بن عمر: القضاء على داعش يكون بإزالة اسباب نشوئه

قال السيد سعد بن عمر رئيس مركز القرن العربي للدراسات،بأنه وبعد القضاء على داعش عسكرياً، لا تزال هناك الكثير من مخلفات داعش وتأثيراتها ومخاطرها، وهناك حاجة إلى تظافر الجهود الدولية من أجل تجاوزها ومعالجتها.

على هامش انعقاد المنتدى الدولي حول داعش في ناحية عامودا ، وبحضور أكثر من 80 شخصاً قدموا من خارج روج آفا ما بين أكاديميين وباحثين سياسيين وحقوقيين، بالإضافة إلى ممثلي الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إلى جانب أكثر من 40 شخصية اقتصادية وحقوقية وأكاديمية من اساتذة الجامعات والشخصيات الهامة في روج آفا (شمال شرق سوريا) ، اجرت وكالة فرات للانباء لقاء مع السيد سعد بن عمر رئيس مركز القرن العربي للدراسات ، والذي أشار من خلال حديثه إلى أن المملكة السعودية كانت السباقة إلى التنبه لخطر الجماعات والتنظيمات الإرهابية ومحاربتها، وقال: "الدولة السعودية تنبهت لخطر التنظيمات الإرهابية المسلحة بعد عام 1990م، يعني أنها سبقت جميع الدول بعد تجربة الجهاد في أفغانستان، لكن يبدو أن المجتمع الدولي لم يكن متوافقاً مع المملكة من هذا الجانب ، ولكن المملكة كانت حذرة من جميع أبنائها المشاركين في القتال بأفغانستان، واتخذت إجراءات صارمة من ضمنها عدم خروجهم وإعادة تأهيلهم فكرياً.

كما أبدى بن عمر أسفه في نفس الوقت إلى أن دول أخرى احتضنت هذا التنظيمات الإرهابية، بحيث لم يكن بمقدور المملكة السعودية الوصول إليهم، وقال: "لكن أحياناً هؤلاء الاشخاص لجأوا إلى دول مثل اليمن حيث لم يكن الأمن مستتباً فيها، وتحولت إلى مآوى لبعض الأفراد السعوديين الذين شاركوا في أفغانستان، إلى جانب أن الانتربول الدولي أيضاً لم يكن متعاوناً بالشكل الذي كانت تتمناه المملكة إلا بعد نشوء داعش".

وذكر السيد بن عمر أن المملكة السعودية كانت أولى المتضررين من هذه التنظيمات وأول المحاربين لها، وقال: " فعندما نشأت داعش وبدأت أعمالها التخريبية، أدرك العالم صدق رؤية المملكة وجديتها في مكافحة الإرهاب، بلا شك كانت هناك تأثيرات على المجتمع ، والمملكة ايضاً اتخذت إجراءات حينها، من قبيل محاصرة الجمعيات الخيرية وتتبع الأموال المتدفقة لهذه الجمعيات وطرق صرفها وكانت صارمة في ذلك بعد عام 2001م، وأصبح لدينا نظام شامل وصارم في البنوك السعودية لمتابعة الأموال وتحركاتها.

حتى بعد نشوء داعش كانت المملكة من أولى الدول المتضررة من تنظيم داعش، فالكل يعلم بالتفجيرات التي استهدفت المساجد والثكنات العسكرية والطرق ، بالإضافة إلى استهداف المسؤولين.

فلا زال الطريق طويلاً في حل مسألة تنظيم داعش ما بعد انتهاءه عسكرياً، فالأسباب التي أدت إلى نشوء داعش يجب أن تزول في الدرجة الأولى.

و ركز السيد سعد بن عمر على ضرورة إزالة أسباب نشوء مثل هذه التنظيمات، وذلك عن طريق تطبيق نوع من العدالة الاجتماعية والتنموية وقال:" ما هي أسباب نشوء داعش وجذب الكثير من شباب العالم العربي والإسلامي إليها؟

في الدرجة الأولى هو الظلم ، لذلك اذا عمت المساواة في المنطقة بين جميع المكونات، سوف تنتهي المظلومية التي كانت تشعر بها الكثير من المكونات التي انخرطت ضمن صفوف داعش ، وأن تكون هناك عدالة وعدم تمييز بين أي من المكونات، وأن يعيش الانسان بكرامته على أرضه.

ثانياً العدالة التنموية ، أي أن يكون هناك حسن توزيع لإعادة الإعمار، وأن لا نختص منطقة دون أخرى ، لأن التمييز في مسألة إعادة الإعمار ستساهم في إبقاء بعض المناطق جاهلة وفقيرة، والجهل والفقر تعتبر من أهم أسباب هذه الحركات.

ثالثاُ: المحاربة الفكرية: يجب أن يكون هناك تسامح ديني، ولكل شخص دينه الذي هو عليه ويؤمن به، من دون أن نتسبب في صدامات ما بين الأديان ، وعلى الدولة أو الإدارة أن لا تتدخل في كبح أي عقدية أو دين، سواء كان دينه مسلماً او مسيحي، سني كان شيعي وبالنسبة لجميع الأديان المتواجدة على ارض سوريا والعراق، إلى جانب توعية المجتمع، من أجل إزالة الحرمان في جميع جوانبها من الناحية التعليمية والوظيفية والمالية ،

ولذلك على المخططين لذلك أن يمتلكوا وجهة نظر واسعة وبعيدة في سبيل تحقيق المساواة بين جميع المواطنين.

وبعد القضاء على داعش عسكرياً، لا تزال هناك الكثير من مخلفات داعش وتأثيراتها ومخاطرها، ونحن بحاجة إلى تضافر الجهود الدولية من أجل تجاوزها ومعالجتها.