ليلى إبراهيم: اللغة والثقافة هي تعريف لهوية الشعوب

قالت ليلى إبراهيم الرئيسة المشتركة لاتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرة إن الدول التي تحاول القضاء على الشعوب تفرض لغتها عليها منذ البداية، وإن الدولة التركية لا زالت تمارس أساليبها للقضاء على الثقافة واللغة التي هي تعريف لهوية الشعب الكردي في عفرين.

تحدثت الرئيسة المشتركة لاتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرة  ليلى إبراهيم لوكالة فرات للأنباء (ANF ) حول محاولات الدول المستعمرة لمحو الثقافة واللغة الكردية في أجزاء كردستان الأربعة، وممارسات الدولة التركية المتتالية لتغيير ديمغرافية مقاطعة عفرين وفرض لغتها على أهاليها.

واستهلت إبراهيم حديثها، قائلة: إن هناك إبادة ثقافية في أجزاء كردستان الأربعة من كافة الجهات، ومنها اللغة والثقافة الكردية، حتى قبل هذه الثورة كانت اللغة الكردية ممنوعة، كُنا لا نستطيع التحدث بها، فمنذ البداية والدول المستعمرة تحاول إبادة الشعب الكردي من خلال القضاء على ثقافتها ولغتها ولهذا السبب تعرض الشعب الكردي للإبادة.
وأضافت إبراهيم "من خلال هذه الثورة نستطيع القول إنه تم تأسيس ثقافة الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، وتم نشر فكر حماية الثقافة واللغة لجميع الشعوب، لذلك نحن الشعب الكردي تم إبادة لغتنا وثقافتنا من قبل العدو، فنحن لا نريد أن يعاني أي مكون كالعربي والسرياني من انتهاك حقوقهم، بل يجب أن يمثلوا أنفسهم بلغتهم، ثقافتهم وهويتهم بعيداً عن أي ضغوط".
وأكدت أن الدولة التركية تحاول تجديد عهد العثمانيين ولا تقبل بأي لغة وثقافة غير ثقافتها، ولهذا تريد القضاء على كافات اللغات وتريد تأسيس راية ولغة واحدة تحت سلطتها، ولهذا لا تقبل بالشعب الكردي.
وأشارت إلى أن المثال الذي أمام الأنظار هي "مقاطعة عفرين المحتلة"، ففي البداية شنت تركيا هجماتها على ثقافتها ومناطقها الأثرية التي تمثل العرق الكردي هناك في عين دارا والنبي هورو، وحاولت بكل جهدها القضاء على المناطق الأثرية في المقاطعة.
وقالت إبراهيم: "ناقشنا تأثير الاحتلال التركي لعفرين وتغير ديمغرافية عفرين من ناحية الثقافة والتاريخ  في ندواتنا الحوارية ومحاضرتنا أيضاً، فتركيا أرادت تغيير جغرافية عفرين، وتوطين سكان غير سكانها الأصليين والقضاء على الشعب الكردي وإبادة الثقافة واللغة الكردية هناك وتسود ثقافة أخرى عائدة لسلطة الدولة التركية، وحتى هذه الحظة ما زالت محاولات العدوان التركي مستمرة في عفرين من حيث قتل المدنيين وإبادة الثقافة وتدمير المناطق الأثرية وفرض اللغة التركية في المدارس".

وتابعت إبراهيم: العقبات التي واجهناها منذ البداية كانت المدارس، عندما كان الأطفال يذهبون إلى المدارس كانوا يتعلمون لغات الحكومة وليس لغتهم الأم، في إيران يتكلمون الفارسية، في تركيا يتكلمون باللغة التركية، وفي سوريا يتكلمون العربية وجنوب كردستان أيضاً يتعلمون اللغة العربية،  فكانت الدول الحاكمة تفرض لغتها على الشعب، ومن خلال هذا الأسلوب كانوا يمنعون تطور اللغة الكردية وثقافتها.
وأكدت أن أي دولة إذا أرادت القضاء على إحدى الثقافات فهي تبدأ بالقضاء على اللغة ومنع التحدث باللغة الأصلية، وعندما يبتعد الشعب عن لغته سوف يبتعد عن ثقافته وعرقه أيضاً.
وقالت: "إنه إذا لم يكن لدى شعب ما لغته الأم فإنه لا يملك ثقافة وهوية خاصة به، الآن في روج آفا وبعد الثورة والتطورات، التي حصلت في المدارس، أطفالنا يتحدثون بلغتهم وهم محررون من سياسة الإبادة".
وأضافت إبراهيم "نحن كمثقفين طورنا من خلال المحاضرات، والندوات الحوارية وبيوت الشعر عن اللغة أعمالنا عن الثقافة كما توجد لدينا فروع الثقافة في كافة المدن، ونعقد المحاضرات والاجتماعات للأهالي في الكومينات ونتطرق من خلال نقاشاتنا إلى سياسات التغيير الديمغرافي في عفرين، ومواضيع إبادة الثقافة وطرق حماية اللغة، وأردنا أن نقوم بأعمال كثيرة ونوصل أرائنا ونحذر الشعب من هذه السياسة".
ولفتت إلى أن الدولة التركية تنهب  الأراضي السورية، وأنه رغم هذا النهب والاحتلال فالحكومة السورية ملتزمة بالصمت فمدينة عفرين أيضاً هي جزء من الأراضي السورية، الدول والحكومة السورية صامتون بسبب مصالحهم وعلاقتهم الشخصية.
واستطردت: "نحن كمثقفين نقول إنه على كافة المكونات والشعوب أن يتحدثوا بلغتهم الأم عبر فكر الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، التي تم تأسيسها في روج آفا (غرب كردستان) ونرى أن هذا المشروع له أهمية كبيرة للشعوب، فتحدث الشعوب بلغتها الأم يجعل هذا المشروع متطور أكثر وذو نتيجة أكبر".
وأكدت في ختام حديثها: "نحن نستقبل كافة اللغات مثل العرب السريان، ولا نقول إن الشعب الكردي له لغته فقط، لهذا فإن باب الثقافة والديمقراطية مفتوح لكافة المكونات".