ندرك حقيقة الفاشية التركية ونعلم أن رفاقنا في المعتقلات يدركون حقيقة الحومة التركية ولن ينجروا إلى أي خدعة ومخطط يهدف إلى إيقاف المقاومة". وأشار أنكين إلى الحالة الصحية للمشاركين في حملات الإضراب وتابع: "كل لحظة تمر دون تدخل من اجل إنهاء العزلة تكون سبباً قد يؤدي إلى استشهاد احد الرفاق المشاركين في حملات الإضراب. هناك حاجة إلى تحرك لمنع الوصول إلى هذه النتيجة. وهذا التحرك هو الانتفاضة بروح انتفاضة شيلاديزي. فمجموعة من الشباب عزل تمكنوا من تدمير موقع عسكري للاحتلال التركي في شيلاديزي هذه هي الانتفاضة الحقيقية. قوة الشعوب تفوق قوة البراكين واذا ما انفجرت هذه القوة لا توجد أي قوة قادرة على إيقافها. 
وعلى الجميع أن يدرك حقيقة هذه القوة وان يثق بها. لا يتوجد أي قوة قادرة على إيقاف انتفاضة الشعوب, ومثال على هذا الثورة الفرنسية 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961, لا شك لا بد من وجود قادرة مناضلين وثوار لفتح طريق الثورة لكن القوة الحقيقية هي قوة الشعوب. لا شك أن القادة والثوار هم الذين يضحون بأنفسهم من اجل فتح هذا الطريق لكن من يسير على هذا الطريق هو الشعب. دون التفاف جماهيري وشعبي حول النضال مهما كان النضال قوياً ومهما كانت التضحيات كبيرة لن يحقق النضال كامل أهدافه.
وأضاف أنكين: "علينا أن علم جميعاً متى يمكن إيقاف الفاشية؟ الفاشية لن تتوقف ما لم تشاهد أن الطرف المقابل مستعد للموت ويضحي بكل شيء في سبيل نيل حقوقه. لا شك أي ثورة بحاجة إلى قادة ومناضلين كما هي ليلى كوفن اليوم وقد تدفع حياتها ثمناً للنضال, لكن الثورات تصنعها الشعوب لا القادة, القادة يقودون النضال بفكرهم ونضالهم لكن الثورة تبقى ملكاً للشعوب. واذا ما اردنا أن تحقق حملات الإضراب المفتوحة نتائجها المرجوة فلابد لنا من تصعيد النضال على كل الجبهات ودون تأجيل وتأخير وتردد. حان الوقت لنعلن الانتفاضة والانضمام إليها بكل قوة, ومن اجل تحقيق النتائج يجب اختيار الوقت المناسب دون تأخير. ليلى كوفن, ناصر ياغيز وباقي المشاركين في حملات الإضراب بنضالهم باتوا مصدراً لمنحنا الحماسة والزخم ويفرض علينا التصعيد على كل الجبهات, وعليه أوكد مرة أخرى يجب أن ينتفض شعبنا كما انتفض أهلنا في شيلاديزي ضد الفاشية والاحتلال. هذا ما ينقص الرحلة في عموم أجزاء كردستان, هذا وحدة يحقق النتائج وعليه يجب أن لا نتردد في الاستفادة من هذه الطاقة والزخم وشروط المرحلة التي ترفع التردد وتمنح الشجاعة للجميع مهما كان ضعيفاً". 
ودعا قاسم أنكين في ختام حديثة جميع القوى المناهضة للفاشية إلى الانتفاضة, مشراً  إلى ضرورة و أهمية تصعيد النضال في هذه المرحلة وقال: "كل من يطالب بدحر الفاشية عليه أن يتواجد في صفوف جبهة مناهضة الفاشية. الصمت لن يكون لصالح احد, حتى لا نندم ونقول "ليتنا قمنا بكذا وكذا" فيجب أن ينتفض الجميع ويقوم بواجبه اليوم وليس غداً. نحن نعيش مرحلة تاريخية مرحلة التحلي بروح انتفاضة شيلاديزي, بهذا فقط نستطيع كسر العزلة, دحر الفاشية وتحرير كردستان".