أحمد تورك: علينا جميعاً اتباع سياسة القيم الوطنية

ذَكَّرَ السياسي الكردي أحمد تورك بأن الجهود من أجل تحقيق الوحدة الوطنية قائمة منذ وقت طويل، وقال " أن الأحزاب الكردية مضطرة إلى العمل سوية من أجل تحقيق الوحدة وطنية، وعلينا القيام بالأعمال السياسية والدبلوماسية في إطار القيم الوطنية."

 بدأت يوم أمس السبت في مدينة آمد الكردستانية "ورشة عمل الوحدة الوطنية" بمبادرة " التحالف الكردستاني" الذي يضم إلى جانب مؤتمر المجتمع الديمقراطي، ثمانية أحزاب كردية، ع 8 أحزاب.

وسيستمر هذا العمل يومان حيث ستناقش خارطة الوحدة الوطنية الكردية، بمشاركة كل من الشخصيات: (ليلى كوفن الرئيسة المشاركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي، وصالحة أيدنيز وكسكين بايندير من الرئاسة المشتركة لحزب الاقاليم الديمقراطي DBP، وسزاي تمللي الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي HDP ونشطاء حركة المرأة الحرة (TJA) والسياسي الكردي أحمد تورك، إضافة إلى ممثلون عن جمعية الكرد الديمقراطيين الثوريين DDKD وحزب الإنسان والحرية PIA والحزب الشيوعي الكردستاني KKP وممثلو الحزب الديمقراطي الكردستاني الشمالي PDK-T.

وتحدث السياسي الكردي أحمد تورك لوكالة أنباء فرات (ANF) عن الوحدة الوطنية الكردستانية وقال: "إننا نعمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية لأكثر من 11 عاماً، في بعض الأحيان كنا نجتمع مع أحزاب سياسية في جنوب كردستان، وكنا نشير دائماً إلى أن العمل سوياً أمر لا مفر منه؛ وها نحن اليوم نجتمع مع أحزاب لم نكن نتعامل معها في السابق وحتى لم نكن نلقي التحية على بعضنا البعض لمدة طويلة، أما اليوم جميعنا نفكر في التفاوض والعمل معاً، وهذا يعطينا بصيص أمل، ونحن على ثقة بأن هذا العمل سيسهم بشكل إيجابي في المستقبل الكردي."

كما نوه تورك إلى أن الوحدة الوطنية شيء مختلف تماماً، وقال: " لا يمكن للمرء أن يخلق وحدة وطنية حول أيديولوجية، وإذا حاولتم بناء وحدة وطنية حول الأيديولوجية، فمن المطلق أنكم ستخلقون معارضين لكم تماماً  ،اليوم عندما ننظر إلى الشرق الأوسط في مناطق مثل سوريا وليبيا وإيران، نرى أن هناك انقساماً بسبب الطائفية والأيديولوجية، أي أن العملية المؤدية إلى الوحدة الوطنية أو المؤتمر الوطني، ستضم الجميع، أي من الوطنيين الذين لديهم الذهنية التي تجمع الكرد معاً."

وأضاف تورك في حديثه " لقد سبق وأعطيت مثالاً عن الوحدة الوطنية، نقلاً عن أجداد الصينيين حيث يقولون: لا يهم أن تكون القطة بيضاء أو سوداء وإنما المهم أن تكون قادرة على اصطياد الفأر؛ ولذلك لا بد أن تتقدم جهود الوحدة الوطنية التي بدأت من روج آفا، من حيث الشعبية، والوصول إلى الناس، والنهوض بهم، وتطويرهم وقيادتهم، ليس فقط القيام بالأعمال الورقية والكتابة على الورق، لأننا في هذه المرحلة يمكننا تحقيق الكثير من المكاسب في هذا الوقت، نحتاج الى عمل جدي للجمع بين الشعب وجعلهم يعملون سوية من أجل القضية الكردية." 

وأشار تورك في حديثه إلى الوضع التي تعيشه منطقة قوسر، وقال " يجب أن نكون واقعيين، لقد تم إسكات شعبنا في هذه المراحل الأخيرة، على سبيل المثال في مكان مثل قوسر حيث حصلنا على 80 ٪ من الأصوات، ندلي اليوم ببيان مع 200-300 شخص، بالطبع المشكلة ليست في الشعب، ولكن هناك حاجة لإعطاء رسالة موحدة تمنح الشجاعة للشعب وتجعله يرى هذا العمل أمراً ضرورياً، يجب أن تكون هناك حاجة للعمل والخلفية لإظهار مدى أهمية هذا الاتحاد. لذلك، من الضروري أن تكون هناك سياسة عامة قائمة لتنمية الشعب. بمعنى آخر، يجب تحرير السياسة من الفهم الإيديولوجي وتتخذ القرارات المتعلقة بجدول أعمال ومطالب الشعب، حيث يشعر الشعب الكردي بالغضب الشديد من كل هذه الهجمات، لكن السياسيين الذين ينظمون هذا الغضب ليسوا في جهد مشترك وعندما لا يتم ذلك، فقد يتسبب في رد فعل الشعب على السياسة."

وتابع تورك حديثه مصرحاً أن بعض الأحزاب السياسية ذات المكانة، يعتمد بعض الشيء في سياسته على توازنات في الشرق الأوسط، وقال: " انهم يخلقون ظلاً وقائياً بطرقهم الخاصة، لتجنب هذه التوازنات، ما نقوله هو أنه لا توجد لهذا أية  فائدة في المستقبل. لذلك من المهم والضروري  أن تتحدوا مع مؤيديكم وشعبكم. حيث يقوم بعض الأطراف السياسية في مناطق مختلفة باستهداف الشعب الكردي بطريقة يتم فيها تقويض المكاسب التي توصلوا لها بنضالهم."

ودعا أحمد تورك جميع الأحزاب السياسية الكردية إلى ضرورة الانصات إلى صوت الشعب والتوجه نحو مطالبه في تحقيق الوحدة الوطنية، وقال "إذا كان هذا هو الحال، فعليكم الاعتماد على شعبكم، ويجب عليكم اتباع سياسة يشمل جميع الأطراف والقيم الوطنية ونحن نعلم أن هذا هو النقص، بالطبع، لا أريد أن ألوم أحداً على هذا، ولكن على المرء أن يأخذ في الاعتبار هذه العيوب؛  يقولون "إذا قمت بذلك، فسوف أتعرض للهجوم على الفور من طرف ما" ولكن إذا لم تحترموا مكاسب شعبكم، ولم تؤمنوا بهم، فستكون تواجهون هذه الهجمات يوماً ما، نرى في العراق اليوم أن الكيان الفيدرالي الكردي مستهدف من كل اتجاه من حزب الله في لبنان إلى الشيعة في العراق وإيران وتركيا. إذا كان هذا هو الحال، فمن الضروري القيام بواجب كبير نحو وحدة وطنية قوية، والجهود السابقة في المؤتمر الوطني قد فشلت بسبب هذا النهج وهذه التقاربات".

واختتم أحمد تورك حديثه عن المرحلة الهامة والعصيبة التي يمر بها الشعب الكردي والتي تفرض عليهم استغلال الفرص التي سنحت لهم في هذه المرحلة وقال: " إننا نمر في مرحلة هامة وحساسة وحرجة في الوقت نفسه، ولا تتكرر مثل هذه الفرص والمراحل دائماً، اليوم يتم الاعتراف بالكرد والترويج له في جميع أنحاء العالم. إذا لم يتم تقييم هذه الفرصة بشكل صحيح، فسوف يتم مهاجمة كل المكاسب التي حصل عليها الكرد وستحدث تطورات أخرى على أراضي كردستان، وإذا تم تقييم هذه الفرص بشكل جيد وتم انشاء الوحدة الوطنية الكردية، فإنه سيتم الحفاظ وتوسيع المكاسب التي تم الحصول عليها والتي ستكون عصراً جديداً بالنسبة للكرد".