"أمهات السبت".. جرحٌ كردي مزمن يتجدّد نزيفه على يد دولة أردوغان  

لا تكاد دموع أمهات المناضلين الكرد أن تجفّ منذ عقود في جميع أجزاء كردستان الأربعة، واليوم بينما تتواصل فعاليات أمهات الشهداء في كوباني، نكأ يوم السبت جراح أمهات المفقودين لدى تركيا مجددا.

وبينما يفرض النظام التركي قيوده على التجمعات الكبيرة وسط تضييق متزايد بدعوى تجنب انتشار فيروس كورونا الذي لم يمنع أردوغان وأنصاره من التجمع بالآلاف بدوافع سياسية أو دينية متوهمة كما جرى "بغزوة آيا صوفيا"، تحولت الاحتجاجات النسائية المطالبة بالكشف عن مصير معتقلين كرد ويساريين أتراك اختفوا بعد اعتقالهم منذ عقود، من الساحات العامة إلى المنصات الاجتماعية على الإنترنت.

وحمل السبت الرقم 803 منذ بدء أولى احتجاجات الأمهات اللواتي عرفن باسم "أمهات السبت" تمييزا لاحتجاجاتهم الخاصة المتكررة أسبوعياً منذ عقدين ونصف في ساحة غلطة سراي باسطنبول، حيث يطالبن إلى اليوم، بمعرفة مصير أبنائهن الذين اختفوا بعد اعتقالهم منذ ثمانينات القرن الماضي، والتي لا تتوقف فقط على مشاركة النساء.

وخصصت الأمهات هذا الأسبوع، لمحمد سليم آكار. وتحدّث أشخاص من عائلته ومحاموه عبر خاصية البث المباشر على المنصّات الاجتماعية لتجمع "أمهات السبت"، محملين الحكومة مسؤولية اختفائه منذ اعتقاله يوم 20 آب/اغسطس من العام 1994، بحسب تقرير لقناة العربية.

ونقلت الشبكة الاخبارية عن ماسيدة أوجاك، الناشطة في احتجاجات "أمهات السبت"، وشقيقة معتقل آخر اختفى عام 1995 بعد احتجازه في اسطنبول: "نتظاهر منذ 25 عاماً ومنذ ذلك الحين تغيّرت الحكومة في تركيا 17 مرة، لكن أي منها، لم تحاول تلبية مطالبنا، حتى إن بعضها منعتنا من التظاهر واستخدمت العنف ضدنا على الدوام".

وأضافت أن "الرئيس رجب طيب أردوغان استمع لمطالبنا ذات مرة في العام 2011 وقال حينها إن مشكلتنا هي مشكلة حكومته، لكنه لم يفِ بوعده رغم تشكيل لجنة لبحث هذه القضية، وحاولت حكومته قبل عامين منعنا من التظاهر رغم أن الدستور يكفل لنا هذا الحق".

وتابعت أن "الحكومة انتهكت جميع حقوقنا ومنعتنا من التظاهر لأكثر من عامين وهي تخالف الدستور والقانون الدولي. ومع ذلك نحن مصممون على مطالبنا، ولن نتخلى عنها. وهذا يعني أن احتجاجاتنا ستستمر، لن نستسلم ولن نتراجع".

كما أوضحت أن "نساءً كثيرات اعتقلن أكثر من مرة لمشاركتهن في احتجاجات السبت، حتى إن صحفيين اعتقلوا بذريعة المشاركة معنا في تلك التظاهرات. كذلك لجأت السلطات للعنف وتم جر أمهاتنا قبل ثلاثة أسابيع خلال احتجاجاتهن المعتادة في ساحة غلطة سراي، ولذلك قررنا تكثيف أنشطتنا على الإنترنت، وحوّلنا كلّ منصة اجتماعية لساحة تظاهر".

ولفت التقرير كذلك إلى دعم حزب الشعوب الديمقراطي للمطالب العادلة للأمهات، موضحة إن الرئيسين المشتركين لحزب الشعوب الديمقراطي، برفين بولدان ومدحت سانجار، قد انضما إلى هذا التجمع قبل اسابيع، لكن الشرطة تدخلت لمنع الأمهات من الإدلاء ببيان، واعتدت بالضرب على بعض المشاركين.