بدء فعاليات كونفرانس جينولوجي (علم المرأة) في شمال سوريا

انطلقت فعاليات كونفرانس جينولوجي (علم المرأة) في شمال سوريا وذلك في مدينة ديرك وتجري نقاشات مستفيضة حول تحرير العلم وتنظيم المرأة كما أنه وجهت التحية إلى قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان. 

وعقد الكونفرانس في قاعة المحاضرات بمركز دجلة للثقافة والفن الديمقراطي في مدينة ديرك بإقليم الجزيرة، تحت شعار “جنولوجي تنير حقيقة المجتمع بطبيعة المرأة”.

وبدأ الكونفرانس بالوقوف دقيقة صمت، ثم رحبت متحدثة باسم اللجنة التحضيرية بالحضور وتحدثت عن التحضيرات التي تمت بشأن عقد الكونفرانس.

والقت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا فوزة يوسف كلمة خلال كونفرانس “جنولوجي” ، تحدثت فيها عن الميراث الفكري والفلسفي الذي قدمه قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، بأنه بدأ يتبلور على شكل علم المرأة وهو السر الكامن وراء نجاح ثورة روج آفا، وثمنت عالياً الأطروحات التي قدمها أوجلان في سبيل حرية المرأة.

وقالت فوزة يوسف “لقد وصلت النظرية الذكورية إلى ذروة الظلم بحيث تحول العالم إلى جحيم لا يطاق، فالجنايات اليومية التي تنفذ بحق النساء والأطفال، تعبير عن التشرذم الأخلاقي والفكري والروحي الذي يعيشه النظام الذكوري ويعبر أيضاً عن أنه هناك حاجة ماسة إلى التغيير وإلى ثورة ذهنية ووجدانية”.

هناك حاجة لرؤية جديدة ونظرة جديدة للخروج من الأزمة والوصول إلى نتائج لصالح الشعب والنساء

وأشارت إلى أنه هناك حاجة لنظرية جديدة للخروج من هذه الأزمة وأضافت “الذهنية الذكورية التي تعتمد على التعصب القومي والديني والجنسي والعلمي تؤدي يومياً إلى مجازر بالنسبة للنساء والشعوب، وما نعيشه في منطقتنا بما فيه سوريا يؤكد على الأزمة التي نعيشها فكرياً بنيوياً. من أجل أن نتمكن من الخروج من هذه الأزمة والوصول إلى نتائج لصالح الشعوب والنساء هناك حاجة لرؤية جديدة ونظرية جديدة “.

أطروحات أوجلان هي بمثابة ثورة فكرية لتحقيق الحرية والمساواة

وتحدثت فوزة يوسف مطولاً عن الأطروحات التي قدمها قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان في سبيل حرية المرأة وقالت في هذه الصدد “باسم جميع النساء التواقات للحرية أريد أن أشكر للمفكر والعالم الاجتماعي القائد عبدالله أوجلان لأنه أبدى شجاعة كبيرة في أطروحاته وكان جريئاً في كل فترة ولم يتوان في طرحها مهما كانت ردود الفعل قوية لقد كان صادقاً لكل المضطهدين وعلى رأسهم النساء من أجل أن يخدمهم فكرياً نذر  حياته في سبيلهم وإذا كان مسجوناً اليوم لمدة 18 سنة فهذا يعود بالدرجة الأولى لخصوصيته هذه. إنه تطرق إلى الكثير من القضايا الشائكة بما في ذلك قضية حرية المرأة وعمل بشكل دائم خلال مسيرته الثورية للبحث عن جواب للسؤال كيف يجب أن نعيش. لقد طرح الكثير من النظريات التي كانت بمثابة ثورة فكرية لتحقيق الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة وهنا يمكننا القول أن علم المرأة يعتبر من أكثر الأطروحات التي سيتم مناقشتها لأنها نظرية ورؤية جديدة للحياة”.

الميراث الفكري والفلسفي يتبلور على شكل علم المرأة، وهو سر نجاح ثورة روج آفا

وأكدت فوزة يوسف أن الميراث الفكري والفلسفي بدأ يتبلور على شكل علم المرأة وهو سر نجاح ثورة روج آفا وقالت “كل ثورة بحاجة لعلم ونظرية تعتمد عليها في الثورات التي لاتعتمد على العلم تكون فاشلة لذلك ثورة المرأة في روج آفا يعود سر نجاحها على اعتمادها على ميراث فكري وفلسفي بدأ يتبلور على شكل علم المرأة ، هذا العلم سيمكننا من أن نحلل وضعنا بشكل سليم ونعرف ونتعرف على كل مانعيشه وسيمكننا من تقديم البديل فهو العلم الذي سيعطي الجواب على سؤال كيف يجب أن نعيش ومن أين يجب أن نبدأ وكيف نبدأ”.

وبصدد فعاليات ونشاطات أكاديمية علم المرأة جنولوجي قالت فوزة يوسف “مثل هذه الاجتماعات تساهم في التعمق في القضايا وتطوير سبل الحل لها، لذلك ماقامت به الرفيقات اللواتي  ينشطن بهذا المجال من بحوث ودراسات اجتماعية تحمل أهمية حياتية لأنها تجعلنا نتعامل مع أنفسنا وواقعنا ومجتمعنا بشكل سليم فتكون طرق الحل أيضا علمية وسليمة. إن هذه الأعمال أعمال قيمة جداً ويجب أن نطورها وأن نشجع النساء على الاهتمام بهذا المجال ويجب أن تعلم كل النساء بأن للمرأة القدرة على أن تكون عالمة ومفكرة وأن أساس العلم اكتشف من قبل أمهاتنا القدامى”.

يجب أن نحقق علماً مرتبطاً بالأخلاق والحرية

ونوهت إلى أنه يجب التحرر عبودية أصحاب المال والسلطة وأضافت ” مثلما الإنسان والمرأة بحاجة إلى التحرر العلم أيضا يجب أن يتحرر من عبودية أصحاب المال والسلطة فيتم استخدامه من قبلهم ضد النساء والشعوب لذلك يجب أن نبذل الجهود من أجل أن نحقق علماً مرتبطاً بالأخلاق والحرية، وعلم المرأة مرشح للعب هذا الدور”.

المرأة والمجتمع بحاجة إلى  نهضة فكرية وثورة ذهنية لتحقق الأهداف المرجوة

وأكدت فوزة يوسف حاجة المرأة والمجتمع إلى  نهضة فكرية وثورة ذهنية لتحقق الأهداف المرجوة وقالت “ثورة المرأة في روج آفا بقدر ما تؤسس نفسها على علم المرأة تكون قد حققت نجاحاً طويل الأمد لذلك الجهود التي تصب في هذا المجال هي جهود قيمة لأنها تفتح آفاق حرة أمامنا، إننا قدمنا الكثير من التضحيات كنساء وشعوب في سبيل أن نعيش بكرامة وحرية لكن التضحيات تحتاج إلى نهضة فكرية وثورة ذهنية كي لاتخرج عن مسارها، من هنا فإن هذه الجهود في نفس الوقت ارتباط بقيم كل النساء اللواتي ضحين من أجل أن نعيش بحرية وكرامة”.