مهجرو عفرين يواصلون تعليمهم في مخيمات وقرى مقاطعة الشهباء

رغم الأوضاع السيئة والإمكانيات البسيطة تواصل لجنة التعليم تدريس طلاب مقاطعة عفرين المهجرين والمتواجدين في مقاطعة الشهباء، ويكمل نحو 14 ألف طالب دراستهم بنفس المناهج الدراسية التي كانت تدرس في عفرين.

نتيجة هجمات الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين والجرائم الوحشية التي ارتكبها بحق المدنيين أجبر أهالي عفرين على النزوح والخروج من عفرين بشكل جماعي في السادس عشر من آذار عام 2018 متجهين إلى ناحية شيراوا التابعة لمقاطعة عفرين وجزء كبير منهم انتقل إلى مناطق في مقاطعة الشهباء.

وبدأ العمل من جديد، بعد مدة قصيرة، لتهيئة الظروف وتوفير المستلزمات الضرورية لعودة الأطفال إلى دراستهم إلى جانب العمل التنظيمي انطلاقاً من الكومين، والمجالس وصولاً إلى التعليم.

وعن هذا الموضوع تحدثت عضوة لجنة التربية والتعليم المدرسة كليستان إلى مراسل وكالة فرات للأنباء، قائلة: "في 16 آذار 2018 خرجنا من عفرين وليلة عيد نوروز أي 20 آذار وصلنا إلى مناطق الشهباء.

معنوياتنا جميعاً كانت منهارة إلى حد كبير وكنا في وضع صعب لدرجة أننا فقدنا الأمل بشكل كامل. ويوم العيد 21 آذار وصل عدد من شهداء عفرين إلى مزار الشهداء في ناحية أحرص اتجهنا جميعاً للمشاركة في المراسم. وفي مزار الشهداء إلتقينا عدد كبير من الطلاب والمدرسين، طلابنا كانوا يسألوننا عن مدارسهم.

من هنا قررنا أن نبدأ العمل من أجل هؤلاء الطلاب.

بدأنا بالبحث عن المدرسين والطلاب في المخيم والقرى والتقينا عدد كبير منهم، طلابنا أكدوا لنا رفضهم التعليم بأي مناهج ونظام تعليمي آخر وأنهم يطالبون بنفس النظام التعليمي الذي درسوه في عفرين، وهذا ما منحنا القوة من جديد للنهوض بنظام التعليم وقررناً فعل كل ما في وسعنا لأجلهم.

وأضافت كليستان "هجمات الاحتلال التركي بدأ ت أثناء العطلة النصفية، ولهذا لم نكن قادرين على إتمام الفصل الثاني من السنة الدراسية.

لهذا قررنا أن نبدأ عملية التدريس هنا انطلاقاً من الفصل الثاني للعام الدراسي 2018. كذلك كان هناك عدد من الطلاب قد انهوا دراستهم الثانوية ويجب أن نهيئ لهم الظروف لإتمام تعليمهم العالي".

وتابعت: "وبدأنا التحضيرات والتواصل مع الجهات المسؤولية في إقليم الجزيرة من إجل أرسالهم إلى جامعة روج آفا ليكملوا تعليمهم هناك. هذه الخطوة منحت الشعب وأهالي الطلاب ثقة أكبر ورفعت من معنوياتهم. والحقيقة أن هدف العدو هو كسر إرادة الشعب وإجباره على الاستسلام والعدول عن المقاومة، لكنه فشل. بفضل الجهود المشتركة لجنة التعليم وأهالي عفرين تمكنوا من إعادة تنظيم صفوفهم".

وأشارت إلى التنسيق الذي قاموا به مع الكومينات بزيارة العائلات والطلاب وعمليات جمعهم قبل بدء العملية التعليمية مجدداً، لكنها هذه المرة من المخيم، مضيفة: "في البداية لم يكن لدينا مكان فكنا نُدّرس في الخيم لنحو شهرين".

وأوضحت: "بفضل الجهود الكبيرة للمدرسين والجهات المسؤولة وتعاون العائلات والطلاب معنا تمكنا من إتمام الفصل الدراسي الثاني وتم إرسال طلابنا من خريجي الثانويات إلى مقاطعة الجزيرة لإتمام تعليمهم العالي وعددهم 78 طالب.

البعض منهم ذهب إلى أكاديمية موزوبوتاميا والبعض إلى جامعة روج آفا".

واستطردت: "مع بداية العام الدراسي الجديد كان من الصعب جداً مواصلة التدريس في الخيم، وكان الخيار هو نقل الطلاب إلى المدارس، وكانت شبه مدمرة ووفقاً لإمكانياتنا البسيطة قمنا بترميم وتأهيل تلك المدارس من أجل الطلاب".

وأكملا: "في الشهور الأولى كان عدد الطلاب نحو 4 ألاف، لكن اليوم عددهم نحو 14 ألف وهم يتوزعون على مدارس ابتدائية، إعدادية وثانوية وبنفس نظام التدريس في عفرين، فالطلاب الكرد يدرسون باللغة الكردية والعرب يدرسون باللغة العربية. المناهج أعدت وفق نظام الأمة الديمقراطية.

رغم كل الصعوبات والمعوقات إلا أننا مصرين على مواصلة التدريس وتهيئة الظروف المناسبة للطلاب ومنع انقطاعهم عن الدراسة".

وختمت كليستان حديثها بالقول: "إن شعب عفرين شعب مناضل وقادر على تنظيم صفوفه في أصعب الظروف ونحن سنواصل النضال والمقاومة إلى أن نعود إلى أرضنا".