إلهام أحمد: لقاءاتنا مع الحكومة السوريّة لم تسفر عن أيّة نتائج وروسيا فشلت في لعب دور الضامن

قالت رئيسة المجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطيّة، إلهام أحمد إنّ اللقاءات مع الحكومة السوريّة في دمشق "لم تثمر عن أيّة نتائج" مشيرة إلى فشل روسيا للعب دور الضامن للحوار بين الجانبين.

انطلقت، اليوم، الندوة الحوارية الثامنة لمجلس سوريا الديمقراطية في صالة زانا في مدينة قامشلو، تحت شعار "نحو مؤتمر وطني لأبناء الجزيرة والفرات" لضمان المواطنة وحقوق كل المكونات في سوريا موحدة، وتعزيز التشاركية في مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وتطوير وتمكين الإدارات الذاتية والمدنية.

ويشارك في فعاليات الندوة الحوارية 130 شخصاً من ممثلي العشائر والأحزاب والقوى السياسية، والمجلس الوطني الكردي، وممثلي الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة، ومثقفين وحقوقيين وشخصيات مستقلة.

وافتُتحت الندوة الحوارية المنعقدة الآن في مدينة قامشلو من قبل عضوة المجلس الرئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية جاندة محمد، وقالت: " تتسارع وتيرة الأحداث والاضطرابات والمخاطر المحلية والإقليمية والدولية في هذه الأيام بشكل كبير.

وأشارت جاندة محمد: "عشرة أعوام مضت على انتفاضة الحرية، والتي تحولت فيما بعد إلى أزمة، والتي خلقت تصدعاً عميقاً في البلاد، ولقد أدركت مكونات شمال وشرق سوريا الأحداث المتسارعة التي حدثت بشكل مبكر، وأسست نظاماً ديمقراطياً جنب المنطقة الكثير من الكوارث".

وأكدت جاندة محمد أن مجلس سوريا الديمقراطية اقترح رؤية سياسية لحل الأزمة السورية ملمة بالقيم والأخلاق الإنسانية، وحافظ على مكتسبات سوريا من خلال تعزيز السلم الأهلي.

جاندة محمد أوضحت أن الندوات الحوارية هي خطوة للملمة البيت السوري، وقالت: "نحن ماضون على النهج الديمقراطي، لقاء اليوم هو لبحث سبل المشاركة الحقيقية والفعالة لتطوير الإدارة الذاتية، ونحن على قناعة تامةٍ بأنه يمكن تقديم المزيد والأفضل من أجل مستقبل مشرق لأولاد سوريا ومن أجل العيش بحياة حرة كريمة".

'العملية السياسية والوضع الذي يمر به السوريون معقد جداً ومتأزم'

بعدها تحدثت رئيسة المجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، وبيّنت أن ما حدث حتى الآن، وما يجب أن يقوموا به من الآن وصاعداً يعتمد على مقترحات وآراء الحضور، وقالت: "اليوم رأينا بأنه من الضروري النقاش على المستوى السياسي لأخذ الآراء والمقترحات لحل الأزمة السورية".

وقالت إلهام احمد: "إن العملية السياسية والوضع الذي يمر به السوريون معقد جداً ومتأزم، ويتم تداول الأزمة السورية بين قوى خارجية"، وأوضحت: "رأينا اجتماعات جنيف وأستانا التي لم تأت بنتيجة، لغياب القرار السوري في تلك الاجتماعات".

وأشارت إلهام أحمد إلى أن الاجتماعات التي عُقدت، كاجتماع أستانا، تسبب بأحداث غيّرت الهندسة الديمغرافية لسوريا، وكان لها تأثير سلبي على السوريين، وهجّر نصف السوريين خارج البلاد، وآلاف منهم فقدوا حياتهم تحت الأنقاض، وتحولت سوريا إلى رماد، وكل ذلك بسبب عدم التوافق بين النظام السوري والمعارضة السورية، وقالت: "نحن أمام أزمة كبيرة، نحن فقدنا نصف أرضنا".

إلهام أحمد بيّنت أن الحكومة السورية مصرّة على أن تدير البلاد بعقليتها السلطوية ولا تتنازل عن قراراتها بما يخص حل الأزمة، والمعارضة تخدم الأجندات الخارجية خاصة الدولة التركية، ولا تخدم الثورة السورية، وقالت: "في البداية، الثورة السورية كانت سلمية تطالب بالحرية، ومن ثم تغير مسارها إلى معارضة مسلحة لا تخدم مصلحة الشعب السوري".

وأوضحت إلهام أحمد أن الحكومة السورية تعتبر نفسها الصاحب الأصلي لسوريا، وقالت: "لذلك تعطي رسائل بين الحين والآخر لسكان المنطقة، وتحاول أن تقنع الناس بأنه سترجع إلى المنطقة آجلاً أو عاجلاً، وهذه المحاولات تدخل في إطار الحرب الخاصة التي تتبعها، وإن ما حدث في دير الزور كان مفتعلاً من قبلها".

ونوهت إلهام أحمد أن "الحكومة السورية بدلاً من أن تلجأ إلى حل الأزمة السورية تقوم بزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وخلق الفتنة بين الكرد والعرب.

 وقالت: "النظام ينسف كل المحاولات التي نبادر بها في سيبل الوصول إلى تفاهمات وحل سياسي في سوريا".

وأوضحت إلهام أحمد: "نحن متأكدون أن مناطق شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ستكون هي الركيزة الأساسية للانطلاق بسوريا إلى مرحلة جديدة في حال قمنا ببنائها بشكل جيد".

وأكدت إلهام أحمد أن لقاءاتهم مع الحكومة السورية لم تأت بنتيجة، وقالت: "علماً أن الروس أبدوا استعدادهم لأداء دور الضامن ولكنهم فشلوا في هذه الدور".

ولفتت إلهام أحمد الانتباه إلى الحوار الكردي- الكردي، وقالت: "مع البدء بالحوار الكردي- الكردي، أطلقت إشاعات مفادها أن هذا الحوار يخدم المشروع الانفصالي، وأن الكرد أصبحوا أصحاب كل الثروات في المنطقة، وأن العرب حرموا منها".

 وأوضحت أن أهمية الحوار الكردي- الكردي تكمن في توحيد الصف السوري، وكل الادعاءات التي تقول بأن المنطقة ستتحول إلى إقليم منفصل على غرار تجربة إقليم كردستان فهي غير صحيحة. 

وبيّنت إلهام أحمد أن الادعاءات التي يتم الترويج لها هي لتحريض تركيا لشن هجمات جديدة على المنطقة.

وبعدها فتح الباب أمام الحضور لطرح الأسئلة والنقاشات، التي تمحورت حول الحوارات مع الائتلاف والحكومة السورية والحوار الكردي الكردي، والمطالبة بإيجاد طريق لفتح الحوارات مع كافة الأطراف السياسية السورية لتشكيل إطار موحد يمكنه جمع آراء عموم مكونات الشعب السوري للوصول إلى مشروع يتفق عليه الشعب السوري لمستقبل بلادهم، والتأكيد على بناء وطن ديمقراطي، والتأكيد على المبادرة التي طرحتها قوات سوريا الديمقراطية لوحدة الصف الكردي ودور المرأة في المسألة السياسية، وإلى أي مستوى وصل الحركة الدبلوماسية.

ANHA