مجلس سوريا الديمقراطيّة يعقد ورشة عمل في برلين بهدف التحضير لحوار سوريّ-سوري

على مدار يومين, ناقشت شخصيّات سياسيّة, إعلاميّة وثقافيّة, تمثّل قوى سياسيّة وأخرى مستقلّة ورشة عمل في العاصمة الالمانيّة برلين, والتي عقدها مجلس سوريا الديمقراطيّة بهدف التحضير لمؤتمر حوار سوريّ-سوري في أوروبا.

وبدأت فعّاليات الورشة أمس السبت, حيث سرد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطيّة, رياض درار نبذة عن الإدارة الذاتية الديمقراطيّة منذ تأسيسها, وهياكل الإدارة ومؤسّساتها المدنية, الأمنيّة والعسكريّة, كما استمع الحضور إلى شرح عن الأهداف التي من أجلها تأسّس مجلس سوريا الديمقراطيّة ومساعيه لأجل ترسيخ الحوار بين السوريّين.

وتناقش الحضور تجربة الإدارة الذاتية, وقدّم البعض منهم ملاحظاته وانتقاداته حول آليّات عملها, كما تباينت الآراء حول كيفيّة وشكل نظام الحكم في سوريا المستقبل, وتوافقت في الوقت ذاته على أنّ القرار السوري يجب أن يكون بيدّ السوريّين وحدهم, وهذا ما أكّدت عليه نائبة الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطيّة, مجدولين حسن, في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء ANF بالقول: "نهدف من خلال عقد هذه الورشات إلى جمع الآراء المختلفة لشخصيّات ديمقراطيّة سوريّة ونقاشها, بغية الوصول إلى صيغة جامعة لعقد مؤتمر حوار يجمع تلك الشخصيّات, سواء كانت مستقلّة أو تمثّل أطرافاً حزبيّة, تؤمن بأنّ القرار يجب أن يكون للسوريّين وحدهم, دون تدخّل أيّ طرف دوليّ أو إقليمي".

وتناولت جلسات الورشة 3 محاور رئيسيّة وهي: 

1- الإدارة الذاتية, ما لها وما عليها.

2- آليّات الحلّ السلمي في سوريا (الورقة التي خرج بها مؤتمر كوباني المنعقد في شهر آذار الماضي).

3- الدعوة لعقد مؤتمر تحضره شخصيّات وقوى معارضة سوريّة ديمقراطيّة.

بدوره, أشار حسين عمر, ممثّل حزب "سوريا المستقبل" في أوروبا, وعضو اللجنة التحضيريّة للورشة, في حديثه لوكالتنا, إلى "نجاح ورشة برلين في جمع شخصيّات معارضة" على طاولة حوار دام يومين, مشيداً بالنقاشات "البنّاءة" التي تمّت خلال الورشة.

وأثنى عمر على دعوة مجموعة من الشباب والشابات "الذين أغنوا الورشة بآرائهم ومقترحاتهم حول مستقبل سوريا", منوّهاً إلى أنّ مجلس سوريا الديمقراطيّة سيعقد ورشات عمل آخرى في مدن أوروبيّة "تحضيراً لمؤتمر حوار سوريّ-سوري تحضره كافة القوى الديمقراطيّة السوريّة".

وتطرّقت النقاشات إلى الأوضاع التي تمرّ بها سوريا, سياسياً وميدانيّاً, بالإضافة إلى مسائل متعلّقة بتواجد القوى الدوليّة والإقليميّة في الآزمة السوريّة, كما تمّت الإشارة إلى احتلال تركيا لمناطق في شمال سوريا, كعفرين, إعزاز وجرابلس وتهديداتها المتكرّرة على شرقي الفرات, حيث أجمع الحضور على رفض تلك التهديدات وضرورة التحرّك لإخراج تركيا من سوريا كونها دولة احتلال.

وأكّد الكاتب والإعلامي السوري, عبد المسيح الشامي, في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء ANF, على "ضرورة" عقد جلسات حوار كهذه, موضحاً أنّ تجربة الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطيّة هي "تجربة هامّة في الإطار السوريّ العام, كون الإدارة هي الجسم الوحيد المتعافي في سوريا, ومن الممكن أن يلعب هذا الجسم دوراً في تفعيل الحوار السوريّ-السوري والانطلاق نحو سوريا المستقبل التي نطمح إليها جميعاً.

يذكر أنّ ورشة العمل التي عقدها مجلس سوريا الديمقراطيّة في برلين جاءت بعد ورشتين مماثلتين, الأولى انعقدت في العاصمة الفرنسيّة باريس, والثانية في فيينا, عاصمة النمسا, كما أنهى المجلس التحضيرات لعقد ورشة جديدة في مدينة بوخوم الألمانيّة أواخر شهر أيلول الحالي.