السعودية تبحث سبل دعم مناطق شمال شرقي سوريا.. ورسائل زيارة السبهان موجهة إلى الجميع

في خطوة جديدة ومفاجئة أعلنت المملكة السعودية دعمها لمنطقة شمال شرقي سوريا، داعية مختلف المكونات، لاسيما العشائر العربية إلى التكاتف فيما بينها لمنع عودة تنظيم داعش الإرهابي للمنطقة مُجدداً.

في ظل حالة التهديد الواضح التي يشهدها الشرق الأوسط عامة والوضع السوري على وجه الخصوص شهدت دير الزور زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول سعودي على مستوى رفيع للمنطقة أجرى خلالها عدد من اللقاءات لبحث الوضع في المنطقة في أعقاب القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، والذي أنهت قوات سوريا الديمقراطية مدعومة من التحالف الدولي وجوده على الأرض.


وجاءت زيارة وزير الدولة السعوديّ لشؤون الشرق الاوسط، ثامر السبهان، لتفتح الباب أمام عدة تساؤلات حول الموقف السعودي من الوضع في شمال شرقي سوريا التي تواجه تهديداً تركياً حقيقياً منذ إعلان الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي.


ووجه السبهان خلال زيارته عدد من الرسائل بشأن دعم بلاده للاستقرار في المنطقة إضافة إلى دعوة العشائر العربية إلى التكاتف مع مختلف مكونات المنطقة، إضافة إلى وعود بدعم اقتصاد المنطقة، ودعم القطاعين الصحي والتعليمي وغيرها من المشروعات التي تُسهم في عودة الانتعاش لشرقي الفرات.


وخلال زيارته إلى ريف  دير الزور الشرقيّ، التقى السبهان وجهاء عشائر المنطقة، وبحث آخر المستجدّات في المنطقة بعد طرد تنظيم “داعش” الإرهابيّ منها، ودعم الاستقرار فيها، وفقاً لما أفاده المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مساء أمس.


وحضر الاجتماع الذي عُقد في بلدة (البصيرة) عددٌ من وجهاء العشائر في دير الزور، كما حضر إلى جانب وزير الدولة السعوديّ مستشار التحالف الدّوليّ ضدّ “داعش” ويليام روباك وممثلون عن وزارة الخارجيّة الأمريكيّة.


ودعت العشائر العربيّة، وفقاً لبيان (قسد)، الجانب السعوديّ إلى دعم البنى التحتيّة والقطاعات الخدميّة، نظراً للدمار الكبير الذي لحق بالمرافق العامّة والبنى التحتيّة في شرقي الفرات جرّاء الحرب ضدّ تنظيم “داعش”.


كما عبّرت العشائر خلال اللقاء عن دعمها الكامل لقوّات سوريّا الديمقراطيّة، مؤكّدة أنّ مناطقهم تتمتع بالأمن والاستقرار، وأنّهم بحاجةٍ إلى اعترافٍ سياسيّ لتطوير المنطقة ومشاركتها في حلّ الأزمة السّوريّة.

بدوره وعد السبهان بأنّ السعوديّة ستدعم استقرار المنطقة، داعياً العشائر للتماسك مع كافة مكوّنات المنطقة لمنع عودة تنظيم “داعش” مجدّداً.

كما وعد الوزير السعوديّ بدعم اقتصاد المنطقة، عبر دعم المشاريع الصغيرة والقطاعين التعليميّ والصحيّ لإعادة نشاط الحياة مجدّداً بشرقيّ الفرات.


ويبدو أن الرياض التي سبق أن تطرقت إلى دعم مواطني شمال شرقي سوريا بدأت تحركاتها على أعلى مستوى على الأرض في سوريا وهي بهذه الخطوة التي جرت الخميس وجاء الإعلان عنها أمس، بالاجتماع الذي عُقد في حقل العمر النفطي في دير الزور وحضره من الجانب الأمريكي إضافة إلى السبهان نائب وزير الخارجية الأميركي جويل رابيون، والسفير الأميركي ويليام روباك، وعدداً من شيوخ ووجهاء وإداريين من قبائل ومجالس دير الزور، توجه رسائل عدة سواء عبر تغيير استراتيجيتها تجاه الأزمة في سوريا، وإلى النظام السوري ومن خلفه طهران التي تُصعد من هجماتها تجاه الرياض عبر وكلائها في المنطقة وأذرعها المليشياوية، كما أنها بالوقت نفسه تسعى إلى وجود في المنطقة عبر دعم مختلف وربما تكون تعلمت من أخطائها في لبنان وتسعى لتداركها في سوريا عبر عدة طرق من بينها تقديم الدعم لشمال شرقي سوريا التي غيرت المعادلة على الساحة السورية لاسيما بعد الانتصار الكبير الذي حققته على داعش.

وناقش الاجتماع آلية مكافحة داعش وضمان عدم عودته، إضافة إلى دعم المجلس المدني في المحافظة، وتقديم الخدمات لمنطقة شرق الفرات.

كما ناقش الاجتماع دعم اقتصاد المنطقة عن طريق دعم المشاريع والقطاعين الصحي والتعليمي.

وأفادت مصادر بأن الاجتماع تطرق إلى التطورات التي تشهدها المنطقة، وآليات القضاء على خلايا تنظيم داعش الإرهابي، والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.


وتعتبر زيارة السبهان إلى دير الزور هي الزيارة الأولى التي تم الحديث عنها وإعلامها من قبل وسائل الإعلام السعودية، بعد القضاء على داعش، في حين سبق الحديث عن زيارة له تمت في أكتوبر ٢٠١٧ لريف محافظة الرقة شمالي سوريا.