الفيلسوف المجري تاماس: نضال أوجلان يغيّر مجرى التاريخ

قال الفيلسوف المجري غاسبار ميكلوس تاماس إن دور وتأثير القائد أوجلان في العالم لا يختلف عن دور شخصيات وقادة غيروا مجرى التاريخ أمثال إدوارد بينز، لوليو مانو، أنديرا غاندي، نيلسون مانديلا وسون يات سين.

في الذكرى السنوية العشرين للمؤامرة الدولية على القائد أوجلان أجرت وكالة فرات للأنباء حواراً مع أحد اشهر فلاسفة أوروبا المعاصرين البروفيسور المجري غاسبار ميكلوس تاماس.

وأكد تاماس أهمية كل الفعاليات والحملات التي ينظمها الكرد وأصدقائهم في إطار المطالبة بحرية أوجلان، وقال: "لا نستطيع فهم الأسباب التي تُبقي أوجلان محتجزاً إلى اليوم، رغم أنه الوحيد القادر على حل القضية الكردية".

وشبه تاماس نضال القائد أوجلان بنضال العديد من القادة والشخصيات الذين غيروا مجرى التاريخ أمثال: الرئيس التشيكي إدوارد بينز، السياسي الروماني البارز لوليو مانيو، الزعيم الروحي الهندي المهاتما غاندي، الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا والصيني سو نيات سين.

وقال: "إن هؤلاء الأشخاص، الذين ساهموا في بناء وتشكيل الأمم الحديثة، قضوا سنوات طويلة من عمرهم في المعتقلات. من وجهة نظري أعتقد أن القوى الكبرى في العالم وفي السابق كانوا أكثر ذكاءً من القوى الكبرى التي تهيمن على العالم اليوم، وهذا لأنهم أطلقوا سراح أولئك الزعماء من السجن وقاموا بالإصلاحات بالطرق السلمية".

وأضاف "واليوم يجب أن يطبق هذا من جديد في ما يتعلق بقضية أوجلان. وأعتقد أن شأن أوجلان هو شأن أولئك القادة الذين ذكرتهم وأن اطلاق سراحه سيساهم إلى حد كبير في تحقيق السلام".

ودعا تاماس الاتحاد الأوروبي وخاصة الحكومة الألمانية إلى المشاركة في عملية إطلاق سراح أوجلان، وتابع: "في إطار تحقيق المساواة والسلام والديمقراطية فمن المهم جداً أن تشارك ألمانيا والاتحاد الأوروبي في عملية التفاوض من أجل اطلاق سراح أوجلان، وكذلك أن تقود عملية نيل الشعب الكردي لحكمهم الذاتي".

وأكد أن حل هذه القضية لن يعود بالنفع على تركيا وحدها فحسب، بل سيكون في صالح الشرق الأوسط بشكل عام وجنوب أوروبا.

وأشار البروفيسور المجري تاماس إلى سياسات الحظر والقمع التي تمارسها الحكومة الألمانية على الشعب الكردي، داعياً الاتحاد الأوروبي وألمانيا بشكل خاص إلى الكف عن ممارسة هذه السياسات.

وأضاف "لا نستطيع فهم سياسات الحظر التي تطبق على المنظمات الديمقراطية الكردية في ألمانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، في حين أنها تعمل ضمن إطار سياسي، ولا تختلف في شيء عن المنظمات الإشتراكية في غرب أوروبا. وإذا كانت هذه التنظيمات الكردية مخالفة ويتم إغلاقها فيجب إغلاق المنظمات الاشتراكية الأخرى في أوروبا".

وتابع: "على ما أعتقد ليس الرئيس التركي أردوغان هو الذي يحكم ألمانيا والاتحاد الأوروبي، إذا لماذا تنفذ ألمانيا والاتحاد الأوروبي قرارات أردوغان؟"

من هو غاسبار ميكلوس تاماس:

ولد عام 1948، في مدينة "كلوج نابوكا" في رومانيا. تخرج من جامعة " "Babeş Bolyaîقسم الفلسفة عام 1972. وفي العام 1978 هاجر إلى المجر لأسباب سياسية، ليصبح هناك مدرساً في جامعة "بودابيست". شغل منصب عضو في البرلمان في الفترة بين أعوام 1989-1994. كما درس فيما بعد في العديد من الجامعات أهمها: Oxford, Chîcago, Colombîa, Georgetown و Yaleالأمريكية. وفي العام 2010 أصبح رئيساً لحزب الخضر-اليسار.