الاستخبارات التركية تتاجر بنساء داعش وتهربهن مقابل المال

قالت مصادر في قوات الأمن في شمال وشرق سوريا: "لقد أثبتنا أن الاستخبارات التركية MIT تهرب نساء داعش من مخيم الهول من خلال شبكات الاتجار بالبشر وتبيعهن لعائلاتهن مقابل المال".

تدرك قوات الأمن في شمال وشرق سوريا منذ فترة طويلة أن الاستخبارات التركيةMÎT تسعى لتهريب عناصر من تنظيم داعش الإرهابي من مخيم الهول، حيث وضعتهم تحت المراقبة، حتى أنها قامت بتوقيف بعض العمليات التي أقدمت عليها الاستخبارات التركية المتعلقة بتهريب عناصر من تنظيم داعش الإرهابي من المخيم.

وتحدث مصدر موثوق به، وهو عضو في قوات الأمن، لوكالة فرات للأنباء عن أسباب تهريب  الاستخبارات التركية MIT لنساء داعش من مخيم الهول، قائلاً: "لقد عملنا منذ مدة بوجود مجموعة تابعة للاستخبارات التركية تعمل على تهريب نساء داعش من المخيمات وفي مقدمتها مخيم الهول".

وأضاف "نحن بدورنا نجري تحقيق حيال ذلك، وقد ألقينا القبض على بعض التجار الذين يمارسون هذه الأعمال باختطاف نساء داعش اللاتي يرغبون في اختطافهن. ونتيجة للتحقيقات التي أجريناها، وجدنا أن هناك مجموعة داخل الاستخبارات التركية على اتصال بأسر النساء في مختلف البلدان ويقومون باختطاف هؤلاء النساء وبيعهن لعائلاتهن مقابل مبلغ كبير من المال".

يأتي ذلك في وقت نشرت وكالة الأناضول(AA)، خبر بعنوان "الاستخبارات التركية MIT تحرر امرأة مولدوفية وأطفالها الأربعة من يد وحدات حماية الشعب YPG ويد حزب العمال الكردستاني PKK"، ولم تعترف في الخبر الذي نشرته بأن الاستخبارات التركية قد قامت بتهريب عناصر تنظيم داعش الارهابي من مخيم الهول.

أزواج الداعشيات يحاربون لصالح تركيا

كما أكد المصدر أن الاستخبارات التركية لا تقوم فقط بتسليم النساء إلى العائلات مقابل المال، وقال: هرب معظم مقاتلي تنظيم داعش الارهابي من حصار قوات سوريا الديمقراطية QSD إلى تركيا ولا يزالون يعيشون في مدن مثل باب، جرابلس، اعزاز، عفرين، إدلب، وسري كانيه وكري سبي الواقعة تحت الاحتلال التركي. حيث تختطف دولة الاحتلال التركي نساء داعش وتذهب بهن إلى أماكن تواجد أزواجهن أو تذهب بهن إلى تركيا.

وفي الآونة الاخيرة اعتقلت قوى الأمن الداخلي في 16 تموز 4 نساء كن تسعين للهرب من مخيم الهول إلى تركيا. اثنتان من هؤلاء النساء سودانيات واثنتان من تنزانيا.

قائمة بأسماء عناصر داعش الذين سيتم تهريبهم إلى تركيا

وقد وجدت قوات سوريا الديمقراطية في جهاز جوال عائد لشخص يدعى شهاب أحمد عبداللطيف وهو سوري الجنسية وقد تم القاء القبض عليه في 23 حزيران 2018 في حي محلجة في مدينة الحسكة، على أرقام هواتف لعناصر داعش وقوائم بأسماء نساء داعش متواجدات في مخيم الهول وعين عيسى كانت الاستخبارات التركية قد أرادت تهريبهم إلى تركيا.

ولم يعترف شهاب أحمد عبد اللطيف، الذي التقى بالاستخبارات التركية في مدينة رها، بإرسال أموال إلى داعش تحت رعاية الاستخبارات التركية، باستخدام نظامهم لاختطاف عصابات داعش وبشكل خاص عناصر داعش ذوي الأصول الأجنبية الى تركيا.

الاستخبارات التركية تطلب إحضار عناصر داعش

وقال شهاب أحمد عبد اللطيف، في مقابلة مع وكالة فرات للأنباء، عن عمله مع الاستخبارات التركية MIT: "طلب مني الأمن إحضار مقاتلي داعش إلى تركيا. وطلب مني أن اقوم بتهريبهم إليها وأن أعد لهم بطاقة هوية وأن أساعدهم في استئجار منزل".

وتابع عبد اللطيف: "اتفق عمر محمد قادر وأبو سجا مع الاستخبارات التركية وبدورها أبلغتنا الاستخبارات التركية أنه سيتم فتح ممر لداعش للعبور إلى تركيا".

واستطرد: أخبرنا أعضاء من الاستخبارات التركية بأن علينا إحضار عناصر داعش ذوي الأصول الأجنبية إلى تركيا. وقالوا لنا "سنخبركم بأي طريقة ستجلبونهم". كما طلب منا الأمن أيضاً بإحضار عناصر داعش إلى تركيا. وبدورنا طلبنا منهم فتح الحدود. قالوا أيضاً إن قوتهم ليست كافية، لكن الاستخبارات التركية تسمح لهم بعبور الحدود.

وأردف: "أردت إنهاء عملي في غضون أيام قليلة والعودة إلى مدينة رها، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية قامت بإلقاء القبض علي في مدة قصيرة".

مخيم الهول                 

ويضم مخيم الهول 67 ألف شخص من 50 دولة ومن ضمنهم العراق وسوريا. ويعد المخيم أحد أكبر المخيمات في الشرق الأوسط، حيث يبلغ عدد سكانه 67 ألف نسمة، وموطناً لحوالي 30 ألف امرأة وطفل من عصابات داعش. ولا تزال نسبة كبيرة من هؤلاء النساء تقدن التنظيم داخل المخيم رغم من ارتكابهن جرائم خطيرة.

وهناك قسم للمهاجرين من نساء داعش في مخيم الهول تعملن في الحسبة وتضطهدن النساء الاخريات وتُعاملهن كعبيد وتعاقبن كل من ترغب بالتخلي عن داعش أو تكشف عن وجهها. حيث تم إحراق خيم العديد من النساء وقتل ما يقارب من 30 امرأة.

كما قامت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، رغم جميع المناشدات من 48 دولة، بتسليم مواطنيها بقيود نظامية. مثل عصابات داعش، ولم يتم إنشاء محكمة دولية للتحقيق مع النساء في مخيم الهول ومحاكمتهم، ولم تقم الدول المسؤولة بواجبها حيال ذلك.