حركة المجتمع الديمقراطي: الانتصار على داعش هو نصر للبشرية جمعاء

قالت منسّقية حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM، في بيان لها نشرته اليوم الخميس (21 آذار)، إنّ شعوب منطقة شمال وشرق سوريا قدّمت الكثير من التضحيات للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي "الذي كان يشكّل خطراً على الإنسانيّة جمعاء".

وأشار البيان إلى أنّ تنظيم داعش الإرهابي ظهر "نتيجة التناقضات والصراعات بين القوى الإقليمية والحاكمة، وخاصة في القرنين الـ 19 والـ 20، حيث تم استغلال المعتقدات الدينية والثقافية لفرض الدكتاتورية المستندة على الظلم والاستبداد"، مؤكّداً أنّ الانتصار على داعش هو انتصار للبشرية بالعموم.

نصّ البيان:

"تمت هزيمة عدو الإنسانية داعش، الذي كان بلاء على الشعب السوري، العراقي، وكافة شعوب الشرق الأوسط، في سوريا التي كانت من أقوى البلدان التي كان يسيطر عليها مرتزقة داعش، وذلك من قبل الكرد، العرب، السريان، الأرمن، التركمان، والشيشان، السوريين، وعليه نستذكر شهداءنا الذين ضحوا بحياتهم في النضال ضد داعش، ونتمنى النصر والنجاح للجرحى الذين أصيبوا خلال هذا النضال ضد عدو الإنسانية.

هناك مشاركة من قبل كافة شعوب العالم والقوى الديمقراطية في النضال ضد داعش، ولكن الكرد والعرب والسريان هم في طليعة هذه الشعوب المناضلة، وقدموا تضحيات كبيرة في هذا السياق، ففي هذا النضال العظيم، استشهد 8 آلاف و500 كردي، وأكثر من ألفي عربي، والمئات من السريان، بالإضافة إلى المئات من الأمميين الذين قدموا من كافة أنحاء العالم لمحاربة داعش، كما تضرر أكثر من ضعفي هذا العدد خلال هذا النضال، كما أن هذا النضال المشترك للمكونات والشعوب، أوضح النهج والخط السياسي والنظام الديمقراطي الذي يترسخ في المنطقة.

داعش ظهر نتيجة التناقضات والصراعات بين القوى الإقليمية والحاكمة، وخاصة في القرنين الـ 19 والـ 20، حيث تم استغلال المعتقدات الدينية والثقافية لفرض الدكتاتورية المستندة على الظلم والاستبداد.

القوى الديمقراطية والقوى التي ناضلت ضد داعش بطليعة الكرد، كان هدفها حل كافة الأزمات والتناقضات التي خيّمت على الشرق الأوسط منذ آلاف السنين وخاصة في القرون الأخيرة، وبناء سوريا ديمقراطية وشرق أوسط ديمقراطي المستندة لأسس الأمة الديمقراطية.

وبالرغم من التضحيات وتقديم الآلاف من الشهداء في الحرب ضد داعش، إلا أن الفكر الديمقراطي، حماية المجتمع، ومساندة ودعم كافة شعوب المنطقة والعالم، القيم المعنوية كانت أساس هزيمة داعش، وأكبر برهان على ذلك تصدي 12 من مقاتلي الكريلا لداعش في شنكال، ومنعهم من ارتكاب إبادة جديدة، فالنضال الذي تم بطليعة الكرد، العرب والسريان، وفق نهج الأمة الديمقراطية، ونظام الكونفدرالية الديمقراطية، النابعة من المجتمع الديمقراطي المنظم لقائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، تم هزيمة داعش، فالذي أوصل المقاومة المسلحة للنصر هو النهج، الفكر، والسياسة.   

حتى وإن كان داعش قد شن هجماته على الكرد، وباقي شعوب المنطقة، إلا أنه اتضح بأنهم مرتزقة مسلحين يعادون الإنسانية، وكان يحاول أن يستسلم كافة شعوب الشرق الأوسط له من خلال المجازر وزرع الخوف، والظلم، ولهذا أبدت شعوب العالم الذي تلمّس هذا الخطر، مقاومة ضد داعش من خلال دعمها للكرد في العراق كشنكال ومخمور وكركوك، وكذلك في سوريا ككوباني وباقي مناطق الشمال السوري، وقاموا بإعلان الأول من تشرين الثاني كـ "يوم كوباني العالمي"، وانتفضوا في كافة أرجاء العالم، كما أن الشعب في باكور "شمال كردستان"، وتركيا بشكل كامل، من خلال انتفاضهم، على الحدود في بيرسوس بتاريخ الـ 6، 7، والثامن من كانون الأول، كانوا منبع القوى في النضال ضد داعش.

كما أن التحالف الدولي ضد داعش الذي كان يشكل خطراً على الإنسانية جمعاء، كان جزءً من المقاومة من خلال مساندته لهذا النضال من خلال دعمه  الجوي للنضال ضد داعش في كوباني التي لاقت دعماً من كافة أرجاء العالم، وبهذا الشكل لعب التحالف دوراً في الحرب ضد داعش، ولكن لولا الشعب والمقاتلين ونضالهم وفق الفكر العظيم، والنهج السياسي الصحيح، الذي منح القوة والعزيمة لهذه المقاومة، لما كان باستطاعة التحالف الذي ضم 40 دولة من تحقيق أي نتائج مهما كان سلاحهم قوياً، وذو تأثير، وشكر التحالف الدولي الشعب الكردي والعربي والسرياني وقوات سوريا الديمقراطية في هذا السياق، فقد تمكنت هذه القوى الثورية والديمقراطية من هزيمة داعش الذي كان بلاء على العالم بأسره، في وقت قصير. 

من خلال النضال ضد داعش، تم وضع أسس نظام ديمقراطي في روج آفا، وشمال سوريا، وسوريا بشكل عام، وحتى الشرق الأوسط، فللمرة الأولى يتم بناء وحدة وتكاتف الشعوب في الشرق الأوسط، وامتزجت دماؤهم، حيث أبدى الشعب بكل فئاته ومعتقداته ومكوناته مقاومة مشتركة، وخلقوا نظاماً ديمقراطياً، وفتحوا الطريق أمام السلام، الأمن، والديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط.

ولحماية وصون النظام الديمقراطي المطالب بالحرية في روج آفا وشمال سوريا، قدم الآلاف من دول العالم، وشاركوا في هذا النضال، واستشهدوا وأصيبوا بجروح، من أجل هذا الهدف، ومن الآن فصاعداً ستكون هذه القيم والتضحيات حجر أساس في نضالنا من أجل الحرية والديمقراطية، وسنحقق هدفهم في بناء كردستان حرة، سوريا ديمقراطية، وشرق أوسط ديمقراطي.

شعب روج آفا وشمال سوريا الكرام..

لقد قدمتم تضحيات عظيمة في النضال ضد داعش، وكان لكم دور كبير في النصر، ولهذا فمباركة هذا النصر ضد داعش هو من حقكم بالدرجة الأولى، ولهذا يجب الاحتفال بهذا النصر في كل مكان، ويجب أن نرفع صوتنا عالياً، وأن نقول بأن نضالنا مستمر ضد أي قوى التي تشن هجمات علينا، ونستمر في النضال من أجل الإدارة الذاتية لروج آفا وشمال سوريا، وبناء سوريا ديمقراطية، التي كانت أمل الشهداء وهدفهم".