في ذكرى رحيله الـ 28، مروان فلو يروي لنا حياة المناضل اوصمان صبري

يصادف اليوم الذكرى الثامنة والعشرون لرحيل المناضل والكاتب اوصمان صبري، رحل اوصمان صبري وترك ارثاُ ثقافياُ نضالياُ يكفي لتخليده كعلم من أعلام النضال الكردي التحرري وتاركً بصمة وطنية عميقة.

اوصمان صبري ولد يوم 5-1-1905 في قرية نارنجي في منطقة كختي بولاية أديامان في كردستان الشمالية وهو ابن صبري آغا زعيم عشيرة مرديسا، دخل المدرسة الرشدية وهو في السابعة من عمره وتخرج فيها عام 1920 عاد بعدها الى قريته وكان شكري اغا يترأس العشيرة بعد وفاة والده في عام 1925 -1926 شارك مع عميه شكري ونوري في ثورة الشيخ سعيد بيراني وكان اعتقالهم واعدام عميه، أما هو فقد بقي في السجن لغاية عام 1928 حيث خرج بموجب عفو عام.

وفي عام 1957 أسس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا مع الدكتور نور الدين ظاظا وضمت اللجنة المركزية للحزب السادة: رشيد حمو –حميد حاج درويش –محمد على خوجه –شوكت حنان خليل –الشيخ محمد عيسى – حمزة نويران وعلى أثرها تعرض مرات عديدة للسجن والنفي بقي اوصمان صبري متحملاُ مسؤولياته التاريخية في الدفاع عن الشعب الكردي في سوريا حتى بعد الانشقاق الذي حدث في الحزب أواخر عام 1965.

وفي هذا السياق اجرت وكالة فرات للأنباء ANF حوار مع مروان فلو أحد أصدقاء الراحل اوصمان صبري تحدث قائلاً" شخصيتنا اليوم الشخصية الكردية المشهور والمرموقة المناضل والسياسي والشاعر اوصمان صبري الملقب بـ العم" أبو" ذو الشخصية الأخلاقية العالية وشعوره بالواجب والتمسك الشديد بمبادئ الحق والعدالة والشجاعة والجرأة بالدفاع عن الحقيقة والذي كان صريح في فكره وكان لديه حسن الاستماع الى اراء الاخرين والاعتزاز بالوطن والأرض وهي تعتبر السمات البارزة في العم أبو ، تعرفت عليه عندما كنت طفلاً صغيراً فقد كان والدي عزت فلو من أصدقائه المقربين إضافة الى الأستاذ رشاد جلعو والأستاذ رشيد شيخ والتي استمرت صداقتهم حتى خطفهم الموت.

وأكمل مروان حديثه " كان يعتقد ويؤمن ان اللغة هي أهم عامل للحفاظ على الامة الكردية ، تتلمذت حياة السياسية واللغوية والاجتماعية التي لم تنقطع زيارتي له وفي كل زيارة كنت اتعلم شيء جديد منه كان يؤمن بالعلم ويشجع بشكل كبير على تعلم لغة الأم والقراءة والكتابة واستمر في تعليم تلاميذه اللغة الكردية حتى وفاته طريقته في الكتابة كانت تختلف عن الجميع فكان له الطابع الخاص وكان يستشعر روح المجتمع ليكتب أشعاره وله مجموعاته من القصائد الشعرية المعروفة العم اوصمان كان يكره الاقطاع ومؤمن بالفكر الاشتراكي وان الاقطاع هو أحد الأمراض الرئيسية التي يجب محاربتها رغم انه ابن رئيس عشيرة مرديسا وكلف بإدارة أمور العشيرة رغم صغر سنه وتنازل عن ملكياته للفلاحين ،ايمانه بأن هذا ظلم للآخرين.

وقال مروان " العم اوصمان تزوج في ريعان شبابه من ابنة عمه وأنجب منها ابنته البكر والتي ابتعد عنه وعن وطنه للفرار من سجن الإعدام في تركيا ودخل روج افا منطقة كوباني ولم يتزوج رغم الابتعاد عن زوجته واطفالها فهو العم صبري كان مؤمن بأن تعدد الزوجات قانون خاطئ يفرز مشاكل في المجتمع وكان نظرته تختلف عن الباقي الشباب ويرى بأن المرأة شيء مقدس وفي يوم 26-12-1929 عبر الحدود الى سوريا بلدة كوباني وحل ضيفاً عند ال شاهين بك البرازي وفيها انتسب الى جمعية خويبون على يد الأمير جلادت بدرخان وأبناء شاهين بك البرازي وفي عام 1930 شارك في ثورة ارارات وتمت ملاحقته ووضعه تحت الإقامة الجبرية في دمشق الى جانب العديدين من الوطنيين الكرد ساهم في منظمة خويبون التي تأسست في أواخر العشرينات من قبل البدرخانيين وممدوح سليم و قدري جميل باشا ومصطفى بوزان شاهين بك ، وغيرهم من الزعماء الكرد التقليديين ، كما ساهم في التنسيق النضالي بين منظمة بين منظمة خويبون وثورة اكري داغ ، مع صدور مجلة هاوار في دمشق عام 1932 أسهم بالكتابة فيها الى جانب زملائه مثل جكرخوين وقدري جان وغيرهم من مثقفي ذلك الوقت ، ومن ذاك بدأ الكتابة باللغة الكردية الى جانب تدريسها وتعليمها قراءة وكتابة للتلاميذ في حي الكرد بدمشق.

وفي ختام حديثه مروان فلو قال " في تسعينات القرن الماضي كان العم اوصمان صبري يؤمن بأن حركة حزب العمال الكردستاني بقيادة القائد عبد الله اوجلان ستنجح لأن اتبع القائد اوجلان حياته في سبيل القضية الكردية وهم منظمون وملتزمون بقضيتهم حتى الموت لذا سينجحون وبهذا السياق فقد قام القائد عبد الله اوجلان أكثر من مرتين، وعند اشتداد المرض عليه كانت رغبة الرفاق أن يدفن في مقبرة الشهداء في تل كفر وقد تم ذلك.