هل سيتولى قارداش الخلافة بعد مقتل ابو بكر البغدادي؟

بعد مقتل خليفة تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في عملية مشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية، من المتوقع أن يحل محله عبد الله قرداش، وهو تركماني من تل اعفر.

بقي قارداش في سجن بوكا الذي كانت الولايات المتحدة تسيطر عليه في العراق بين عامي 2007 و 2011 ، إلى جانب أبو بكر بغدادي وأبو محمد عدناني (طه صبحي فلاحة) وغيرهم من مسؤولي داعش كان قريشي أقرب شخص إلى الخليفة البغدادي بعد وفاة عدنان لأنه من قبيلة القريش.

أعلن البغدادي في آب2019 أن قارداش الملقب باسم حاجي عبد الله كخليفة له. ومنحت الولايات المتحدة بعد ذلك مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لتحديد مكان قارداش وأربعة من المسؤولين رفيعي المستوى في "داعش". ووجب على "قارداش"، واسمه الحقيقي هو الأمير محمد سعيد عبد الرحمن المولا، تسلم الخلافة وفقًا لمعايير داعش بعد وفاة أبو بكر بغدادي والتي كانت وصيته.

لقد حققنا في شخصية قارداش وفيما كان يفعله داخل داعش وأكدنا المعلومات التي حصلنا عليها من مسؤولي داعش رفيعي المستوى المعتقلين.

ولد قارداش (تركماني الأصل) عام 1976 في مدينة تل اعفر في الموصل. درس الشريعة في جامعة الموصل. في عام 2007 انضم إلى "الدولة الإسلامية في العراق" وتولى قيادة الأعمال العسكرية داخل التنظيم. وفي العام نفسه، ألقي القبض عليه من قبل الولايات المتحدة بتهمة انتمائه لتنظيم القاعدة. تم تعيين سجن بوكا الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة في العراق كموقع لتشكيل داعش إلى جانب أبو بكر بغدادي وأبو عدناني وما شابه.

غادر قارداش سجن بوكا في عام 2011 وعمل في محافظة الشمال إلى جانب الأمير أبو معتز قريشي، المسؤول عن اعمال الحرب. تم رفع منصب الأمير أبو معتز قريشي أيضًا بعد احتلال الموصل من قبل داعش في عام 2014. كان أبو معتز قريشي مسؤولاً عن الساحة الإيديولوجية لداعش في العراق. وكان أيضا مساعد القريشي.

وفي عام 2015، تم استهداف الموصل من قبل طائرات من دون طيار الحربية الأمريكية وجرح في الساق اليسرى. عولج في الموصل وثم عاد الى وظيفته. في نهاية عام 2015، تم استهدافه عندما كان مع ابو معتز القريشي مما ادى الى بتر قدمه اليمنى. وأعيد علاجه في مستشفى بالموصل وتم تحضير طرف اصطناعي. بعد انتهاء علاجه، أصبح مساعداً لرئيس المجال الأيديولوجي في السلك العسكري العراقي الأعلى.

وقال عنصر داعشي 'رفيع المستوى' المعتقل لدى قوات سوريا الديمقراطية ولم يرغب الافصاح عن اسمه، إن أبو بكر بغدادي كان يحب بشدة قارداش ونُفي من الموصل المحاصرة بأمر خاص من البغدادي. ووفقاً للمعلومات التي نشرها داعش بعد أن حاصر الجيش العراقي الموصل، تم اخراجه من الموصل بعد 7 أيام بأمر خاص من أبو بكر البغدادي ونقل إلى منطقة البوكمال التابعة لمدينة دير الزور. وفي ذلك الوقت، شارك في عمل إدارة داعش في سوريا

ووفقًا لتقارير وردتنا من نفس المصدر، في نهاية شهر آب 2017، اتحدت قيادة داعش الرئيسية في العراق وسوريا وتم تعيين قارداش قائداً لرابطة لجنة الوافدين. إلياس أيدين الذي أطلق على نفسه اسم أبو بكر تورك، الذي كان مسؤولاً عن المجال الإيديولوجي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والموجود حاليًا لدى إدارة قوات سوريا الديمقراطية، يقول إنهم كانوا يثقون بقارداش لأنه كان من قبيلة القريش وهو كبير في السن وعمل ضمن التنظيم منذ مدة وكان متواجدا مع الاشخاص رفيعي المستوى ضمن صفوف التنظيم في سجن بوكا.

وقال إلياس أيدين إن البغدادي أعلن أن أبو محمد عدناني كخليفة بين 2015-2016، لكن بعد مقتل عدناني في آب 2016، جرى الحديث عن قارداش لتنصيبه كخليفة للبغدادي. 

بعد أن فقد داعش آخر المناطق التي كانت تحت سيطرته بين 2018-2019 توسعت الخلافات بين العصابات الارهابية. وفقًا للمعلومات المتوفرة لدينا، قام البغدادي بتنصيب قارداش كخليفة له في آب 2019. وذكر الارهابي إلياس أيدين أن قارداش من قبيلة قريش وقال: "خلال الوقت الذي غزى فيه الصحابة، وقعت زيجات مع نساء في المناطق التي تم غزوها. وهكذا تم تفريق قبيلة قريش. "لكن لن تكون الخلافة الا لقبيلة قريش حتى لو بقي شخصين في الكون".

ويوضح عناصر داعش المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية، إن قارداش شخص هادئ، ولا يتخذ قراراته بسرعة، ولديه معلومات دينية ولكن ليس لديه معلومات عسكرية. وفقا للتقارير، نفذت العديد من الجرائم من اغتصاب النساء وانه كان يطبق شرائع التنظيم بشكل دقيق. يقال إن لدى قارداش العديد من الزوجات الى جانب السبايا اللاتي تم اختطافهن من مناطق مختلفة.

ويقال إن شقيق قارداش كان داخل الجبهة التركمانية العراقية وقتل على يد "الدولة الإسلامية في العراق " أثناء وجوده في سجن بوكا. قال مسؤول في داعش رفض ذكر اسمه إن شقيق قارداش عادل محمد سيد كان أيضًا في الجبهة التركمانية في العراق وهو حاليًا في تركيا.

ووفقا للمعلومات التي أبلغت عنها هذه العصابة، كان قارداش في قرية غرانيج تابعة لمدينة دير الزور حتى بداية عام 2018. ثم أرسله داعش إلى إدلب. ومن المفترض أنه لا يزال في إدلب أو في المناطق جرابلس، باب، عزاز الخاضعة للسيطرة التركية