عكيد جيا مَثَّلّ حقيقة شعب جنوب كردستان في مقاومة حفتانين

في المرة الأولى التي رأيته فيها قلت: "هذا هو الوجه الحقيقي لشعب جنوب كردستان، حقيقتها، انه وجهها المخفي"، الكريلا عكيد جيا هو الوجه الحقيقي لشعب جنوب كردستان في مقاومة حفتانين.

عكيد جيا أحد أفراد الكريلا في قوات الدفاع الشعبي من جنوب كردستان والذي استشهد في مقاومة حفتانين ضد جيش الاحتلال التركي، قال:" نحن الاصحاب الحقيقيين لحفتانين، هذه الجبال تخص شعب كردستان". 

كل شخص يولي اهتماماً كبيراً للعيون والنظرات، حين رأيت صورته من جديد قلت في قرارة نفسي:" هذا هو الوجه الحقيقي لشعب جنوب كردستان، حقيقي وجهه، انه وجهه المخفي"، ولأن الكريلا عكيد جيا أصبح الوجه الحقيقي لشعب جنوب كردستان في مقاومة حفتانين، من خلال كلماته كان يقول كيف ستلعب هذه المقاومة بدورها، سوف يُستهدَف شعب جنوب كردستان وكذلك أراضي جنوب كردستان. 

في زاخو وبصرخة أم متألمة تواقة للحرية ولد أحمد خلات، في شبابه تعلم بأن الطريق الذي وضع أمامنا ليس هو الطريق الصحيح، هذا ما سمعه وشعر به، عرفه ورآه، لكي ينضم لمسيرة الحرية، رشح نفسه، الأرض التي كانت سيخطو فيها خطوته الأولى وحتى النهاية كانت حفتانين، عكيد جيا ولد في زاخو، كبر في زاخو، حين بدأت مقاومة حفتانين في 23 آب 2019وفي الايام الأولى، واجه جيش الاحتلال التركي، لم تكن هذه المرة الأولى التي يتواجهون فيها ولن تكون الأخيرة، كان عكيد جيا واحمد خلات الوجه الحقيقي لجنوب كردستان الذي عانى الكثير من الآلام منذ سنوات، والآن اقتنع بأن وقت الانتقام قد حان، كان على تلة في مقاومة حفتانين، فعندما قصف جيش الاحتلال التركي هذه التلة، حاول أصدقاءه أن يخرجوه من التلة ولكنه أصر أن يبقى، يمكن أن يكون قدوة جميلة وقرار اكثر جمالاً لجميع الشباب الذين خرجوا الى الجبال لمقاومة جيش الاحتلال التركي، حين حاول رفاقه إخراجه من التلة باصرارحمل سلاحه وسار نحو قمة التلة، والتفت الى رفاقه وقال:" نحن الاصحاب الحقيقيين لحفتانين، هذه الجبال تخص شعب وأبناء جنوب كردستان"، وأطلق الرصاصة الأولى، أصبح الوجه الحقيقي لشعب جنوب كردستان في مقاومة حفتانين.

حينما كنت أنظر الى وجه عكيد جيا واحاول ان اقرأ نظراته، واحاول أن اعطي معنى لتلك النظرات، لم أكن أستطع من خلال تلك الجمل التي كانت تأتي تباعاً، لأن الكريلا عكيد جيا كان يخفف من فتح عينيه، وجهه، نظراته، عيونه كانت تبتسم وتشع منها شرارة الحماس في نفس الوقت، كانت عيونه تخفي المجازر، وحماسة الانتقام التي تراكمت منذ سنوات، كانت تضم حس شباب الجنوب القادم من المنفى، لم يكن حراً في قرارة نفسه ولكن لم يكن يريد أن يخدع نفسه،    

لم يقبل أن يحني رأسه أمام الانحلال الذي فُرض على شباب الجنوب، العين التي أقسمت على حماية قيمها الوطنية، في واقع حكومة واقعة تحت ظل كل الدول المستبدة تسعى لايجاد معنى الحياة، مع معرفته الجديدة وايمانه بأن الكريلا ستنتصر ومع الرغبة في المقاومة بإيمان الحياة الحرة التي يطرحها حزب العمال الكردستاني، ربما أراد أن يضحي بنفسه من أجل الكثيرين من الشهداء الذين لم يرى وجوههم قط، مثل، سركفت، رجين، شاهناز، شخفان، هورامان، أصبح بإرادته وحزمه الأمل المستقبلي لمئات الشباب مثله.

هذا ما كانت تخفيه عينا الكريلا عكيد جيا، يمكن ان تروا وتحسوا أكثر من ذلك.