سيهانوك ديبو: نرحب برعاية عربية للحوار الوطني السوري بين "مسد" والحكومة في دمشق

دعا سيهانوك ديبو عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية إلى حوار جاد وبناء بين مسد والحكومة السورية في دمشق من أجل الوصول إلى تفاهم حقيقي يؤدي إلى صناعة السلام وإيجاد حل للأزمة.

- الوثيقة التأسيسية لقوات سوريا الديمقراطية تقر بأنها جزء من الجيش السوري حين الوصول للحل السياسي

- الصيغة التي وجهت بها دعوة وزارة الدفاع السورية لا ترتقي لما نمر به من تحديات

- لا يمكن بأي شكل من الاشكال اعادة انتاج الصيغة المركزية لما قبل العام 2011

- نحتاج إلى حوار جاد وحقيقي مع دمشق حول تطبيق اللامركزية الديمقراطية

- اللجنة الدستورية تفتقر الى مقومات النجاح والموافقة على عملها في ظل الاحتلال التركي يفتقد الوطنية

- سوريا كجزء اساسي من محيطها الاقليمي والعربي والشراكة بين العرب والكرد قادرة على مواجهة أطماع اردوغان

- نرحب برعاية عربية للحوار السوري-السوري بي قسد والحكومة في دمشق

- قوات سوريا الديمقراطية التي دحرت الارهاب قادرة على صناعة السلام

والتقى مراسل وكالة فرات للأنباء ANF بعضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية سيهانوك ديبو في القاهرة، مؤكدا تقدير "مسد" لكل دعوة من أجل الدفاع المشترك عن سيادة سوريا واراضيها بوجه العدوان التركي، مشددا على أهمية الحوار البناء الذي كان شرط قوات سوريا الديمقراطية للقبول بانتشار الجيش السوري على الحدود بضمانة روسية، وأتحدث عن آفاق الحل السياسي وفكرة إدماج قسد في الجيش السوري، وكيفية تطبيق مبدأ الديمقراطية اللامركزية، محذرا من اطماع أردوغان التي تشمل المنطقة بأكملها وليس فقط شمال شرق سوريا، وقال ان الارهاب لن ينتهي بقتل أبوبكر البغدادي، معتبرا أن القوة التي تمكنت من دحر الارهاب وهي قوات سوريا الديمقراطية قادرة على صناعة السلام وتطبيق الحل السياسي.. فإلى نص الحوار: 

- الموقف الذي اصدرته وزارة الدفاع السورية بخصوص قوات سوريا الديمقراطية والدعوة لمواجهة مشتركة مع العدوان التركي، وخاصة ان القائد العام اعلن قبوله ان تحتفظ قوات سوريا الديمقراطية بخصوصيتها ضمن اطار الجيش السوري بعد اعادة هيكلته وضمن الحل السياسي.. فما موقفكم من ذلك؟

منذ تأسيس قوات سوريا الديمقراطية في 10 أكتوبر تشرين الأول 2015 وبالرجوع الى الوثيقة الاساسية التأسيسية التي تؤكد فيها قسد أنها جزء اساسي من مؤسسة الجيش السوري حين الوصول لحل سياسي للأزمة السورية، اهتداء واسترشادا بالقرارات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2254 وبالتأكيد ما صدر في الفترة الاخيرة فيما يتعلق بانجاز تفاهم عسكري بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري برعاية روسية نعتقد بأنه هو تفاهم يتعلق بحماية السيادة الوطنية السورية ومن المفترض ان يلحقه مجموعة من التفاهمات ينظر اليها في مجملها انها الاتفاق او الحوار المنشود بين الحكومة السورية من طرف ومجلس سوريا الديمقراطية، من طرف اخر، ولكن مقاربة البيان الذي صدر في ظل تراجع وانسحاب للجيش السوري بعد التفاهم الذي يقضي بانتشاره على طول الحدود السورية وان كان على مضض، فإننا نرى ان هذا البيان يخالف هذه الحقيقة ويقارب المسألة من منظور اخر، وخاصة فيما يتعلق بذكر البيان ان الوزارة على استعداد لتسوية أمور مقاتلي قسد وكأنه يخاطب جماعات مسلحة مارقة على عكس حقيقة قوات سوريا الديمقراطية التي ينظر اليها محليا واقليميا وعالميا بأنها رمز عالمي ضد الارهاب، فمن المهم قبل ان يصدر هذا البيان ان يسبق ذلك حوار حقيقي بناء بين "مسد" والحكومة المركزية في دمشق، ومن بين هذه الامور يمكن الاتفاق على قوات سوريا الديمقراطية ومؤسسة الاسايش كقوى امن داخلي، وتتبع وزارة الداخلية او ان تكون قوات سوريا الديمقراطية جزء من مؤسسة الجيش السوري، ولكن يلزم في البداية الحل الذي يشمل في احدى اساسياته ان يتم الاعتراف دستوريا بالادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

- خطاب البيان يتحدث من زاوية التسوية التجنيدية وايضا مخاطبته لعناصر قسد وكأنه يتحدث اليهم كأفراد لديهم موقف تجنيدي وهكذا، فهل تعتقد انه يريد تذويب هذه القوات داخل الجيش النظامي، او انه يدعو هذه العناصر التي قد تستجيب لتسوية الاوضاع للانشقاق داخل قسد بأن تكون هناك عناصر مستجيبة وعناصر رافضة للدعوة، هل وصلكم هذا المعني السلبي من هذا الخطاب؟

أيا كانت دوافع السلطة في دمشق، اعتقد ضمن هذه الظروف والحيثيات الصعبة التي تهدد كامل سوريا وكامل المنطقة، فإننا نرى ان الخطاب الرسمي السوري لا يرتقي الى المستوى الذي نتعرض فيه جميعا لخطر الاحتلال واعادة تعذية للارهاب من قبل انقرة، يلزم خطاب بناء ويهيئ للحل السياسي واعتقد ما ذكر اليوم في البيان الرسمي لوزارة الدفاع السورية لا يرتقي لهذه الامور، ومن اجل ذلك نثمن كل دعوة حقيقية للدفاع المشترك وان يكون هناك انجاز لمفهوم السيادة الوطنية ولكن هذا الخطاب لا يؤسس الى ذلك.

- أحاول أن أوجه السؤال بطريقة معاكسة.. من وجهة النظر السورية البيان يدعو لمواجهة مشتركة مع العدوان التركي، يمكن ان تكون هذه الأولوية في هذه المرحلة، ثم نتفق على شكل ادماج قسد ضمن وحدات الجيش، ونؤجل النقاش حول صيغة الادماج، هل يمكن ان يمثل ذلك نقطة تفاهم حقيقية بين قسد والنظام؟

دعت قوات سوريا الديمقراطية منذ شن العدوان التركي على عفرين الى انجاز اتفاق السيادة الوطنية السورية، ولكن وقتها ايضا لم تكن هناك مقاربة مناسبة ولم يكن هناك اي خطوة داعمة لهذا المفهوم، واليوم ان يصدر البيان في وقت قبلت فيه دمشق التفاوض وان يكون مكملها لانجاز اللجنة الدستورية السورية برغم تحفظنا عليها وبرغم انها لن تنجز النجاح وبالرغم من انه لن يكن مصيرها افضل من مصير الاستانة والاجتماعات التي جرت في جينيف، ورغم ذلك تصدر وزارة الدفاع البيان بالرغم من قبولها ان تكمل اللجنة بمشاركة من يمثلون الجماعات المسلحة الذين ان كان اليوم او قبله يقومون بجرائم التغيير الديمغرافي في عفري ويتحركون وفق اشتراطات واجندة تركية محضة ولا علاقة لهم بحل الازمة السورية، ويلزم حقيقة من دمشق موقف جذري بأنه لا يمكن بأي شكل من الاشكال اعادة انتاج الصيغة المركزية للعام 2011 فما دونه، فيلزم مقاربة ناضجة وواقعية تلاءم طبيعة المجتمع السوري والتنوع فيه.

لقد طرحنا بدورنا مفهوم اللامركزية الديمقراطية الذي أقر أيضا في مؤتمر المعارضة الوطنية السورية في القاهرة في صيف 2015، ومفهوم اللامركزية الديمقراطية ما يجسده على ارض الواقع والذي ليس فقط نراه الحل الانسب للأزمة السورية وتأسيس دولة سورية كدولة لا مركزية ديمقراطية، وانما نعتقد ومتأكدين أن حل الإدارة الذاتية مثل معادلة حل الأزمة السورية المتعلق بمحاربة الارهاب او التغيير الذي خرج من اجله الشعب السوري منذ 2011، ومن المهم ان تلتفت دمشق الى ما يحدث.. الى هذه الحلول، واصرار العثمانية الجديدة على افشال هذا المشروع الذي تراه هذه العثمانية الجديدة او تركيا الاردوغانية انه يجب افشاله من منظورها كي تتم الخطوات التي تتبعها من نشر الفوضى وتغذية الارهاب، في كامل المنطقة.

 

- ما موقفكم من مسار اللجنة الدستورية التي بدأت اعمالها في جينيف، أو بشكل أحرى إلى أي مدى يمكن اصلاح هذه التشكيلة بحيث تعبر عن مطالب شمال وشرق سوريا في الدستور السوري المستقبلي؟

نعتقد ان احدث عصي وضع في عجلة الدستورية السورية كان من قبل ضامني الاستانة، فهناك تصريح ملفت للنظر من قبل سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي حينما لم يعوّل على ان تكون عملية حل الازمة السورية عن طريق هذه اللجنة، ولكن موقفنا واضح بخصوص هذه اللجنة من ناحيتين. أولهما الزمان الخاطيء الذي اختير لعمل هذه اللجنة، فبداية فكرة الدستورية السورية انطلقت في اليوم العاشر من العدوان التركي على عفرين 30 يناير 2018، واليوم هو اليوم والحادي والعشرين من شن العدوان التركي ومرتزقته على شمال سوريا واحداث هذه الويلات، فزمان النشوء وموعد الاجتماع الاول خاطئ ويفتقد الى الوطنية السورية، هذه من الناحية السيادية المجتمعية السورية. والناحية الاخرى تتعلق بمسألة اجرائية، فقد وضعت تصورات المبعوث الاممي الجديد ومن المفترض ان يكمل بها المسارات التي اختتم بها المبعوثين السابقين عملهم، منذ كوفي عنان وحتى هذه اللحظة، فلا يمكن وضع الدستور في وضع يسمح باستمرار وجود الارهاب وخاصة في ادلب وبعد العدوان التركي الذي يسمح باعادة انتاج داعش واحياؤها، وبوجود الاحتلال التركي لمناطق شاسعة من سوريا، وكل هذه الامور تقف عقبة امام ان يكون هناك تفكير خلاق وانجاز حقيقي نحو الدستور.

الامر الاخر، يتعلق بالحكومة الانتقالية التي تمتلك صلاحيات تنفيذية لتحقيق الدستور هذا ايضا منصوص عليه في القرارات الدولية، ليس فقط في بيان جينيف، وانما بالقرار الاممي 2118 وايضا القرار الاممي المتفق عليه 2254، اذا تم حرق هذه المراحل والتمسك بهذه اللجنة، فالكثيرين لا يعتقدون بنجاح هذه اللجنة، بالاضافة الى عدم وجود ممثلي شمال وشرق سوريا، اي مجلس سوريا الديمقراطية في مثل هذه اللجنة، ولذلك فهذه اللجنة مكتوب عليها الاخفاق حقيقة وظروف او شروط نجاحها غير منسجمة مع طبيعة المهمة التي هم حتى هذه اللحظة لم يحسمونا فيما بينهم.. هل هم امام انجاز دستور جديد، أم اجراء تعديلات للدستور السوري صيغة 2012 وكل هذه الامور غير متفقين عليها حتى هذه اللحظة، ولذا نعتقد ان هذه اللجنة لن يكون مصيرها النجاح بل على العكس تماما نرى انها لا تمثل ارادة شعب سوريا وتوجهاته السياسية والتطلعات التي نحتاجها.

 

- اذا نظرنا الى الوضع في الميدان وبالنظر الى ان الخطوات السياسية ومنها اللجنة الدستورية تفارق الواقع تماما كما ذكرت، الوضع الميداني والاتفاقات التي حدثت مع مختلف الاطراف، الى اي مدى وصلت الان مع روسيا والولايات المتحدة وتركيا بشكل غير مباشر، ومع النظام السوري؟

منذ البداية الاولى، السلطة المركزية أو الحكومة في دمشق بالرغم من انها هي السبب الاساس في الازمة السورية، الا انها جزء من الحل، واعتقد كما يعتقد كثيرون بأن الحوار الجاد والحقيقي بين دمشق ومجلس سوريا الديمقراطية سيكون بداية نهاية الأزمة السورية، ودون ذلك يعني ان سوريا تتجه نحو التفتيت والتقسيم. الاجندات المتدخلة دوليا في سوريا هي اجندات علاوة على انها تخصها هي وبما يوجد من تشبيك كبير للملف السوري مع الملفات المعقدة في العالم من اوكرانيا الى فنزويلا الى القرم الى العراق والازمة في ليبيا واليمن، كلها ملفات ملتهبة ومتشابكة مع سوريا واضاف لتعقيد الازمة السورية تشبيكها بهذه الملفات المعقدة، ولذلك تتعارض الاجندات حتى هذه اللحظة وبغير استطاعة اطرافها تحقيق حل يناسب الجميع، ومنالمستحيل تحقيق حل يناسب الجميع.

إيران رؤيتها تختلف عن تركيا، وكلاهما يختلفان في الخطوة الاخيرة بالنسبة للرؤية الروسية في سوريا، وبالاضافة لذلك الولايات المتحدة لا تمتلك خطة حل متماسكة بل هناك على العكس تماما تناقضا في اداءها، وتناقض حتى ما بين الخطاب الرسمي الامريكي وما يحدث في الواقع السياسي والعالمي، فهناك فجوة واضحة ملاحظة حتى الكثير من الاراء والاعتقادات التي ننضم اليها هنا بأن الولايات المتحدة والتحالف الدولي قد خذلت قوات سوريا الديمقراطية، وهذا الخذلان هو للمرة الثانية بعد الخذلان الروسي لقوات سوريا الديمقراطية في عفرن، والتصور الانسب في هذه اللحظة ان كل شعب سوريا يشعر بالخذلان حاليا من المجتمع الدولي، ونعول في هذه الفترة الصعبة على سوريا كجزء اساسي من محيطها الاقليمي والعربي ونعول الدور الحقيقي والفاعل للجامعة العربية ونذكر هنا الدور الاساسي للقاهرة والسعودية والامارات، وبشكل خاص موقف القاهرة، حيث نعتقد ان القاهرة تأكدت من أن ما يحاك لها من مؤامرات عثمانية على مختلف نطاقها متعلق ايضا بمشروع الادارة الذاتية وايجاد حل سياسي للأزمة السورية ودون هذه الامور ستشهد المنطقة صداما واسعا بين الاطراف الاقليمية المختلفة، وهذا قد ينبئ بكشف ظروف حرب عالمية ثالثة بالرغم من محاولات السيطرة عليها، ولكن في فترة قادمة واذا ترك الامر للعثمانية الجديدة سيكون هناك تداعيات كبيرة.

علاقاتنا منفتحة مع الجميع باستثناء تركيا الاردوغانية فيما عدا التفاهم غير المباشر عن طريق الضامن الامريكي فيما يتعلق بوقف اطلاق النار او الالية الامنية، ولكن حتى هذه اللحظة ادرك الجميع ان تركيا لا تستطيع الاتفاق او التفاهم او ان تنسج اي علاقة متوازنة مع اي بلد أو اي طرف موجود في سوريا بشكل خاص وعموم الشرق الاوسط بشكل عام.

- لم احصل على اجابة واضحة في جانب من سؤالي ويمكن الواقع هو ايضا ضبابي وغير واضح.. السؤال هو الى اي مدى وصلت تفاهماتكم مع الجانب الروسي والسوري فيما يتعلق بمستقبل المنطقة الحدودية وافق الوصول الى حل سياسي يضمن خصوصية شمال وشرق سوريا؟

مع شديد الاسف هذه المرحلة تشهد تطورات متسارعة جدا.. مجموعة هائلة من التفاهمات، والتفاهم الجديد يذهب بالقديم او يقوضه الى درجة كبيرة، كان هناك تفاهم عسكري واضح ما بين قسد وموسكو ودمشق ايضا في الوقت نفسه يقضي الى انتشار الجيش السوري، وحتى اتفاق وقف اطلاق النار او مذكرة التفاهم التي جرت بين روسيا وتركيا في سوتشي تم مشاركتها فيما بعد مع قوات سوريا الديمقراطية التي تحفظت على بعض النقاط. وتم تفيذ البند الاساسي المتعلق بانسحاب وحدات حماية الشعب، أو عموم قوات سوريا الديمقراطية باسلحتها الثقيلة الى عمق 32 كم، بشرط ان يكون هناك او ان ترعى روسيا حوار مباشر بين مجلس سوريا الديمقراطية والحكومة المركزية في دمشق، ولكن هذا الشرط تم الاخلال به بعد التفاهم، او الجزء الثاني من التفاهم الذي حدث لطيلة ثلاثة ايام ماضية بين روسيا وتركيا في انقرة.

 

- هل تعتقد ان النظام السوري يمكن ان يتفاهم مع الاتراك بشكل او بآخر حتى لو عن طريق الروس، هل يمكن ان تسوء الأوضاع الى هذا الحد؟

اعتقد ان المرحلة منفتحة على جميع الاحتمالات في ظل وجود طرف اساسي الذي هو دمشق ولا يمتلك الارادة الكافية لاتخاذ القرار.

 

- اذا تحدثنا عن الدور المصري والدور العربي بشكل عام، الى اي مدى يمكن ان يؤدي هذا الدور الى تفاهم واضح بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية وخاصة انه هناك خلال الفترة الاخيرة، وخاصة في ضوء وجود بعض الانفتاح من جانب الحكومات العربية على دمشق.. وما المطلوب من دول المنطقة لمواجهة الاطماع التركية؟

 سوريا كما ذكرت هي جزء اساسي من محيطها الاقليمي والعربي وهي من مؤسسي الجامعة العربية، واعتقد ان تضمين البعد الاقليمي العربي لحل الازمة السورية سيكون بمثابة الفائدة التي تعود على الجميع. ورحبنا في مجلس سوريا الديمقراطية ونرحب الان بأن يكون هناك ممثل للجامعة العربية يرعى حل الازمة السورية والحوار الوطني السوري- السوري بين مجلس سوريا الديمقراطية والحكومة المركزية في دمشق.

 

- اذا نظرنا الى الوضع العام الخاص بالكرد في المنطقة، الى أي مدى هذا الوضع يؤثر او يتأثر بما يجري في شمال شرق سوريا، فهناك العديد من التقارير التي تتحدث عن حالة من التحريض والعنصرية والعدوان ضد الكرد في تركيا، كيف ترى التفاعل الراهن بين ما يجري في روج آفا وبقية مكونات كردستان؟

الجميع يعلم ان احد اهم اهداف الحملة العسكرية التركية على شمال سوريا.. على روج آفا، تتضمن مسألة واضحة وهي الابادة الكاملة للكرد على نفس المنحى الذي ارتكبته السلطنة العثمانية قبل مائة عام ضد الارمن والسريان الأشور، تريد اليوم أنقرة تكرار النموذج نفسه. ليس فقط الابادة وانما احداث تغيير ديمغرافي، والخطوة الاولى لتنفيذ الخطة الاردوغانية هي انهاء الكرد اولا في سوريا ثم التوجه الى العراق ومن ثم التفرغ الكامل للكرد في تركيا، وهذه النقطة اصبحت واضحة تماما ويتم تناولها في الاعلام الرسمي. هم ينطلقون اساسا بما يسمونه الميثاق الملي ويريدون احتلال المنطقة برمتها ووضع هندسة ادارية مجتمعية معينة تناسب سياساتهم الاستراتيجية اللاحقة، ان كان على المستوى الاقليمي او حتى على المستوى العالمي.. بمعنى ان تركيا تصر ان تكون على ابواب جنيف مثلما فعل سليمان القانوني. التاريخ يبدأ في تركيا الاردوغانية ليس منذ تأسيس الجمهورية التركية قبل مائة عام تقريبا، ولك يبدأ في 14 آب أغسطس 1516، اي بداية العثمانية وحتى هذه اللحظة. ولذلك فإن المسألة هي مسألة وجود أو عدم وجود بالنسبة للكرد، ولكن يجب التنبيه على أن الدفاع عن الكرد والدفاع عن الشعوب في المنطقة لا يجب ان يكون على عاتق الكرد وحدهم، وانما على عاتق الشركاء التاريخيين للكرد، وهم العرب. وتوجد عدة امثلة على هذه الشراكة التي انتجت محطات وتحولات منذ اسقاط الدولة البيرسية قبل 2000 عام، الى محطات صلاح الدين الايوبي وحتى هذه اللحظة التي تشهد ارهاصات الظلام الذي يمكن ان يخيم على المنطقة برمتها. وعلينا ان نضع استراتيجيات دفاعية لحماية شعوب المنطقة، والا تكتفي الحكومات العربية باصدار ادانات وانما ممارسة خطط دفاعية وقائية وحتى على المستوى الاستراتيجي والاقتصادي.

 

- الى اي مدى ترى تأثير العملية التركية على الداخل التركي، فكان هناك تصاعد للمعارضة التركية قبل العملية؟

اعتقد ان تركيا لن تكون بالاستثناء مما يحدث في المنطقة، التغيير قادم الى تركيا، شاء اردوغان أم أبى، هذه المسألة اصبحت ثابتة حتمية، وتلمسها اردوغان خلال الانتخابات التي جرت في اسطنبول، كان هذه البداية.. وكان هناك حديث في الداخل التركي حول احتمال ان تأخذ المعارضة خطوات بتقديم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبالتأكيد حزب العدالة والتنمية نستطيع القول انه في أيامه الاخيرة ومصير شخص أردوغان في مجمل الكرة الارضية هو شخص فاشي ومجرم وقاتل ومصيره لن يختلف عن مصير الديكتاتوريات أو الديكتاتوريين الذين سبقوه، واعتقد ان الطرق تتراصف وتتعبد لكي يكون مصير اردواغان الى لاهاي ليحاسب كمجرم حرب.. وحتى فيما بالقرار الاخير بتبني موضوع الابادة هذا يعني ايضا فصلا جديدا مختلفا تماما سوف تواجه تركيا على المستوى القضائي او الاقتصادي والعقوبات.. ولكن يبدو ان انظمة الهيمنة العالمية واخص هنا بالذكر واشنطن وموسكو لا يهمها ان يقتل الآلاف او مئات الآلاف من البشر.. واليوم المدافع موجهة امام الكرد واردوغان يمارس سياسة الابادة وسياسة الاقتلاع من الجذور، واعتقد في فترة ليست بالبعيدة ستشهد تغيرات كبيرة في تركيا.. رغم استطاعة اردوغان ان يغيب هذه الخلفات ويضع العملية برمتها تحت شعار المسألة القومية اذا ما استثنينا حزب الشعوب الديمقراطي، نرى ان كافة الاحزاب المعارضة مؤيدة لهذه العملية العسكرية لانها تخشى اذا عارضتها يتم تصنيفها ووضعها في تصنيف الخائن للقومية وللمرامي التركية وحجة الامن القومي التي يلوح بها دائما اردوغان ويرى ان كل من لا يوافقه عدوه. ووصول الامور الى هذا الانقسام وتصدير الازمات الداخلية الى محاولة انتصارات خارجية وصلت الى حائط مسدود واصبحت لعبة مكشوفة.

- وصفت العملية التركية بأنها محاولة لاحياء داعش وتحرير الارهابيين من السجون.. كيف ساهمت قوات سوريا الديمقراطية في عملية قتل البغدادي والى اي مدى ساهم ذلك في اظهار الدور والالتزام الحقيقي لقسد بمكافحة الارهاب والذي ربما لن ينتهي حتى بعد مقتل البغدادي؟ 

الارهاب لن ينتهي بمقتل البغدادي، والارهاب سيكون دائما عرضة للنمو والبقاء وتهديد شعوب المنطقة طالما هناك من يغذيه ويجد فرصة ليستند الى ما يوفره الحكم القومي المركزي او الاستبداد القومي المركزي، فهناك جهة مادية تدعم وتغذي الارهاب والجميع يعلم ان انقرة تدعم ومتورطة حتى العظم في حشد الآلاف من الجهاديين والتكفيريين من كافة انحاء المنطقة والعالمن وتدريبهم ثم توجيههم لارتكاب كل هذه الجرائم وحتى التورط في حجم كبير من التعامل الاقتصادي وسرقة الاثار والنفط ومقدرات شعب سوريا والعراق ونقلها الى تركيا.

الدور الاساسي في مقتل البغدادي تم نتيجة رصده من جانب قوات سوريا الديمقراطية، وهذا الشيء ما ذكره وأكده الصف الأول من قيادة قوات سوريا الديمقراطية، وان هذه العملية لا تعود الى اسابيع او ايام وانما تمتد الى شهور، وكان من المفترض ان يكون قبل شهر اعتقال او اغتيال البغدادي ولكن الذي أخر هذا الشيء هو حرص اردوغان على الا ينتهي البغدادي وزج المنطقة الى اتون حرب من خلال الغزو العسكري الهمجي الذي ارتكبه في الفترة الاخيرة.

دور اساسي لقوات سوريا الديمقراطية في هذه العملية، ويخطئ من يقول ان قسد أدت دورا وانتهت بل على العكس تماما، فاللاعب الاساسي والقوة الاساسية في دحر الارهاب هي ايضا القوة الاساسية في صناعة السلام وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة برمتها وليس فقط في سوريا. وهذا ما يعيدنا الى السؤال الاول .. استبعاد القوة الاساسية في دحر الارهاب وصناعة السلام والحل، يعني ان سوريا لن تكون مقبلة على الحل بل ستكون مقبلة على التقسيم والتفتيت وفصل اجزاء مهمة من سوريا.. ونؤكد هنا مرة اخرى ان مجلس سوريا الديمقراطية لن يكون طرف في ذلك.