صناعة السجاد في وان وجولميرك تحتفظ بجودتها

لاتزل صناعة السجاد في مدينتي وان وجولميرك بشمال كردستان, والمشهورة على الصعيد العالمي, تحتفظ بجودتها وقيمتها. على الرغم من السياسات التركية السلبية على ازدهار معظم المدن الكردية وتأثير الاحداث على الطلب على شرائها.

تعود صناعة السجاد الكردي في منطقتي وان وجولميرك الى العصور "الحورية". وتشتهر باعتمادها على اليد العاملة والتي تتقن صناعتها حاملةً تراث المنطقة وثقافتها, من خلال النقوش والرسوم التي تتم حياكتها على السجاد.

ويمكل السجاد المصنوع في هاتين المنطقتين 50 صنف ونوع, ولكل صنف دلالته ورسومه المختلفة عن الآخر. وتتم صناعتها ب 4 اساليب ولكل اسلوب آليته الخاصة به, وهي: زيلي, دوز, سوماك وجيجيم. تأتي خصوصية كل اسلوب بالنقوش التي تحاك على السجاد من خلالها, من رسوم حيوانات, رسوم هندسية, مناظر للطبيعة, دلالات دينية وثقافية.

تستغرق صناعة كل سجادة حوالي 30 يوماً

ولاتقتصر خصوصية السجاد في وان وجولميرك على هذا فحسب, بل لكل سجادة اسمها الخاص بها مثل جانبزار, كولهازار, لولبير, كولساريا, شهفاني, كولكفر وخالد بك. وغيرها من الاسماء المتعددة والتي تحمل دلالاتها ورموزها. حيث تعبّر السجادة في وان عن حياة الكرد والأرمن, وتوحي بمرحلة تنقلاتهم مع قطعان اغنامهم للرعي في المناطق الغنية بالاعشاب. وتعبّر مثيلتها في جولميرك عن النسطورية.

وكل تلك النقوش والرسوم تتطلب دقّة ومهارة عاليتين, لذا في تستغرق وقتاً لصناعتها, لاتقل عن 30 يوما لكل سجادة.

بقاء 5 ورش فقط لحياكة السجاد

سابقا, كان يوجد في كل منزل بهاتين المنطقتين (نول) لحياكة السجاد. والآن لانرى إلّا معامل قليلة تصنعها. وإذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة, ستزول صناعة السجاد في وان وجولميرك. في غضون الثلاث اعوام الماضية, وبسبب عدم توافد السيّاح المحليين والاجانب, كادت هذه الصناعة التاريخية أن تزول.

في العام 2010, كانت تتواجد أكثر من 50 ورشة لحياكة السجاد في مدينة وان وحدها, لكنّ هذا العدد قد تنازل الى 5 ورشات فقط. ومعها زالت انواع عديدة من الوجود, حيث كانت تُصنع سابقاً السجاد الهركي, دزيي, دياري والأرمني, لكنّ صناعتها توقفت الآن, وذلك لاسباب تقنية أخرى.

السجاد يدلّ على تاريخ وثقافة المنطقة

يقول صُناع السجاد وبائعوها أن الطلب على السجاد قد تقلّص, على الرغم من أنّها كانت مرغوبة جداً. فهي تحمل من خلال نقوشها ورسومها دلالات تاريخية, ثقافية وفنّية تتعلق بتراث المنطقة. ويعزو أحد تُجار السجاد تناقص الطلب إلى "عدم مجيء السيّاح الأجانب والمحليين وذلك بسبب الأحداث التي تشهدها المنطقة. حيث كانوا سابقاً يأتون لمنطقتي وان وجولميرك, خصّيصا لشراء السجاد, أمّا الآن, فإنّه من النادر رؤيتهم هنا. وإذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة, فإن سجاد وان وجولميرك سيبقى جزء من الماضي".