العلماء يكتشفون "الاندماج النووي" التاريخي

تم تحقيق اكتشاف تاريخي في الاندماج النووي، وأعلن العلماء الأمريكيون بأنهم حققوا خطوة علمية عظيمة في مجال الاندماج النووي.

أعلنت وزارة الطاقة الأميركية، يوم أمس الثلاثاء، عن "اختراق علمي كبير" حققه باحثوها في مجال الاندماج النووي، وهي تكنولوجيا يُنظر إليها على أنها مصدر ثوري بديل للطاقة.

وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر غرانهولم "حققنا إنجازاً علمياً بميدان الاندماج النووي يمهد للتقدم في مجالي الدفاع والطاقة النظيفة".

ويعمل العلماء منذ عقود على تطوير الاندماج النووي، والذي يصفه مؤيدوه بأنه مصدر نظيف ووفير وآمن للطاقة يمكن أن يسمح للبشرية في نهاية المطاف بإنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري الذي يتسبب بأزمة المناخ العالمية.

ونشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريراً أثار الكثير من الجلبة في المجتمع العلمي، حيث قالت إن باحثين بمختبر "لورانس ليفرمور" الوطني في كاليفورنيا نجحوا لأول مرة في إنتاج "رصيد صاف من الطاقة" من الاندماج النووي، وهذا يعني إنتاج طاقة أكبر في التفاعل مما تم استخدامه في تفعيلها.

وقال الفيزيائي جيريمي تشيتندين من "إمبريال كوليدج لندن" إنه إذا تم تأكيد الإنجاز "فهي لحظة اختراق حقيقية مثيرة للآمال.. إنه يثبت أن الهدف المنشود منذ فترة طويلة، الاندماج الذي نتوق إليه، يمكن تحقيقه بالفعل".

ولإنتاج الطاقة، تستخدم محطات الطاقة النووية حول العالم حالياً الانشطار، الذي يقوم على شطر نواة ذرة ثقيلة. أما الاندماج فيجمع بين ذرتين من الهيدروجين الخفيف لتكوين ذرة أثقل من الهيليوم ويُطلق كمية كبيرة من الطاقة خلال هذه العملية.

وهذه هي العملية  تحدث داخل النجوم، بما فيها الشمس.

وقالت "فايننشال تايمز" إن علماء مختبر لورانس ليفرمور الوطني أنتجوا مؤخرا حوالي 2.5 ميغا جول من الطاقة في تفاعل اندماج نووي، أو نحو 120% من 2.1 ميغا جول استخدمها الليزر لبدء التفاعل.

وستوفر هذه النتيجة أخيراً دليلاً على المبادئ الفيزيائية التي حددها باحثو الاندماج قبل عقود، وستمثل ما قال طوني رولستون، المحاضر في جامعة كامبريدج، إنه "نجاح للعلم".

وقال إريك لوفيفر، مدير المشروع في لجنة الطاقة الذرية الفرنسية، لوكالة الصحافة الفرنسية إن ذلك قد يستغرق 20 أو 30 عاما أخرى.

ولكن خبراء المناخ يحذرون من أن العالم لا يمكنه الانتظار كل هذا الوقت لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحد من تأثيراتها الخطيرة.