أحزاب كرديّة: أزمات تركيا الداخليّة لن تُحلّ إلّا بالتفاهم بين جميع المكوّنات

ندّدت أحزاب كرديّة في شمال وشرق سوريا، في بيان مشترك لها أصدرته اليوم الثلاثاء (20 آب)، بالإجراءات التي قامت بها السلطات التركيّة التي استولت بموجبها على بلديّات 3 مدن كرديّة بشمال كردستان، مشدّدة على ضرورة حلّ الأزمات الداخليّة في تركيا عبر الحوار.

وجاء في نصّ البيان:

"إن تداعيات الأزمة الأخيرة فضحت أهداف وأبعاد مخططات حكومة العدالة والتنمية المعادية للديمقراطية وحقوق الإنسان داخل تركيا وفي الشرق الأوسط. فبعد تراجع الخطاب العسكري وتقلص مساحة التهديدات التي يطلقها نظام أردوغان، أثبت الحال أن الفكر الشوفيني والاستعلاء القوموي، وضيق الأفق والفكر الطائفي والتعصب المذهبي هو سلاح المتنفذين في الصراع المتبادل والذي لم يستغنوا عنه حتى هذه اللحظة لصالح الفكر الديكتاتوري الشوفيني المقيت، وهو ما يجعل القوى المتنفذة عاجزة عن إيجاد الحلول لمشاكل بلدانهم المتفاقمة، وبالتالي التهرب من مواجهة التحديات لتوفير الأمن والاستقرار الراسخين، وحماية وتعزيز السيادة الوطنية، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، ومكافحة الفساد الإداري والمالي والقضاء على جذوره وعوامل إعادة إنتاجه، وبناء اقتصاد وطني متطور ذي قاعدة إنتاجية متنوعة بمشاركة كافة القوميات والأديان.

لذا يحول جام جهوده نحو تصدير أزماته إلى خارج الحدود لإرضاء الأصوات المتعطشة لقتل الإنسانية أينما وجدت، فها هي ذي حكومة القتل " نظام أردوغان" وبعد محاولات في قصف المنطقة الكوردية الآمنة في إقليم كردستان العراق، واستهداف المدنيين الأبرياء وحشد جيشه والمرتزقين من حلفائه مما يسمى الجيش الوطني " المشكل من المجموعات المتطرفة " على حدود روج آفا وشمال وشرق سوريا، يعود ليشطر أسس الديمقراطية وكبح أصوات الأحرار من الشعب الكوردي المتمثل بحزب الشعوب الديمقراطية بحجج واهية لا تعبر إلا عن سطوة نظام أردوغان وحليفته الحركة القوموية العنصرية.

فقد بينت التجربة الملموسة أن أزمات تركيا لن تنتهي إلا بإعادة بناء العملية السياسية عبر التفاهم المشترك مع باقي المكونات، وإجراء التغيير الحقيقي في أساسها الجهوي الضيق قومياً وطائفياً، وتنفيذ برنامج واقعي يمس حاجات ومصالح المواطنين، وتحقيق العدالة إلى جانب العمل على بناء عملية التحول الديمقراطي، وإقامة مؤسساتها وفق المعايير الديمقراطية، وبما يحقق تطبيق مبدأ سيادة القانون، واستقلال القضاء، والفصل بين السلطات، وإلغاء التشريعات السالبة للحريات المدنية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي شرعت في الحقبة الدكتاتورية، والمباشرة بالحوار السلمي وفق القوانين الأممية، لأن القضية الكردية هي بوابة لحل جميع الإشكاليات، ودونها لا يمكن حل القضايا التركية المتشابكة نتيجة لسياسات نظام أردوغان.

وفي الوقت الذي نناشد فيه كافة القوى من الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية العالمية والدول المؤمنة بالسلام والأمان ودحر الفكر الإرهابي بأن يتكاتفوا لوقف غطرسة أردوغان وحكومته الفاشية المحتلة، نطالب من الأشراف والأحرار من شعبنا الكوردي العظيم بأن يرفعوا من وتيرة نضالهم الثوري في كافة المناطق الكردية والتركية، ابتداءً من ديار بكر (آمد) وانتهاءً بأنقرة وقلب إسطنبول، فهذا هو السبيل الوحيد لكسر شوكة كل متغطرس متجبر ودكتاتوري.

عاشت رسالة شعبنا 
المجد والخلود لشهداء الحرية 
الخزي والعار لكافة الديكتاتوريات وعلى رأسهم نظام أردوغان وحزبه وحلفائه

الموقعون على البيان:
1- حزب التآخي الكوردستاني P.B.K

2- الحزب الجمهوري الكوردستاني في سوريا
3- حزب الاتحاد الوطني الحر- روجآفا 
4- بارتي الديمقراطي الكوردستاني – سوريا
5- حزب النضال الديمقراطي".