حركتا الثقافة والفن والهلال الذهبي تستذكران الرفيقة هوزان مزكين

استذكرت حركة الثقافة والفن وحركة الهلال الذهبي هوزان مزكين وقالتا: "نتعهد بأن نرفع راية إرث الشهداء الأبطال في شخص هوزان مزكين حتى النهاية".

أصدرت حركتا الثقافة والفن (TEV-ÇAND) والهلال الذهبي بياناً في ذكرى استشهاد هوزان مزكين، جاء في نصه:

عاشت الشهيدة هوزان مزكين بإيمان ووعي، شاركت رفاقيتها بروح فدائية، بطبيعتها الثورية، كتبت أغاني عن حقيقة القائد وحزب العمال الكردستاني ومقاتلي الكريلا، ونقشت هذه الحقيقة في قلوب الشعب الكردي بصوتها العذب، وجدلت فنها مع الكريلاتية وبصفتها امرأة واثقة من نفسها وذات إرادة حرة في حركة الحرية، تولت مسؤولية قيادة الإيالة لأول مرة، وأرسل القائد مزكين بمهمة هامة من البلاد إلى أوروبا، وفي كل مكان وفي ظل جميع الظروف، وبوتيرة عالية وإيمان قوي وموقف آبوجي، نجحت في تنفيذ أعمال الثورة، لهذا السبب كان العدو يبحث عن القيادية مزكين في كل مكان، حيث سمعوا عن شجاعة وذكاء وتأثير الأغاني الثورية للرفيقة مزكين، وفي 11 أيار 1992، بينما كانت الشهيدة مزكين تؤدي واجبها من غرزان وعبورها إلى تطوان، ونظراً لأن العدو قد تلقى المعلومات، بدأ بتفتيش المنازل واخيراً وجد المنزل الذي توجد فيه الرفيقة مزكين بدأ بتطويقه، لكن الرفيقة مزكين قاومت بروح فدائية مثل كمال، مظلوم، عكيد ضد هجوم الدولة التركية المستبدة والفاشية، وانضمت إلى قافلة شهداء كردستان، حيث خلقت كردستان حرة في نفوس الشعب بموقفها النضالي وبأغانيها (Gundîno Hawar، çemê Hezîlê)".

وتابع البيان، سارت الرفيقة هوزان مزكين على خط الفن الثوري الذي قام علي دوغان يلدريم ودليل دوغان ببنائه وأسسوا المعايير الأساسية لشخصية الفنان، وقد قيل هذا،" لهذا السبب تعتبر الشهيدة القيادية مزكين معيار الفن، المقاتل والوطنية للجميع في النضال من أجل الحرية، لقد كانت قدوة لجميع الأطفال، الشبيبة والشعب بشخصيتها المتواضعة والفدائية والقتالية والعمل الدؤوب، وأخذت مكانها كذكرى في تاريخ ونفوس الشعب، بمناسبة الذكرى 31 لاستشهاد الرفيقة العزيزة، نستذكر الشهيدة مزكين بكل احترام وامتنان، بصفتنا حركة الثقافة والفن وحركة الهلال الذهبي، فإننا نتعهد بتصعيد نضال الذي خاضته هوزان مزكين ورفع راية إرثها.

تتعرف الشهيدة مزكين على حركة ونضال الحرية عن طريق القائد العظيم عكيد، تتأثر بالقائد والشهداء وتنضم إلى صفوف النضال بداية عام 1980 من مدينة آيله، كامرأة، قامت بعمل ريادي داخل المجتمع الكردي في تلك السنوات، عملت بين الناس ونهضت بهم وانضمت إلى الحركة مع مجموعة من رفاقها واتجهت إلى الجبال الحرة، لطالما جذبت انتباه المحيطين بها بشخصيتها القوية والطبيعية في طفولتها، وكانت تقول دائماً:" يجب على المرء أن يتعامل مع الحياة بصدق، أحب الكلام الصادق، أحب التصرفات الصادقة والعادلة"، يوما بعد يوم، كانت تتعمق وتوسع هذا البحث لتجد إجابتها في أفكار وآراء القائد حول حرية المرأة والمجتمع وقررت أن تعيش حياة ثورية، وانضمت إلى صفوف الكريلا كبطلة رائدة".

وجاء في البيان أيضاً، أن صوت الشهيدة مزكين يخفي بين طياته صرخة المرأة المضطهدة والوطن الضائع وإعادة إحياء للشخصية الكردية، وأستمر:" كان هناك إيمان بالنجاح وقوة النضال وحب الوطن والتصميم على الاستقلالية في مواجهة هذا الآلام والمآسي في صوت الشهيدة مزكين، كانت توحد فنها مع واجبها الثوري، وتؤدي واجباتها في أكثر الظروف قساوة وصعوبة، كانت معنوياتها مرتفعة دائماً، ظلت إلى جانب القائد أوجلان في الساحة اللبنانية وتلقت تدريبها في أكاديمية الشهيد محسوم كوركماز، ثم أرسلها القائد أوجلان إلى أوروبا من أجل تأسيس فرقة موسيقية أطلق عليها اسم فرقة (Berxwedan)، تمكنت من تأسيس فرقة (Berxwedan) في وقت قصير رفقة هوزان صفقان وأعلنا عن بدء فعالياتها الفنية، ومثلما لعبت دوراً رئيسياً في عمل الفن الثوري، لعبت أيضاً دوراً مهماً وفعالاً في تأسيس الحركة النسائية، شاركت الشهيدة مزكين في أعمال المؤتمر الثالث لحزب العمال الكردستاني ومن ثم أرسلها القائد للعمل في أوروبا بمنظور المؤتمر النسائي الكردي الأول لاتحاد المرأة الوطنية الكردستانية (YJWK) وألقت الشهيدة مزكين بنفسها الخطاب الافتتاحي الأول لمؤتمر اتحاد المرأة الوطنية الكردستانية (YJWK)، كانت الشهيدة مزكين منخرطةً بعمق في الأيديولوجيا والتنظيم والفلسفة والمجتمع،  حققت الانسجام بين الفكر والعمل وبموقفها أسست البساطة والثقافة الثورية والشجاعة الأصلية في شخصيتها، لهذا السبب أوفت بمسؤولياتها ضمن الثورة حسب الوقت والزمن، وردت بأقوى الطرق على العدو وأظهرت لنا طريق الحرية، في عام 1983، غنت الشهيدة مزكين وهوزان صفقان في الاحتفال لأول مرة بعيد نوروز في ألمانيا، عندما غنت الشهيدة مزكين على المسرح مرتدية الملابس الشعبية، أصبح حلم الوطن الحر في قلوب الناس أكبر وأقوى، وخفت آلام الشوق للوطن".

ذكرت حركة الثقافة والفن وحركة الهلال الذهبي الثقافية في البيان أن الفن هو خلق حياة جديدة وأسلوب حياة كريمة وحياة مجتمعية ديمقراطية، واستمر البيان كالآتي:" الفن هو خلق أمل جديد وحب للحياة ومشاركة للحقيقة، مثلما عاشت الشهيدة هوزان مزكن في ذروة حقيقة الفن وخلق حياة جديدة، خلقت قيمة وإرثاً كبيرين في ممارسة الإدارة والقيادة وأصبحت مثالاً يحتذى به من خلال نهجها في الفن الثوري، عاش مع الثورة لحظة بلحظة وقاومت، بصفتها أول امرأة في قوات كريلا تولت المسؤولية على مستوى قيادة إيالة ماردين، بعد المؤتمر الرابع لحزب العمال الكردستاني، توجهت إلى إيالة كرزان، عندما توجهوا من هركول نحو كرزان، كتبت أغنية جديدة في خضم مسيرة الحرية،" Bîrlîk rêket lê lê, ji Botanê, çek bi destan çû Garzanê lê lê"، كتبتها وسارت مع مجموعة الكريلا وهي تغني هذه الأغنية لعشرات الكيلومترات، ابتكرت هوزان مزكين عشرات الأغاني الجديدة بموقفها هذا وروحها الثورية، وخلقت الشخصية الأبوجية في داخل نفسها، ووضعت كل معرفتها وقوتها وخبرتها في خدمة الثورة وحرية الوطن.

حتى مع أقل الإمكانات، قامت بعمل تاريخي واجتماعي وسطرت أروع ملحمة من خلال مشاركتها في تأسيس الحركة النسائية والثقافية والفنية في مركز الرأسمالية، أوروبا هي أكثر الأمكنة التي استُهدفت فيها الروح المعنوية البشرية، إنه مكان تم فيه تقسيم التنشئة الاجتماعية، لكن مع نهضة القائد أوجلان، تغيرت حياة الشتات الكردية ووضعها، كفاح وجهود الشهيدة مزكين حاسمة جداً في هذا التغيير وهذه النهضة، وكان ذلك أعظم رد على سياسات القمع والإنكار والمحو في كفاح الرفيقة مزكين، قاومت هوزان مزكين من أجل الثقافة الكردية من خلال فنها وقيادتها وريادتها.

يجب على جميع مناضلي الفن الثوريين والمثقفين والناشطين والفنانين أن يعملوا وفقاً لحقيقة الشهيد مزكين وأن يتبعوا إرث هوزان مزكين وهوزان صفقان وهوزان سرحد، دليلة وساريا باران خليل داغ وزردشت منذر وبرجم، من الضروري أن يرفع كل عامل وصديق للفن من مستوى الوطنية والفن العام قدر الإمكان في هذا الوقت مثل الشهيدة مزكين، وأن يقفوا مرة أخرى في وجه النظام الأبوي والتحيز الجنسي والفاشية والديكتاتورية، معاً، سنرفع العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان وسنكسر نظام التعذيب المستمر منذ 25 عاماً في إمرالي، بصفتنا حركة الهلال الذهبي لثقافة المرأة، وبمناسبة الذكرى الـ 31 لاستشهاد القائدة هوزان مزكين، نستذكر بكل احترام وامتنان كافة شهداء كردستان، ونجدد العهد بالتمسك بذكراهم ونقول إننا سنتبع وسنزيد من حجم ميراثها الفني".