لبنان يعيش أكبر كارثة إنسانية في تاريخه.. 100 قتيل في تفجير مرفأ بيروت والعدد في تزايد والحكومة تجتمع اليوم مع تأكيد على محاسبة المسؤولين

قارب عدد الوفيات في انفجار مرفأ بيروت المائة وفاة وإصابة 4000 آلاف آخرين في حين تتصاعد حصد الضحايا والدمار والخراب الذي لحق لبنان.

 أعلن وزير الصحة اللبناني الدكتور حمد حسن أن عدد الوفيات جراء انفجار مرفأ بيروت، أمس، قارب الـ 80، لافتاً إلى أن هناك مئات الاتصالات للسؤال عن جرحى ومفقودين.

وأضاف الوزير اللبناني في تصريحات تلفزيونية أن "رقم الشهداء الى تصاعد، وهناك نحو 4000 جريح".

أمس خلّف 100 قتيل على الأقل، ولا يزال المزيد من الضحايا تحت الأنقاض، فيما يعقد مجلس الوزراء اللبناني، اليوم، جلسة استثنائية لبحث تداعيات الانفجار.

وبدوره أفاد الصليب الأحمر اللبناني في إحصائية جديدة أن  الانفجار الضخم ألحق أضراراً كبرى بالأحياء المجاورة في المدينة، كما أسفر عن إصابة أكثر من 4 آلاف بجروح، وقُتل أكثر من 100 شخص، مشيراً إلى أن فرقه لا تزال تقوم بعمليات البحث والإنقاذ في المناطق المحيطة بموقع الانفجار.

جلسة استثنائية للحكومة

وتعقد الحكومة جلسة استثنائية اليوم، لبحث تطورات الأوضاع في سياق التفجير الذي يعد الكارثة الإنسانية الأكبر التي تشهدها العاصمة بيروت في ظل ما يعانيه لبنان من أزمات كبيرة.

وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، قد دعا لعقد جلسة استثنائية للحكومة لبحث الانفجار الذي حدث أمس في مرفأ بيروت، معلناً حالة الطوارئ  لمدة أسبوعين.

خلية أزمة في قصر بعبدا 

وقرر عون تشكيل خلية أزمة في القصر الجمهوري برئاسة مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، تكون مهمتها مواكبة تداعيات الكارثة التي وقعت في مرفأ بيروت، والتنسيق الحثيث مع خلية الازمة التي شكلها المجلس الاعلى للدفاع لهذه الغاية، ومع الجهات المعنية.

وقال عون في تغريدة على "تويتر": إنه من غير المقبول أن تكون شحنة من نترات الأمونيوم تقدّر بنحو 2750 طناً موجودةً منذ 6 سنوات في مستودع دون إجراءات وقائية، وتوعد "بإنزال أشد العقوبات" بالمسؤولين عن ذلك.

لجنة تحقيق مختصة

وبدوره قال رئيس الحكومة حسان دياب إن لجنة تحقيق مختصة سوف تعلن نتائجها حول كواليس الحادث خلال 48 ساعة، بينما أعلن مجلس الدفاع اللبناني حالة الطوارئ لأسبوعين، معتبراً بيروت مدينة منكوبة، مضيفاً أن سلطة عسكرية عليا ستكلف بمسؤولية أمن العاصمة.

وطالب المجلس بتكليف لجنة للتحقيق في الانفجار على أن تعرض نتائجها خلال 5 أيام وتتخذ أقصى درجات العقوبات على المسؤولين.

تلوث القمح بفعل الانفجار 

وخلف الانفجار أمس كوارث مختلفة وصلت إلى القمح الذي تم تلوثه بفعل الانفجار وقال وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة إنه "لا يمكن استخدام القمح في الأهراءات لأنها ملوثة وسنستورد الطحين، وهناك قمح بكميات كافية لدى المطاحن".

وأضاف "سنستخدم كل المرافئ التي لدينا"، مبديا أسفه لوجود 7 موظفين من الأهراءات في عداد المفقودين.

وزير الصناعة: ادعم لبنان 

وغرد وزير الصناعة الدكتور عماد حب الله عبر حسابه "تويتر": "لكل من يحب لبنان، ولكل من هو غيور على لبنان، ولكل لبناني كانت بيروت في قلبه، ولكل شقيق وصديق يمكنه التأثير في أي مكان في العالم من أجل لبنان، لبنان بحاجة لدعمك، لبنان بحاجة لمحبتك، لبنان بحاجة لإيجابيتك، لبنان تواق لملاقاتك، لبنان لن يخذلك، لا تخذل لبنان. إدعم بيروت. إدعم لبنان".

وزيرة الدفاع: المسؤولون سيعاقبوا

وبدورها قالت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع الوطني في تغريدة على حسابها في "تويتر": "في أوقات كهذه تكتشف الأمم ذاتها وتنكشف طبائع الناس. مفقودون، شهداء، جرحى، حرائق ودمار، وكلام حاقد؟ لننظر كيف تصرف الفرنسيون إثر حريق Notre-Dame وإلى الدول التي تعرض المساعدة، لأن الشأن الإنساني يعلو على السياسات والكراهية. 6 سنوات مرت على هذا الإهمال الهائل. نعم سيعاقب المسؤولون".

مساعدات فرنسية عاجلة لمساعدة لبنان

وتعددت صور التأييد والدعم والعزاء للبنان في مصابه من قادة ورؤساء دول المنطقة والعالم كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال "مساعدات" إلى بيروت، للوقوف إلى جانب لبنان بعد الانفجار الضخم.

وقال ماكرون عبر "تويتر"، الثلاثاء: "أعبر عن تضامني الأخوي مع اللبنانيين بعد الانفجار الذي أسفر عن قدر كبير من الضحايا والأضرار هذا المساء في بيروت. إن فرنسا تقف إلى جانب لبنان دائما".

وأضاف أن "مساعدات وإمكانات فرنسية سيتم إرسالها" إلى لبنان، فضلا عن "أطنان من المعدات الطبية".

وأوضح الرئيس الفرنسي أن "أطباء طوارئ سيصلون أيضا إلى بيروت في أسرع وقت ممكن لدعم المستشفيات" هناك.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن "فرنسا واقفة وستقف دائما إلى جانب لبنان واللبنانيين. إنها مستعدة لتقديم مساعدتها وفق الحاجات التي ستعبر عنها السلطات اللبنانية".

وأضاف "بعدما تضررت بيروت كثيرا بالانفجارين تقدم فرنسا التعازي إلى أسر الضحايا وتتمنى الشفاء العاجل للمرضى".

بومبيو: نتضامن مع لبنان في هذا الظرف الصعب

وفي السياق تلقى سعد الحريري رئيس الوزراء السابق اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي قدم تعازيه بالضحايا الذين سقطوا جراء الانفجار الكبير الذي وقع في بيروت، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وعبر عن تضامنه الكامل مع العاصمة اللبنانية وأهلها في هذا الظرف الصعب.

وأبلغ بومبيو الحريري أن الولايات المتحدة الأميركية ستقدم مساعدات عاجلة للبنان لمواجهة آثار الانفجار الكبير الذي ضرب بيروت.

لبنان تحول إلى بلد منكوب

أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم أنه "إذا كان ما حصل هو بسبب تخزين مادة نترات الامونيوم وأدى إلى هذه الكارثة الوطنية وتحول معه لبنان الى بلد منكوب، فهناك مسؤولية مباشرة عن الاهمال الذي ادى الى هذه الجريمة بحق الوطن ولم يعد من مجال لتجهيل المسؤولين"، 

وأوضح أن "القانون واضح ولتتخذ التدابير فورا وعلى مجلس الوزراء ان يضع الامور في نصابها والا يجهل المسؤولين المهملين والذين يتحملون مسؤولية ما حصل وكأنه كان ينقص اللبنانيين هذه الكارثة من شهداء وجرحى ودمار وخسائر، فالكل ينتظر الحكومة ما هي فاعلة وما هي قراراتها ليبنى على الشيء مقتضاه".

وأضاف "إما إن تكون الحكومة على قدر المصيبة والا فلا اسف على حكومة لا تعرف كيف تتعاطى مع مواد على هذا المستوى من الخطر، واذا لم تكن تدري ماذا تحوي العنابر فتلك اسوأ مما اصاب الوطن".

شدياق: مشهد لم نره من قبل

وغردت الوزيرة السابقة مي شدياق عبر حسابها على "تويتر": "شوارع بيروت الحزينة، ‏الجميزة ومار مخايل التي شهدت ضحكات الطفولة وهلع الحرب لم تستفق يوما على مشهد أبوكالبتي كهذا، منذ فتحت عيناي،اهراءات المرفأ البيضاء صامدة أمام الغدر اليوم هي هيكل عظمي تهاوى".

غوتيريش يقدم التعازي لضحايا الانفجارات المروعة

وبدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن عميق تعازيه لأسر الضحايا، ولشعب وحكومة لبنان، في أعقاب الانفجارات المروعة التي وقعت في بيروت.

وعبر عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، بمن في ذلك العديد من موظفي الأمم المتحدة العاملين في لبنان.

وأكد أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم لبنان في هذا الوقت العصيب، كما تنشط في المساعدة  للاستجابة لهذا الحادث.

إشارة بالاتهام لحزب الله 

ورغم أنه لم يتم بعد تحديد سبب الانفجار، إلا أن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية وفي المنطقة صرحوا لـ"فوكس نيوز" Fox News بأن الكارثة كانت عرضية. ومع ذلك، لم يستبعد البعض من الإشارة إلى مسؤولية حزب الله متسائلة عما كان يجري في الميناء الحسّاس، وما كان يجري تخزينه هناك.

وقالت مصادر متعددة إن معظم العمليات في الميناء كانت تحت سيطرة "غير رسمية" لحزب الله، وظهرت مؤشرات على اندلاع حريق في مستودع للمتفجرات داخل المنشأة. 

كما أشارت عدة مصادر إلى عمليات الجريمة المنظمة داخل الميناء الذي يسيطر عليه حزب الله في المقام الأول، وأن الانفجار قد يكون شمل "حاويات متعددة" ولكنه ليس له علاقة بالإرهاب.

وربط آخرون بين الحادث المروع الذي أعلن لبنان في أعقابه كبلد منكوب وبين حكم المحكمة المقرر الخميس في قضية اغتيال الحريري في ٢٠٠٥ والتي أدت بلبنان إلى هذا السياق الذي يعيشه الآن.