واشنطن تقرر سحب قواتها من العراق دون تحديد موعد قبل المباحثات الفنية

أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، أن "وجود القوات الأمريكية في العراق ليس دائماً وغرضه الأساسي ضمان هزيمة تنظيم داعش"، مضيفاً بأنه ليس هناك تحديد لموعد أو حجم الانسحاب".

خلال الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي الأمريكي العراقي التي انطلقت الأربعاء افتراضياً، وافقت واشنطن على سحب قواتها القتالية المتبقية في العراق، مجددة  في بيان مشترك، تأكيدها على احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه.

وقال، البيان، إن "البلدين شددا على أن أفراد التحالف الدولي يتواجدون بقواعد عراقية حصرًا لدعم جهود العراق في الحرب ضد تنظيم داعش".وأكد البيان أنه "وفي ضوء تطور قدرات القوات الأمنية العراقية توصل الطرفان إلى أن دور القوات الأمريكية وقوات التحالف قد تحول إلى المهمات التدريبية والاستشارية".

وأضاف أن "ذلك يسمح بإعادة نشر المتبقي من القوات القتالية خارج العراق، على أن يتفق الطرفان على التوقيتات الزمنية لسحب القوات في محادثات فنية مقبلة".

وفي هذا السياق، أكد جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن "وجود القوات الأمريكية في العراق ليس دائمًا وغرضه الأساسي ضمان هزيمة تنظيم داعش".

وأضاف: "ليس هناك تحديد دقيق حتى الآن لموعد أو حجم انسحاب القوات الأمريكية من العراق".

ولفت إلى أن "عدد القوات الأمريكية في العراق يبلغ حاليًا 2500 فرد ومهمتهم تقديم التدريب والمشورة للقوات العراقية".

ومن ناحية، لفت الدكنور احمد الصحاف المتجدث باسم وزارة الخارجية العراقية إلى إن الحوار الاستراتيجي عقد في ظل تحديات أمنية وصحية واقتصادية، مشيرا إلى أن  بغداد وواشنطن أكدتا ضرورة الالتزام باتفاقية الاطار الاستراتيجي، موضحا كذلك أن وجود القوات الأمريكية بعد الحوار أصبح يقتصر على الاستشارة والتدريب، وأن القوات الأجنبية ستنتشر خارج العراق ضمن جدول زمني محدد، كما لفت أيضا إلى أن القوات الأجنبية المتبقية ستتواجد داخل قواعد عراقية "صرفة".

وقال الصحاف أن بغداد وواشنطن اتفقتا على عدم وجود قوات قتالية في العراق، مؤكدا أن المفاوضات مع أمريكا عقدت برعاية كاملة للسيادة العراقية

ومن جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، أن "تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يشكل تهديدًا لأمن العراق وسوريا، وننسق مع شركائنا في التحالف الدولي لضمان هزيمته".

وتناولت النقاشات كذلك قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والطاقة والبيئة، والقضايا السياسية، والعلاقات الثقافية.

ورحبت الولايات المتحدة بالتقدم المحرز في العلاقات ما بين الحكومة الاتحادية في العراق وحكومة إقليم كردستان بتوصلهما إلى اتفاق بشأن الموازنة والطاقة والقضايا الاستراتيجية الأخرى.

وناقش الوفدان السبل التي يمكن للولايات المتحدة أن تدعم من خلالها الحكومة العراقية فيما يخص توفير الحماية للمتظاهرين السلميين ونشطاء المجتمع المدني وتحقيق المساءلة القانونية.

ورحب العراق بدعم الولايات المتحدة للانتخابات البرلمانية من خلال تمويلها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق.

وجددت الولايات المتحدة عزمها المستمر على دعم العراق في التوصل لحلول دائمة فيما يخص النازحين داخليا، بحيث تكون هذه الحلول طوعية وآمنة وكريمة، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للفئات التي تعرضت للإبادة الجماعية من قبل داعش.

كما ناقش البلدان العمل على تحقيق المزيد من التقدم في مجالات التعاون القضائي واستعادة الممتلكات وفي مكافحة الفساد.

وحول الأمن ومكافحة الإرهاب أعاد الطرفان التأكيد على رغبتهما المشتركة بمواصلة التنسيق والتعاون الثنائي.

كما أكد البلدان أن "وجود القوات الأمريكية في العراق جاء بناءاً على دعوة الحكومة العراقية لغرض دعم القوات الأمنية العراقية في حربها ضد داعش".

وجددت الحكومة العراقية التزامها بحماية أفراد وقوافل التحالف الدولي والبعثات الدبلوماسية التابعة لدوله.

وقد شدد البلدان على أن القواعد التي يتواجد بها أفراد التحالف هي قواعد عراقية وهم موجودون فيها حصرا لدعم جهود العراق في الحرب ضد داعش.

وينوي البلدان مواصلة المحادثات عبر لجنة عسكرية مشتركة لضمان انسجام عمليات التحالف الدولي مع احتياجات القوات الأمنية العراقية، ومن ضمنها قوات البيشمركة.

وجدد البلدان تأكيدهما على أهمية العلاقة الاستراتيجية بينهما وعزمهما على مواصلة اتخاذ الخطوات المناسبة لتعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.

كما رحبت الولايات المتحدة بفرصة إعادة تأكيد وتعزيز شراكتها مع العراق.

وقال الناطق باسم رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، اللواء يحيى رسول، في بيان، إنه "على ضوء مخرجات الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، وجه الكاظمي، بتشكيل لجنة فنية برئاسة رئيس أركان الجيش لعقد محادثات فنية مع الجانب الأمريكي".

وأضاف أن "تشكيل اللجنة يأتي لغرض إقرار الآليات والتوقيتات المتعلقة بتنفيذ مخرجات الحوار الاستراتيجي في الجانبين الأمني والعسكري".

وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008 الخاصة بعلاقة الصداقة والتعاون بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الامريكية، ترأس وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، ووزير الخارجية الامريكي، أنطوني بلينكن، وفدي جمهورية العراق والولايات المتحدة الامريكية في اجتماع لجنة التنسيق العليا عبر المهاتفة المرئية يوم الاربعاء الموافق، حيث جدد الجانبان تأكيدهما على أهمية العلاقات الثنائية القوية التي تعود بالنفع على الشعبين العراقي والأمريكي. وتناولت النقاشات قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والطاقة والبيئة، والقضايا السياسية، والعلاقات الثقافية. كما شارك في الحوار ممثلون عن حكومة إقليم كردستان.

وخلال جولة الحوار أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أنه في اطار العلاقةِ بين الحكومةِ الاتحاديةِ وحكومةِ إقليم كردستان العراق، "فقد شهدت العلاقةُ تطوراً باتجاه حلِّ المشاكلِ العالقةِ وصولاً إلى إقرار الموازنةِ الاتحادية".

كما أكّد حسينُ حرصَ العراق على التعاونِ وتعزيزِ الشراكةِ مع الولايات المتحدة الأمريكية في جميع المجالات، لاسيما الأمنيةِ منها، وكذا في مجالاتِ الطاقةِ، والصحةِ، والبيئةِ، والاقتصادِ، والثقافةِ، والتعليم، وبما يعززُ المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين، ونأملُ في محادثاتِنا اليوم التوصّلَ إلى تفاهماتٍ واتفاقاتٍ مشتركةٍ لجميعِ قطاعات التعاونِ، ونتطلعُ إلى استمرارِ الحوار الاستراتيجيّ بين البلدين في جولاتٍ لاحقة.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أواخر الشهر الماضي أن الجولة القادمة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين ستجري في 7 أبريل نيسان.

وأضافت أن المحادثات ستتناول قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والطاقة، والمسائل السياسية والتعاون في مجال التعليم والثقافة.

وأمس أعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن في تغريدة على تويتر، عن تطلعه للبحث مع نظيره العراقي فؤاد حسين، في المواضيع الاستراتيجية التي تهم البلدين.

يذكر أن موضوع تواجد القوات الأمريكية والأجنبية جرى نقاشه العام الماضي في البرلمان الذي أقر الطلب من الحكومة تنسيق مسألة خروج القوات الأجنبية من البلاد، بعد هزيمة داعش.