موسم الزيتون في الرقة.. أعباء التكاليف وانقطاع المياه صعوبات تواجه الفلاح

اشار فلاحو مدينة الرقة الى اختلاف إنتاج هذا العام مقارنة بالعام الماضي بسبب ارتفاع تكاليف النقل وعصر الزيتون واليد العاملة وسط انقطاع متكرر لمياه الري وارتفاع درجات الحرارة في المنطقة.

يعتبر الزيتون أحد أهم الزراعات البعلية في سوريا وتكتسب أهمية اقتصادية واستراتيجية كونه غذاءً شعبياً متميزاً ,ومصدر للرزق والمعيشة للكثير من العوائل, ناهيك عن تنشيط عجلة التجارة مع الدول الغربية.

وتحتل سوريا مكاناً مرموقاً في مجال زراعة الزيتون على الصعيد العربي والدولي حيث تشغل الموقع الثاني عربياً والسادس على مستوى دول المتوسط, ويزرع شجر الزيتون في الاراضي البعلية التي لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.

وتعتبر زراعة الزيتون محدثة في مدينة الرقة, حيث بدأت زراعتها بكثرة منذ انطلاق مشاريع الري, ليصل عدد الأشجار إلى أكثر من 3 ملايين شجرة منذ بداية العام 2000 وصولاً حتى يومنا الحالي, لتصبح بذلك من الزراعات الرئيسية في المنطقة.

ويعد موسم الزيتون في الرقة من المواسم المهمة التي يعول عليها معظم أهالي الرقة كمصدر دخل لهم بالإضافة لتحقيقه الاكتفاء الذاتي للمنطقة من زيت وزيتون المائدة.

ومع ازدياد إنتاج الزيتون المحلي في المدينة, افتتحت عدة معاصر في ريف المدينة, حيث تستوعب مدينة الرقة 5 معاصر من الإنتاج المحلي من الزيت.

ومن جانبهم يتوافد الفلاحون إلى المعاصر بعد جني الموسم السنوي من حبات الزيتون الاخضر, ليتم استخلاص الزيت لسد النفقات المترتبة عليهم خلال جني المحصول.

وفي ذات السياق, اجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع عدد من الفلاحين الذين جنوا موسمهم لهذا العام, والذين اشاروا الى المشاكل والصعوبات التي تواجههم خلال جني المحصول.

الفلاح محمد الخليل من ريف الرقة الشمالي استهل حديثه قائلاً:" تعتبر زراعة الزيتون في مدينة الرقة من الزراعات البعلية في المنطقة, ولكن بسبب قلة الأمطار والانقطاع المتكرر للمياه أصبحت زراعة مروية مما زاد من أعباء جني المحصول".

وبين الفلاح محمد الخليل" بأن أجور اليد العاملة مرتفعة بالإضافة الى ارتفاع تكاليف عصر الحبوب, حيث أن المزارع يتكلف على أجور اليد العاملة 250 ل.س للساعة الواحدة, بالإضافة إلى تكلفة عصر كيلو غرام الزيتون الاخضر يصل إلى 150 مما يزيد عبئ تسديد النفقات المترتبة علينا".

وأشار الفلاح  حول اختلاف إنتاج هذا العام مقارنة بالعام الماضي" واجهتنا صعوبات خلال العام ومنها ارتفاع درجات الحرارة, وقلة المياه, بالإضافة إلى تدني إنتاج الزيت بسبب جفاف حبة الزيتون, حيث كل 6 كيلوغرام ينتج 1 كيلو من الزيت".

وبدوره اوضح الفني في معصرة الأغا زيد الهلال في ريف الرقة الشمالي" إنشاء معاصر الزيتون في الرقة يوفر على الفلاح تكاليف اضافية, حيث كان الفلاح يعصر الزيتون في منبج وعفرين, وفي الوقت الحالي المعاصر متوفرة في ريف الرقة حيث تعمل على مدار 24 ساعة لاستقبال الانتاج من الفلاحين".

وحول عملية عصر الزيتون قال زيد الهلال" وتمر حبات الزيتون في مراحل لإنتاج الزيت الصافي, حيث نقوم بجمع اوزان حبات الزيتون ويتم غسلها وطحنها وتخميرها, ومن ثم تتم عملية فرز البيرين والمياه لاستخلاص الزيت من الشوائب".

وبدورها تقوم مديرية الزراعة بالرقة بالتنسيق مع لجنة الاقتصاد بتقديم الدعم لمزارعي الزيتون من خلال تأمين المياه عن طريق فتح قنوات الري, وتأمين المحروقات للمزارعين الذي يروون أرضهم عبر الآبار الارتوازية.