العقوبات الأمريكية تحاصر نظام أردوغان على خلفية النفط الإيراني والصواريخ الروسية

وضع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه تحت طائلة نوعين على الأقل من العقوبات التي أبدت الإدارة الأمريكية عزمها على تطبيقها بصرامة لاستهداف المحور الروسي-الايراني الذي تدور في فلكه أنقرة العضو في حلف الناتو الغربي بقيادة الولايات المتحدة.

وأكدت وكالة رويترز أن العقوبات الأمريكية المرتبطة بلجوء أنقرة لنظام الدفاع الجوي الروسي S-400 سيتم فرضها لا محالة، رغم مساعي الدولة التركية لحث الرئيس الأمريكي على التدخل لمنع العقوبات، وتابعت الوكالة في تقرير اليوم: "يبدو على نحو متزايد أن آمال تركيا في تجنب عقوبات أمريكية بعد شراء نظام دفاع جوي صاروخي روسي معلقة على تدخل من دونالد ترامب، لكن الرئيس الأمريكي ليست لديه فرصة تذكر للتصدي لمنتقدي أنقرة الكثيرين في واشنطن."

وحذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وعدد من الأعضاء البارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي تركيا من أنها ستواجه عقوبات بسبب شراء الصواريخ إس-400 بمقتضى قانون يفرض عقوبات على الدول التي تسعى لشراء معدات عسكرية من روسيا، بحسب الوكالة.

واشارت الوكالة إلى أنه قبل شهرين من احتمال وصول الدفعة الأولى من الصواريخ إس-400 إلى تركيا زار فريق من الوزراء الأتراك واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات لتخفيف حدة الأزمة، وبلغت الزيارة ذروتها باجتماع غير متوقع مع الرئيس في البيت الأبيض.

وأكدت رويترز أن العلاقات بين البلدين متوترة بشأن عدة خلافات منها الاستراتيجية العسكرية في الصراع السوري وعقوبات إيران وطلبات تركيا من واشنطن لتسليمها رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تحمله أنقرة مسؤولية محاولة انقلاب فاشلة عام 2016، واشارت إلى غضب الولايات المتحدة من اعتقال تركيا مواطنين أمريكيين وثلاثة موظفين محليين بالقنصلية الأمريكية تم الإفراج عن واحد منهم في يناير كانون الثاني بالإضافة إلى اشتباك بين حراس أردوغان ومحتجين خلال زيارة لواشنطن قبل عامين، وتابعت بالقول: "كل هذه الخلافات لم تترك سوى القليل جدا من الداعمين لأردوغان في الكونجرس الذي قد يرد على أي إعفاء من جانب البيت الأبيض بتشريع منفصل يفرض عقوبات على أنقرة".

النفط الإيراني يضع أردوغان على المحك

وفي الوقت الذي تعاني فيه تركيا من صعوبات اقتصادية، اضافت العقوبات الأمريكية المفروضة على النفط الايراني، مزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي التركي الذي يعتمد بصورة أساسية على النفط الايراني، وأعربت تركيا الثلاثاء عن أملها بأن تمدد الولايات المتحدة الإعفاء الذي منحته لها من العقوبات المفروضة على ايران، بما يسمح لأنقرة بالاستمرار في شراء النفط الإيراني، على الرغم من التوتر بين الشريكين في حلف شمال الأطلسي على جبهات عدة، بحسب رويترز.

وقال ابراهيم قالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن تركيا خفضت وارداتها من ايران بالرغم من معارضتها للعقوبات الأمريكية التي فرضها ترامب بشكل أحادي بعد انسحابه من الاتفاق النووي. وكانت تركيا من بين الدول الثماني التي منحتها الولايات المتحدة اعفاءات لمدة ستة أشهر ينتهى أجلها في 2 ايار/مايو.

وتهدد الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات قاسية على الدول التي تستمر في استيراد النفط الايراني.