العابد: أردوغان يحاول إتمام ما بدأه داعش 

أكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمقاطعة كري سبي (تل ابيض) حميد العابد أن تركيا تريد إتمام ما بدأه تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، والذي بات على حافة الاندثار، وأن لهذا السبب يأمر أردوغان بشن هجوماً على شمال سوريا.

تحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمقاطعة كري سبي (تل أبيض) حميد العابد لوكالة الأنباء فرات(ANF) عن الهجمات التركية الأخيرة على مقاطعة كوباني، كري سبي وعموم المناطق الحدودية في شمال سوريا.


وأوضح العابد أن أردوغان يخشى من امتداد الديمقراطية في مناطق شمال سوريا إلى تركيا.
وقال: إن"المناطق الواقعة تحت الاحتلال التركي في شمال سوريا أولها عفرين، الباب، جرابلس وأعزاز تشهد وبشكل يومي انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم سلب، نهب، قتل، اغتصاب، خطف وتعذيب. أما المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية الديمقراطية لم تشهد مثل هذه الانتهاكات بل على العكس تنعم بالأمان والاستقرار إلى حد كبير بالمقارنة مع كافة المناطق والمدن في سوريا". 
وأوضح أن "أردوغان يخشى من تمدد الديمقراطية الموجود في مناطق شمال سوريا إلى تركيا، لأن نظامها استبدادي مناهض للديمقراطية والحرية، وهو يحاول فرض نظامه القذر على مناطقنا أيضاً في ظل الأزمة في البلاد".
ولفت العابد إلى أن مقاطعة كري سبي لم تشهد هذا الاستقرار ونظام الإدارة المحلية من قبل أهالي المنطقة مطلقاً كما تشهدها اليوم.
وتابع: "الجميع يدرك حقيقة نظام البعث الاستبدادي إضافة إلى الفساد، المحسوبيات والرشاوي المتفشي فيه. كانت الرشاوي هي سبب الظلم للمجتمع وتبديل الحق إلى باطل والباطل إلى حق، إضافة إلى سلطة وهيمنة الأجهزة الأمنية والاستخبارات على مؤسسات الدولة والمجتمع في آن واحد".
وأضاف "إلى جانب كل ذلك كانت هناك سياسة ممنهجة في المنطقة وخاصة محافظات الرقة، دير الزور، الحسكة وكري سبي من حيث ممارسات التجويع وإفقار الشعب وعدم الاهتمام بالتدريس والعلم بشكل يساهم في تطوير المنطقة، وبمعنى آخر كانت المنطقة شمال شرق سوريا مهمشة إلى أبعد الحدود من قبل نظام البعث إضافة إلى سياسة منع الاستثمار فيها".
وأوضح العابد أن "الضغوط المفروضة على الشعب من قبل الأجهزة الأمنية، وسياسات التهميش والتجويع والعنصرية تجاه أهالي المنطقة وعدم المساواة جميعها عوامل ساهمت في انتفاضة الشعب ضد هذا النظام وفي تلك الأثناء استغل مرتزقة ما يسمى بالجيش الحر هذا الفراغ لتعلن نفسها مسؤولة عن مصير الشعب. تركيا أيضاً بدورها وفي ظل هذه الفوضى والصراع الداخلي شغلت أجهزتها لتخترق صفوف الجماهير وتفرض نفسها على المنطقة وبدأت بتسليح الناس لمحاربة النظام".
وأضاف "بعد التدخل التركي في الأزمة السورية تشكلت في منطقة كري سبي مئة وخمس جماعات مسلحة تطلق على نفسها الجيش الحر فيما بعدت استقبلتهم تركيا ضمن أراضيها، أصبح المعبر الحدودي في كري سبي تحت سيطرة تلك الجماعات وبدأت فرض الضرائب على الشعب كما بدأت بسرقة ونهب ممتلكات الدولة خاصة من آلات، أدوات ومنتجات زراعية وتحولها إلى تركيا".
وتابع: "في مدة قصيرة تمكنت الجماعات الجهادية من اختراق هذه المجموعات المسلحة في كري سبي وخاصة جماعة أحرار الشام وكتيبة الفاروق وكانت تقود هذه الجماعات، كما بدأ ظهور جبهة النصرة في المنطقة، وصولاً إلى تنظيم داعش الإرهابي وحلت جميع تلك الجماعات التي كانت تسيطر على المنطقة لتنضم إلى داعش، وفي تلك الفترة أيضاً كان معبر كري سبي مفتوحاً لمرتزقة داعش". 
واستطرد: "سابقاً وعندما كان المعبر تحت سيطرة مرتزقة الجيش الحر دائماً ما كانت تندلع بينهم اشتباكات على المعبر، لكن وبعد سيطرة داعش على كري سبي انتهت تلك الخلافات، لأنها جميعها باتت تابعة للتنظيم".
ولفت العابد إلى أن هجمات الجماعات المرتزقة على مناطق الشهباء، منبج، الرقة، كري سبي في العام 2013 جاءت بإيعاز وأوامر مباشرة من تركيا.
وأضاف "داعش كان يحاول تأليب العرب على الكرد في المنطقة وخلق فتنه فيما بينهم. البعض منهم وقع في هذه المكيدة، لكن الغالبية نجو منها، وفي هذا كانت هناك محاولات لمرتزقة هيئة تحرير الشام ومرتزقة داعش لإخراج الكرد من مدينة وقرى كري سبي في حين بدأ الكرد في المنطقة بتأمين ممتلكاتهم لدى العرب في المنطقة".
وأكمل: "فيما بعد بدأ التنظيم الإرهابي بشن هجماته على مدينة كوباني وكان الهدف خلق فتنه وحرب بين الكرد والعرب في المنطقة. وهناك أيضاً فشلت تلك المحاولات واليوم تحاول تركيا مجدداً خلق هذه الفتنة من خلال شن الهجمات على كري سبي في محاولة لإظهار أنها تحارب الكرد دفاعاً عن العرب".
ولفت العابد إلى أن أمراء داعش وعندما كانت كري سبي تحت قبضتهم دائما ما كانوا يدخلون تركيا ويأتون منها عبر المعبر الحدودي.
وقال: "تركيا كانت مصدراً للحصول على المعلومات كما أنها كانت متنفساً لأمراء داعش. وفي حادثة ليست بالغريبة عندما ذهب أحد أقاربي إلى المسؤولين في تنظيم داعش لحل مشكلة، وقالوا له الأمير في تركيا وعليك الانتظار لحين عودته لحل مشكلتك".
وأضاف أن المعبر الحدودي كان دائماً مفتوحاً من الجانب التركي أمام أمراء مرتزقة داعش، وقبلهم مرتزقة النصرة والجيش الحر.
وبالحديث عن الهجمات التركية الأخيرة على مناطق شمال سوريا أوضح العابد أن هدف تركيا تخفيف الضغط على داعش المحاصرة من قبل مقاتلي سوريا الديمقراطية أبناء مناطق شمال سوريا وثورة روج آفا. 
وتابع: "انتهاء داعش كان بالنسبة لأردوغان كقطع ذراع تركيا في المنطقة، لذا بدأ بتهديد المنطقة وشن الهجمات بهدف تخفيف الضغط. وهو يخشى من تمدد الديمقراطية والحرية، التي نؤسسها في مناطقنا، إلى تركيا القابعة تحت نظام شمولي استبدادي. ولا يريد للديمقراطية أن تكون موجودة على حدود تركيا". 
وأوضح: "جميعنا نشاهد وبشكل يومي الانتهاكات والجرائم بحق الإنسانية، التي تحصل في كل المناطق المحتلة من قبل تركيا والمرتزقة التابعين لها من عفرين مروراً بمناطق الباب، جرابلس إلى أعزار. في المقابل لم تحصل أي من هذه الانتهاكات في مناطقنا".
وأضاف "أردوغان يخشى من السلام والاستقرار في المنطقة لذا يحاول فرض سلطة نظامه القذر على مناطقنا في ظل الفوضى التي تهيمن على عموم سوريا".
ودعا الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمقاطعة كري سبي حميد العابد جميع وسائل الإعلام ومراسلي وكالات الأنباء المحلي والعالمية إلى التوجه إلى كري سبي وكوباني لصد وتوثيق جرائم تركيا بحق مدنيي مناطق شمال سوريا، وقال: "ادعوكم للتجول ضمن مدينة كري سبي وريفها لتوثقوا وتعرضوا الحقيقة للعالم، عملنا وخدماتنا التي نقدمها للمنطقة وتعرضوا تجربتنا الديمقراطية وتبحثوا فيها، فمن المهم جداً طرحها وتسليط الضوء عليها ليشاهدها العام أجمع. نحن ندير مناطقنا بأنفسنا وفق إرادة الشعب دون أي ضغوط أو توجيهات. ونتمنى أن تعمل جميع دول الشرق الأوسط وليست الدول العربية فقط على تطبيق تجربتنا الديمقراطية".