مهجر عفريني يبدع في فن النحت على أشجار الزيتون لتجسيد معاناة النازحين

تبدع انامل المهجر العفريني احمد خليل في نحت تماثيل على جذوع أشجار الزيتون بمختلف الاشكال والاحجام بورشته الصغيرة في مخيم العودة رغم قلة الإمكانيات مؤكداً من خلال عمله على التمسك بتراثه الكردي الأصيل وتجسيد معاناة المهجرين من عفرين.

ويعمل المهجر الكردي العفريني احمد خليل من أهالي قرية ماراته البالغ من العمر 60 عام على صناعة التماثيل واللوحات الفنية من جذوع أشجار الزيتون والذي  يؤكد بأنه يسعى من خلال عمله الى تجسيد معاناة مهجري عفرين وايصال أصواتهم وصورهم الى العالم حيث يجمع بين العديد من المواهب الى جانب النحت مثل صناعة الالات الموسيقية والعزف وتدريب الأطفال على العزف والغناء بالإضافة الى كتابة الشعر .

وفي حديث له لوكالة فرات للانباء قال خليل" الفن هو ركن من اركان المجتمع وعلى المجتمع ان يتبنى ويضع في خدمتها كل الوسائل التي من خلالها يرقى الى المستوى المنشود له ، ويحتاج فن النحت الى تفكير وتركيز عميق والى براعة وابداع حتى يستطيع الفنان ان يجسد فكرته للمجتمع بشكل متقن.

وأضاف احمد في حديثه قائلاً " فن النحت هو تراث اجدادي وانا عملت في فن النحت منذ الصغر وكبرت وكبر الحلم بأعماقي لكن لم يكتمل طريقي بالفن منذ احتلال مقاطعة عفرين مدينتي مدينة الزيتون وشاء القدر ان أكون مهجراً الى مناطق الشهباء واحط رحالي في مخيم العودة لحماية أنفسنا واطفالنا من قصف الاحتلال التركي

وتابع حديثه قائلاً " المعاناة التي نعيشها الان في المخيمات معاناة كبيرة لا أحد يستطيع العيش فيها لكن رغم المعاناة الا ان ارادتي كانت اقوى رغم ظروف النزوح بقيت اعمل ولم اتوانى يوماً عن ممارسة الفن ونحت التماثيل على جذوع اشجار الزيتون وهذا الفن يعبر عن الاحزان والاوجاع فلذلك كنت اعمل في نحت التماثيل والمجسمات التي تعبر عن الم المهجرين من ديارهم.

وأشار في حديثه" قمت بصناعة اول عمل لي في مخيم العودة وهي آلة (البزق) والتي من خلالها أستطيع ان المس اوجاع المهجرين كما قمت بصناعة الكثير من الاعمال وشاركت في معرض الفنون التشكيلية رغم قلة امكانياتي وعدم وجود الأدوات الا ان عملي تكلل بالنجاح وتلقى الكثير من الاعجاب

واختتم المهجر العفريني احمد خليل حديثه بقصيدة شعر من تأليفه عن مدينة الزيتون قال فيه" اه يا عفرين يا مدينة التين والزيتون يا غابة العشق واريج الياسمين جميلة انتِ يا عشقي الابدي يؤلمني فراقك ويزداد بي الشوق والحنين بك احيى من اجلك واموت من اجل  ترابك وسماؤك  واما هواك فهو ملعب الحساسين انتِ واحة الجمال يحيطها الصنوبر والسنديان ، وبحيرة ميدانكي مرأة للناظرين جبالك الشامخة و ابناءك الاشداء وعلى صخورك سنحطم جماجم المحتلين ، الامس كنتم بيننا ضيوف اعزاء كنتم اخوة لنا في الإنسانية والدين واليوم اصبحتم عقارب تلدغون تنكرون الصحبة والمودة وطيبة قلوبنا البيضاء هل نسيتم من نكون ،نحن احفاد صلاح الدين فيا ويلكم من غضب الزيتون.