الشعب الكردي يحتفل بالنوروز ضد كل أنواع الإبادات والمجازر

في منتصف القرن الماضي، لم يحتفل الشعب الكردي في روج آفا (غرب كردستان) بعيد نوروز بالطريقة التي يحتفل بها الآن، كان يقتصر فقط على شكل رحلات وحلقات دبكة صغيرة.

بعد أن أعلنت الدولة السورية تحررها من فرنسا عام 1944، هذه المرة انتزعت الدولة السورية كافة حقوق الشعب الكردي في روج آفا، كما أنه حتى عام 1985 لم يستطع الشعب الكردي الاحتفال بعيد نوروز بحماس وحشودات كبيرة، كان يقتصر الاحتفال بعيد نوروز ضمن العائلة برقصات صغيرة ورحلات، أو قبل تأسيس حزب العمال الكردستاني، كان يحتفل بعيد نوروز بلا روح ولا حياة، مع تأسيس حزب العمال الكردستاني وبقيادة القائد عبد الله أوجلان ، تغير هذا الوضع.

أمينة زينكي وهي إحدى النساء العفرينيات ومن سكان قرية معملا التابعة لناحية موباتا وعضوة فرقة أنكيزك التي تأسست في عفرين سنة 1989 وهي الآن عضوة مركز الثقافة والفن في مقاطعة عفرين، تحدثت عن تلك الأيام وقالت:" نحن الآن في شهر آذار، لنا في هذا الشهر مقاومات وانتصارات، كما أننا قدمنا فيه الكثير من التضحيات، ولكننا حققنا إنجازات ومكاسب كبيرة نتيجتها، فلو تحدثنا عن عيد نوروز قبل عام 1985 نستطيع القول أن قسم من مجتمعنا كان يعلم أنه مناسبة وطنية وكردية، وقسم آخر كان ينظر إليه كرحلة ونزهة، كما أننا كنا نقول أنه في هذا اليوم تحرر الشعب الكردي من الظلم، ولذلك يجب علينا ان نعقد حلقات دبكة صغيرة ونأكل أشهى الأطعمة، هكذا كنا ننظر إلى عيد نوروز، وهذا ما زرعه أعداء الكرد وكردستان في عقولنا، حتى نار نوروز التي هي رمز قيّم، كنا ننظر إليها بشكل عادي".

بالرغم من المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكردي إلا ان عيد نوروز لم يضيع

وأوضحت أمينة زينكي أن الشعب الكردي الذي كان يريد الاحتفال بعيد نوروز، واجه الهجمات والاعتقالات والخطف والقتل وقالت:" لذلك كان يعيش الشعب الكردي في خوف ويواجه تهديد كبير، وكان يتم منع الاحتفال بنوروز بشكل حاشد، كما أنه بالرغم من أن الشعب يواجه يومياً المجازر، ولكن لم يمنعهم ذلك من الاحتفال بالعيد ولو بشكل مجموعات صغيرة، العوائل التي لها شباب، كانوا يدخلون في الحركة من أجل اشعال نار نوروز، كما أن بعض العائلات كان تمنع شبابها بالقيام بذلك، لأن النظام السوري كان يمنع اشعال النيران في ليلة العيد، ولكن شباب الكرد كانوا يحرقون إطارات السيارات وأغصان أشجار الزيتون الجافة وكتابة اسم نوروز بهذه النيران على جبال عفرين بشكل سري".

كما ذكر عضو آخر في مركز الثقافة والفن في منطقة عفرين حنان سيدو أنهم لم يتعمقوا في معنى كلمة نوروز وقال:" صحيح أنه كانت توجد بعض الأحزاب في روج آفا قبل عام 1985 ولكن للأسف لم يعرّفوا معنى نوروز للشعب الكردي، البعض كان يقول أن نوروز يتم الاحتفال به من خلال الخروج برحلات وأكل أشهى أنواع الأطعمة، ولذلك كان الجميع في عيد نوروز يذهب إلى مناطق مختلفة ويمضون ذلك اليوم بعقد حلقات من الدبكة، إلى جانب ذلك كان للنظام السوري دور في تعريف نوروز بهذا الشكل، حيث كان يريد ألا يتعمق الشعب الكردي في معنى يوم نوروز".

كان يتم اشعال نار نوروز بالرغم من الضغوط والقمع

وفي ختام حديثه، ذكر حنان سيدو أنه بالرغم من خطر اشعال نار نوروز، فإن شعبنا كان يشعل النار بحماس كبير وبشكل سري وقال:" كل21 من آذار كان يتم اشعال نار نوروز، حقيقةً في تلك الأيام كان هناك قمع وضغوطات وصعوبات كبيرة، كان النظام السوري يسعى بكل قواته لمنع اشعال هذه النار، ولكن حماس الشعب وارتباطه بالروح الوطنية، ومهما كانت هناك ضغوط وصعوبات وتضحيات كبيرة، فإنه كان يشعل نار نوروز".