ورشة العمل لشبكة الثقافة واللغة تدق ناقوس الخطر وتدعو للوقوف في وجه الانصهار اللغوي

انتهت ورشة العمل الأولى لشبكة اللغة والثقافة، التي عقدت في منطقة صور، بعد يومين من الجلسات، حيث تم إعداد 12 منصة والتي قدمت مقترحاتها إلى هيئة الشبكة . 

وتمت قراءة المقترحات في اليوم الثاني من ورشة العمل. وبعد ذلك تم توجيه المشاركين إلى توصياتهم بشأن القواعد والخريطة والمجلس. ونتيجة للنقاشات والمقترحات التي تمت يوم الامس، تم انتخاب المجلس التنفيذي المؤلف من 27 شخصاً.

وفي تصريح إلى وكالة فرات للانباء ANF حول الطبعة الأولى من شبكة اللغات والثقافات، تحدث كل الباحث في اللغة زانا فارقيني والباحثة جواهير صادق دوزغون.
 
حيث قال الباحث في اللغة زانا فارقيني إن الغرض الرئيسي هو تحديد الخريطة وقال: "في الاجتماع الأول تم إنشاء شبكة الثقافة واللغة، وتم تحديد السكرتير. وفي الاجتماع الأول تقرر عقد اجتماع شامل. وكان الهدف هو الثقافة واللغة والوقوف في وجه الانصهار والانحلال، إننا نحتاج إلى وضع أطرافنا السياسية على الهامش والوقوف في وجه الانصهار اللغوي ، لذلك قمنا بتنظيم اجتماع وقمنا بعقد  12 منصة مثل منصة الناشرين، منصة الكتاب، الثقافة، الفن، منصة اللغة والتعليم، المنصة المهنية، منصة القانون والحقوق، منصة الأعمال، منصة الاتصالات، المنصة الأكاديمية والاجتماعية، منصة المحتويات وايضاً تم إعداد منصة المؤسسات النسائية ومنصة مؤسسات الأطفال، وحددت كل منصة  المشاكل ، ومن ثم اجتمعوا سوياً، وسنعمل معا من أجل الخريطة".

كما ذكر فارقيني أن شبكة اللغات والثقافات هو عمل مدني وقال "هذا العمل خارج الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. إن الثقافة واللغة ملك لنا جميعاً، واللغة تعبر عن هويتنا واجتمعنا لهذا السبب، يجب أن نعمل معاً بطريقة حضارية ومدنية، وورشة العمل هذه ستحدد طريقة الشبكة، لهذا يجب أن نتخذ خطوات عملية من الآن فصاعداً فيما يتعلق باللغة، الثقافة، التعليم، التدريس، الصهر، الوعي، تنمية اللغات والجوانب القانونية التي سنعمل بها. سنقوم بتقييم جانبين، أحدهما يمكن للكرد القيام به بأنفسهم، والثاني ما يمكن للكرد ان يطلبه من الدولة وماذا يطلبه من الرأي العام العالمي. وسنخطو خطوات مهمة في هذا الاطار، والأهم من ذلك هو تحديد أوجه القصور ومن ثم العمل عليها".

وصرح فارقيني خلال كلمته أن اللغة الكردية هي الأكثر عرضة للخطر في شمال كردستان، وقال: "تواجه اللغة الكردية المخاطر في الأجزاء الأربعة من كردستان. ولكن في شمال كردستان الوضع مختلف وهناك خطر كبير. عيونهم على تركيا في جميع الاجزاء الكردية  المحتلة، عندما تتغير سياسات الدولة في الشمال، فإن لذلك تأثير على أجزاء أخرى من كردستان، لذلك نرى العمل الذي نقوم به الآن هنا في غاية الاهمية، ولقد واجه الجزء الشمالي من كردستان المزيد من سياسات الصهر والانحلال أكثر من أي جزء آخر. في السابق مارست تركيا سياسة الصهر والانكار، لكن الرئيس الحالي ذكر أنه وضع حداً لهذه السياسة ، لكن لسوء الحظ تستمر هذه السياسة أكثر من أي وقت مضى. يجب ان يعترف كل مكون وقومية بوجوده  والاعتراف بجميع الحقوق  المضطهدة  والمصادرة، كما يجب دفع تعويضات. ويجب على الكرد المحافظة على وجودهم ولغتهم، يجب ان يدرك الجميع أننا لن نتمكن من توريث أطفالنا لغتنا ما لم تكن هناك لغة تثبت وجودنا. هذه اللغة هي أمانة من ابائنا واجدادنا ويجب علينا العمل على إيصالها بأمان إلى أطفالنا. لذلك الشيء الاهم هو التدريس بلغتنا وليس تعلمه".

كما ذكر فارقيني أن أطفال الكرد  في كردستان تخلوا عن لغتهم واختتم حديثه قائلاً: "هذه ليست خطيئة أو جريمة  ارتكبها الاطفال، إنها جريمة ارتكبها الكبار، حيث يجعلون الأطفال يدرسون اللغة التركية بذريعة  ان لا يلقى الاطفال صعوبات في التعليم، وهم لا يدركون  ان أدمغة الأطفال تشبه المغناطيس ويمكنهم تعلم 5 لغات معاً. يجب على كل عائلة التحدث بغلتهم الام  وتعليم أطفالهم والتحدث بها في منزلهم وفي حياتهم اليومية".

كما أشارت جواهيرصادق دوزغون أيضاً إلى أن الأسس الأساسية لتعريف الذات والهوية هي أيضاً اللغة والثقافة، مضيفة: " دعت مجموعة من 45 شخصاً إلى ورشة العمل هذه قبل شهراً ونصف،  وسنجتمع من أجل الخريطة. وقد عقدنا اجتماعنا الأول بانضمام  ما يقارب 300 شخص. اللغة والثقافة ليست مشكلة لعدة اشخاص، وانما هما مشكلة الامة الكردية باسرها، وإن  الجوهر الاساسي  لامة ما هي اللغة، وعندما  تفرط امة ما بلغتها، فمن غير المرجح أن تستمر الأمة بوجودها. وقد عقدت ورشة العمل هذه بهذه الذهنية. اليوم هناك هجوم عدواني على اللغة والثقافة الكردية. وزرعت بذور هذا الهجوم منذ بداية إنشاء هذه الجمهورية. جميع حكومات هذه الدولة تهاجم الأمة الكردية كمهمة أولية".

كما وأشارت دوزغون أن اللغة الكردية تتعرض للتهديد في الجزء الشمالي من كردستان ، وقالت: "في تركيا وكردستان، اللغة بأكملها في خطر. من بينها، الخطر الأكبر هو أمام اللهجة الكردية. وعملنا هذا ليس فقط على لهجة محددة، وانما هو على اللغة والثقافة الكردية، حيث أن أطفال الكرد يصبحون أكثر بعداً من لغتهم، وهنا المسؤولية الاكبر تقع على عاتق العوائل، لان المبادئ الأساسية للتعبير عن الذات هي اللغة والثقافة، ويجب على الجميع ادراك ذلك".