تركيا: سجن "خاربات" تحول إلى مقر للتعذيب

أكد عضو البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي(HDP) النائب موسى فارس أوغلولري أن السلطات التركية حولت سجن خارابات إلى مقر لتعذيب معتقلي الحرية وأن إدارة السجن قامت بوضع المشاركين في حملة الإضراب المفتوحة في السجن الإنفرادي.

دخلت حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام احتجاجاً على العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان، والتي أطلقتها الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي (KCD) ليلى كوفن يومها الـ 95، تضامناً مع الحملة وفي السادس عشر من كانون الأول أعلن المعتقلون السياسييون انضمامهم إلى الحملة ودخلت حملتهم يومها الـ 56. وحتى اليوم انضم 291 معتقلاً سياسياً إلى الحملة.

وتزداد أوضاع المعتقلين السياسيين المشاركين في الحملة سوءاً ويتعرضون للتعذيب من قبل إدارة السجن بشكل ممنهج. وللإطلاع على أوضاع المعتقلين المشاركين في حملة الإضراب توجه عضو البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي(HDP) النائب موسى فارس أوغلولري إلى سجن خاربات.

وعن تلك الزيارة تحدث فارس أوغلولري عن الأنباء الواردة حول الانتهاكات لحقوق الإنسان في سجن خاربات، موضحاً أن تلك الأنباء تؤكد أن السلطات التركية حولت السجن إلى مقر للتعذيب. وأوضح فارس أوغلولري أن حملة كوفن دخلت يومها الـ 95 وانضم إلى الحملة المئات من المعتقلين والنشطاء في عموم كردستان والخارج مطالبين برفع العزلة المشددة عن أوجلان. 

وقال: "إن المطلب الوحيد لكل المشاركين في حملات الإضراب هو رفع العزلة المشددة المفروضة من قبل تركيا على أوجلان، لكن المعتقلين السياسيين المشاركين في حملة الإضراب يتعرضون لضغوطات شديدة من قبل السلطات التركية ويوضعون في السجن الإنفرادي".

وأوضح أن أحد هذه السجون، التي تحولت إلى مقر للتعذيب، هو سجن "خاربات"، فالمشاركون في الحملة ووفقاً للأنباء الواردة يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي. وعليه نستطيع القول أن إدارة السجن تتعمد وضع المضربين عن الطعام في السجن الانفرادي حتى يموتوا. 

وأكد فارس أوغلولري أن ما يحصل في سجن خاربات هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمعتقلين. وأضاف "الحالة الصحية للمعتقلين في تدهور مستمر، وللاطلاع على أوضاع المعتقلين قمنا بزيارة إلى سجن خارابات مع النائبة صالحة أيدنيز. في البداية تم عرقلة طريقنا من قبل احدى الحواجز على الطريق إلى السجن بحجة يجب الحصول على موافقة من مدير السجن وبعد التواصل مع إدارة السجن اخبرونا أن مدير السجن لا يرغب في لقاءنا". 

وتابع: "هذا الرد أثار مخاوفنا، ماذا يحصل داخل السجن؟ ما الذي يحاولون إخفائه عن الرأي العام؟، هنا أدركنا أنهم يحاولون إخفاء حقيقة ما يحصل داخل السجن، لهذا لجئنا إلى مكتب المدعي العام للجمهورية في خارابات. أردنا الاتصال به هاتفياً فلم يرد علينا، فتوجهنا إلى المحكمة للقائه فأخبرونا أن المدعي العام في عمل خارج المدينة". ولفت فارس أوغلولري إلى أن السلطات التركية تعمل على سد كل الطرق القانونية عندما تتعلق القضية بالشعب الكردي. 

وأشار إلى أنه "لا توجد حقوق وقوانين في تركيا عندما تتعلق القضية بالشعب الكردي، في حين أن الكرد في المعتقلات التركية معرضون للموت في أي لحظة. هناك عداء شديد للشعب الكردي من قبل الحكومة، السلطة، المسؤولين، القضاء، النيابة وكل الجهات الحكومية".

وقال إن "هذا العداء تحول إلى حرب إبادة منذ العام 2014، أي بعد انعقاد اجتماع مجلس الأمن القومي وصدور قرار الحرب في المناطق الكردستانية وحتى اليوم فإن هذه الحرب مستمرة على كافة الأصعدة وفي كل الممارسات من قبل أجهزة الدولة. هذه محاولات من أجل إخضاع وقمع الشعب الكردي". وأضاف، "في المقابل يواصل الشعب الكردي نضاله ضد هذه السياسات منذ أربعين عام دون توقف، وسيستمر في نضاله ضد فاشية حزب العدالة والتنمية AKP وحليفه حزب الحركة القوميةMHP". وأشار فارس اوغلولري إلى العزلة المشددة المفروضة على أوجلان

وقال: "هذه العزلة الممنهجة التي فرضت على إمرالي امتدت إلى عموم الشرق الأوسط. وباتت مفروضة على القوى الديمقراطية، المرأة، الأطفال، الشبيبة وكل المجتمعات. وفي المقابل أكثر من 300 مناضل في المعتقلات وخارجها لبوا نداء ليلى كوفن وانضموا إلى حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام مطالبين برفع هذه العزلة.

ويؤكدون إصرارهم على هذا المطلب. الجهة المسؤولة وبشكل مباشر عن تلبية هذا النداء هي وزارة العدل التركية ومع هذا إلى اليوم تلتزم الصمت. وعليه نحن نحمل كامل المسؤولية لوزارة العدل والسلطة السياسية في تركيا في حال تعرض حياة أي شخص من المضربين في الحملات للخطر".