أهالي عفرين والشهباء يتوجهون للنقطة الروسية لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بعودة عفرين لسكّانها

توجه اليوم الثلاثاء المئات من أهالي عفرين والشهباء صوب النقطة الروسية للمطالبة بإخراج قوى الاحتلال التركي من عفرين وضمان عودة الأهالي إليها.

تستمر مظاهرات أهالي عفرين والشهباء المهجرين قسرا من عفرين صوب مناطق الشهباء ويطالبون بخروج الاحتلال التركي من سوريا بالكامل وعفرين خاصة، واليوم أيضا توجه حشود من الاهالي نحو النقطة الروسية في قرية الوحشية في مناطق الشهباء للمطالبة بعودة عفرين لأهالها الأصليين.

ذلك وبدأت التظاهرة من مفرق قرية الوحشية وصولا إلى أمام النقطة الروسية وترديد الشعارات "لا للاحتلال التركي لعفرين وروج آفا وأردوغان فاشي، لا تكونوا شريك للاحتلال التركي، كفى قمعا وإنكارا للشعب السوري، نطالب بعودة عفرين محررة وآمنة".

ولدى وصول الاهالي أمام النقطة الروسية توجه الوفد المؤلف من ستة أشخاص كل من الإدارة الذاتية ووجهاء عشائر الشهباء وعوائل الشهداء لتسليم الرسالة التي تطالب بعودة عفرين لأهاليها وتحريرها من دولة الاحتلال التركي للدخول الى النقطة لكن الضباط الروس لن يستقبلهم وبقوا في الخارج، ومن ثم وقف الاهالي دقيقة صمت إجلالا وإكراما لأرواح الشهداء وتعبيرا عن رفض الاهالي للاحتلال التركي ونفرهم من أردوغان قامت أمهات عفرين بحرق صورة أردوغان وتدنيسه لكثرة وجعهم ومأساتهم التي يواجهونها ببعدهم عن أرضهم ومنازلهم.

وبعد ذلك قرأ بيان باسم اتحاد مثقفي عفرين من قبل العضو في اتحاد مثقفي عفرين أسامة أحمد، وجاء في نص البيان كالتالي: 

"تنتقل الحرب الدائرة في سوريا مرة أخرى إلى مرحلة جديدة، وأكثر خطورة، فبعد انسحاب الاميركين من شرق الفرات وإعطاء الضوء الأخضر لتركيا باجتياح الجزيرة السورية، هاهي روسيا أيضا تعزز من موقف الاحتلال وترسخ حالته على أراضينا من خلال السماح لها باستمرار تهديداتها وتوسيع رقعة احتلالها لتنتقل من شرق الفرات إلى غربه مرة آخرى، تستكمل تركيا مشروعها الاحتلالي واهمة بإعادة الأمجاد العثمانيين.

إن روسيا ترتكب خطأ تاريخيا من خلال عقد صفقات غير شرعية مع العثمانيين الجدد، على حساب وحدة الأراضي السورية واستقلالها وسيادتها، إذ لطالما كانت العلاقات الروسية السورية علاقات متميزة وجيدة على جميع المستويات، ونخص هنا المستوى الشعبي، وانتهاج روسيا لمثل هذه السياسات المعادية للشعب السوري تعتبر كارثة في العلاقات الروسية السورية، وفي التوجهات المستقبلية المتعلقة بالطرفين على حد سواء.

لقد تجاوزت تركيا في وحشيتها وتدخلاتها السافرة على الأراضي السورية كل الحدود، فلا هي حفظت حسن الجوار، ولا احترمت الاتفاقيات المبرمة مع الحكومة السورية، ولا اهتمت للقوانين الدولية ومعاييرها، بل أسرفت في ارتكاب الجرائم حتى بلغت جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وانتهاك حرمة حقوق الإنسان في كل ارض وطأتها أقدمها وأقدام مريبيها من الفصائل المتطرفة.

لقد قاوم شعبنا ومنذ ٢٠١١ جميع الفصائل المتطرفة والخارجة عن القانون، كما وقاوم جميع الاحتلالات بأشكالها المختلفة، وبذل شعبنا الأبي في سبيل سلامة سوريا أرضا وشعبا، كل غال ونفيس حتى بلغ عدد شهدائنا عشرات الآلاف في شمال البلاد وشرقه، ومازالت هذه المقاومة الوطنية مستمرة في صد كل المؤامرات.

نحن مثقفو عفرين نعول على عودة دور روسيا الإيجابي والمؤيدة لوحدة الأراضي السورية واستقلالها، ونلفت انتباه القيادات الروسية لحقيقة تركيا السوداء التي باتت مفضوحة أمام العالم أجمع شعوبا وحكومات فتركيا دعمت ولا زالت تدعم التطرف وتساعد على تنميته وإعطائه الفرص المتكررة لتحيا من جديد، وإن دول العالم والهيئات الدولية باتت تمتلك وثائق وأدلة دامغة مضافة إلى ما يرى بالعين من سلوك لتلك الفصائل الإجرامية التي لا تحتاج أي جهد في تثبيت انتمائها الداعشي.

وعليه فإننا نعبر عن استيائنا الشديد من تحول السياسة الروسية إلى سلبية، آملين أن تنتهج سياسات تزيل خيبة أمل شعوب المنطقة بها، وندعوها لدورها الأساسي والإيجابي والفعال في إرساء السلام والأمان في سوريا عامة والمناطق الكردية خاصة.
كما ندعو العالم الحر لاتخاذ إجراءات عملية من شأنها إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية والعمل على تقوية واستمرار مكافحة الإرهاب للقضاء عليه وبشكل تام، عسكريا وفكريا في جميع المدن والمناطق السورية.

إننا باسم مثقفي عفرين نؤكد على استمرار المقاومة الوطنية حتى تحرير أخر شبر من أراضينا، كما نؤكد على استمرار نضالنا الثقافي إلى جانب قواتنا المستبسلة في الدفاع عن كرامة الأرض والشعب".
عاشت سوريا حرة مستقلة، شهدائنا هم قادتنا

وبعد مرور ساعة تقريبا وافق المسؤول الروسي في النقطة باستقبال الوفد للقاء بهم ومحاورة مايطلبونه أهالي عفرين، وطال وقت بقاء الوفد داخل النقطة لمدة ساعتان وبعد مرور هذه الفترة خرج الوفد وقاموا بإلقاء كلمة بحسب النقاش الذي دار بينهم وبين المسؤول الروسي، وأنه تم النقاش بمسألة عفرين وإعادة الاهالي الذين يواجهون المأساة والمصاعب في مناطق الشهباء، وأن رسالة أهالي عفرين ومطالبهم ستصل للجهات العليا للنقاش حوله.