شاهد على انتهاكات النظام التركي ضد اللاجئين وعلى جرائمه في عفرين المحتلة يروي معاناته

في ظل ظروف الحرب القاسية يلجأ الكثير من البشر إلى بعض الدول الآمنة هرباً من وحشية وقساوة ونتائج تلك الحروب التي طالما تنتهك حقوقهم كبشر لكن سرعان ما تتحول تلك الدول الآمنة إلى أماكن للتعذيب والترهيب بحق هؤلاء البشر بسبب قوميتهم أو اختلافاتهم السياسية.

( ح.م) مواطن من عفرين المحتلة فرضت ظروف الحرب القاسية الدائرة في سوريا عليه أن يترك أرضه وأسرته ويذهب للعمل في تركيا التي كان يظن أنه سيلقى فيها الأمن والأمان بعيداً عن الحروب والصراعات الدائرة في وطنه حيث ألقي القبض عليه بسبب عدم استخراجه لبطاقة اللاجئ التي تمنح للاجئيين السوريين في تركيا حسب مزاعم السلطات هناك.

ابتزاز الضباط المشرفين على السجن المستمر

ويتحدث (ح.ع) عن بداية اعتقاله قائلا: "تم إلقاء القبض علي وطلبوا مني هويتي الشخصية اقتتادوني إلى أحد السجون في مدينة اسطنبول في منطقة زيتون بورنو حيث مارسوا التعذيب ضدنا مدة ستة أيام وهي المدة التي بقينا فيها هناك. كان أحد الضباط يقوم بابتزازنا بشكل مستمر ويتحدث إلينا ويعدنا بالإفراج عنا مقابل مبلغ مالي قدره ١٢ ألف ليرة تركية".

إدارة السجن انتزعت بصماتنا بالإكراه وخدعتنا

وأضاف "في السجن تم ممارسة التعذيب ضدنا حيث أجبرتنا إدارة السجن على أخذ بصمتنا بالإكراه ومن ثم ترحيلنا إلى اسطنبول بحجة إعطائنا هويات شخصية".

وتابع: "عند أخذ بصماتنا قالوا لنا بأننا سنقوم بترحيلكم إلى سوريا لكنهم في البداية كانوا يقولون لنا سنقوم بترحيلكم إلى اسطنبول ونقوم بإعطائكم هويات جديدة".

وأكمل: "لم نكن نرغب بالرحيل إلى سوريا في ظل هذه الحرب، كنا نود أن نبقى ونعمل لمساعدة أسرنا، حيث كنت أعمل هناك منذ العام ٢٠١٣".

انتهاكات في السجون التركية

ويتابع (ح.ع): "كنا حوالي ٥٠ معتقلاً في السجن، تم إطلاق سراح البعض مقابل مبالغ مادية، كانت الرشوة تسود أغلب السجون من قبل الضباط الأتراك، كانت أغلب الحالات في السجن هي عبارة عن تهم مخدرات وجرائم السرقة ومنهم من لم يكن لديه بطاقة شخصية"

ويتطرق إلى قوانين السجن الصعبة قائلاً: "نظام السجن هو عبارة عن وجبتان من الطعام يوميا ويمنع التدخين ويمنعون التحدث وكان يعاقب كل من يخالف القوانين، كان الوضع سيئ للغاية في السجن وذلك في وقت كانت تجري عملية اعتقالات عشوائية في مدينة اسطنبول للعائلات، كانت هناك عائلة من بلبلة ذهبت لإصدار بطاقات شخصية فقاموا باستجوابهم عن كيفية دخولهم للأراضي التركية ومن استولوا على مبالغ مالية كانت بحوزتهم".

الترحيل إلى معبر باب الهوا بدون موافقتهم

ويستطرد في حديثه: "في السجن تم ايقاظنا في الساعة الواحدة ليلاً، وأجبرونا على أن نضع بصماتنا، ومن ثم قامو بترحيلنا بالحافلات مكبلي الأيدي وتحت حراسة مشددة. لم نكن نعلم إلى أين يتم ترحيلنا كانوا يتكلمون دائما مع السجناء السوريين بأنهم حرروا عفرين من "حزب العمال الكردستاني" وبأنهم فتتحوا الشركات والمعامل هناك، وقامو بتأمين فرص العمل لكن عند عودتنا إلى عفرين اكتشفنا بأنهم يكذبون".

النظام  التركي يدعم مرتزقة  داعش في اسطنبول

ويتحدث (ح.ع)عن دعم النظام  التركي لمرتزقة تنظيم داعش الإرهابي قائلا: "هنالك منطقة اسمها" بايرام تاب"ا في اسطنبول ويوجد فيها جامع يسمى جامع علي بن أبي طالب، والذي يعتبر معقل لمرتزقة داعش حيث يقومون بتجنيد العرب والأفغان هناك في التنظيم مقابل مبالغ مادية تقدر ب ٥٠٠دولار ويخيرونهم بين السفر إلى العراق أو مصر أو سوريا وأعرف هناك عدد من الأشخاص تم تجنيدهم وترحيلهم إلى سوريا هناك انتشار لمرتزقة داعش في مناطق اكسراي وتقسيم وزيتون بورنو في اسطنبول وبعلم ومعرفة النظام التركي".

سلمونا للمرتزقة في معبر باب الهوى

ويتابع (ح.ع) قائلا: "في معبر باب الهوى تم تسليمنا للمرتزقة حيث قاموا بتسجيل أسمائنا والتحقيق معنا ومن ثم اقتادوني إلى أحد الشيوخ والذي قيل إنه المسؤول عن التحقيق والذي حقق معي واتهمني بأني انتمي "لحزب العمال الكردستاني" وبأنني كافر وإيزيدي والذي كان يسألني دائما عن كيفية الصلاة وعدد ركعات الصلاة بالإضافة إلى تهديدي بأخذي للجزار وإزلة الوشم الموجود على ذراعي، كنا فقط ثلاثة أكراد ضمن مجموعة مؤلفة من ٦٠ شخصاً".

رأينا ألواناً من الإهانة والتعذيب أثناء العودة لعفرين

ويستكمل (ح.ع)حديثه: "أثناء عودتنا إلى عفرين تعرضنا للإهانة المتكررة أثناء المرور من الحواجز التي تتواجد فيها المرتزقة حيث كانو يتهموننا بالانضمام" لحزب العمال الكردستاني "ومع وصولنا إلى حاجز الباسوطة صادر المرتزقة هواتفنا ومبلغ ٥٠ ليرة تركية بالإضافة إلى تهديدنا وترهيبنا".

وتابع: "مع وصولنا إلى قرية كفرجنة لم يبقى لدينا المال الكافي للعودة إلى عفرين فاتصلنا بأحد الأصدقاء المقيمين في تركيا وأبلغنا بالذهاب إلى بلدة "دارة عزة" لأخذ المال من والده، وهناك في تلك البلدة اعتقلنا المرتزقة وبدأ أحد ضباط  الأتراك التحقيق معنا ووجه لنا الإهانات والاتهامات بالكذب وبالانتماء "لحزب العمال الكردستاني" وأننا جئنا من مناطق الشهباء إلى أن تم اطلاق سراحنا وتوجهنا إلى عفرين".

عايشنا الأوضاع الصعبة في عفرين

ويتابع: "عند وصولي إلى مدينة عفرين كانت الإوضاع هنالك صعبة جداً لم أكن أستطيع الخروج من منزلي كانت هناك اعتقالات عشوائية على الهوية وتستهدف الكرد، وكانوا يستولون على منازل الكرد بتهم عدة منها الانتماء "لحزب العمال الكردستاني"، وهناك جرائم كثيرة ترتكب، ومن بيت ما تابعت هناك كانت جريمة ارتكبتها المرتزقة مؤخراً حيث قامو بالاعتداء على إحدى السيدات وقتل زوجها وقطع يدها وسرقة مصوغاتها الذهبية وخطف أطفالها هذه الجريمة وقعت في حي الأشرفية بالقرب من الحديقة، هذا إضافة إلى الاستيلاء على بيوت المدنيين ومحلاتهم التجارية بطرق مختلفة وتهم باطلة".