سبعة أعوام على ثورة روج آفا

لم تقتصر التغيرات والتطورات في روج آفا على مر سبعة أعوام من ثورة 19 تموز، على الجانب العسكري والإداري بل تعدت ذلك لتؤثر على شخصية الانسان بحد ذاتها.

 بعد مرور سبعة أعوام على ثورة 19 تموز، نشهد في شمال وشرق سوريا تغيرات وتطورات كثيرة من الجانب العسكري والإداري وصفحات من المقاومة وحب الوطن، ولكن التغيرات لم تقف عند ذلك فقط، بل أثرت على شخصية الانسان المتواجد في مجتمع روج آفا، من أطفال وشيوخ وشباب ونساء؛ وقد أثرت هذه التطورات على المجتمع بأكمله.

 كوباني، كانت تلك المدينة التي نستطيع القول بأن اسمها لم تكن تذكر على الخارطة، فالنظام البعثي لم يكن يسمح بتشكيل أية مؤسسات تنموية فيها، والضغط والقمع كانا سيدا الموقف حيث لم حرية التعبير وإبداء الراي كان شيئاً ممنوعاً، وحياة الشعب كانت بائسة لا معنى لها، في حين لم يكن تفكيره يتعدى لقمة العيش، وطاقات الناس كانت مكبوتة، ويمكننا القول أن نظام البعث حصر جم تفكير الناس بتدبير أمورهم المعيشية .

 فيدان دريعي التي تعمل حالياً في إدارة وقف المرأة في كوباني، تحدثت لنا عن ذلك الوقت الذي اضطرت فيه إلى ترك الدراسة وتحطمت معها كل آمالها وطموحاتها، وقالت "لم أكن أجيد اللغة العربية وكانت جميع المعلمات في المدرسة من المكون العربي، وكان ذلك يخيفني ولم يكن باستطاعتي تعلم اللغة والدراسة تحت وطأة خوفي، فاضطررت إلى ترك المدرسة."

فيدان تجسد في شخصيتها المئات من الأطفال الذين تركوا التعليم، بسبب الصعوبة التي وجدوها في تعلم لغة أخرى ليست لغتهم الأم .

وبعد ثورة 19 تموز والتي كانت مؤسسة اللغة الكردية إحدى إنجازاتها، توجهت فيدان إلى مؤسسة تعلم اللغة الكردية؛ وتحدثت لنا فيدان عن تعلمها للغة الكردية " بدأت بتعلم الحروف ووجدت فيها سهولة كبيرة، كنت أسأل نفسي دائماً هذا السؤال، لماذا كنت أواجه صعوبة في التعلم سابقاً، والآن تغير الوضع؟."

على الرغم من أن الحرب لم تهدأ خلال السنوات السبع الماضية، إلا أن البناء المؤسساتي لم يتوقف بل كان يؤسس له بشكل متوازٍ مع الدفاع والحماية، حتى يتمكن الجميع من الاستفادة من الفرص المناسبة وشغل المنصب المناسب في المؤسسات الخدمية والإدارية بمختلف مستوياتها.

 فيدان الآن تشغل منصب مديرة مؤسسة نسائية، إنها تؤمن فرص العمل والتعلم على مهنة الخياطة والحاسوب للنساء، حتى تكون لديهم فرصة للاستقلال الاقتصادي والاعتماد على ذواتهم .

أشعلت ثورة روج آفا نيران الثورة داخل كل فرد يعيش على هذه الجغرافيا، وهذه النيران التي دفعت بمجتمعنا إلى إدراك القوة الكامنة التي نمتلكها والإرادة التي نتمتع بها؛ وهذه هي المرة الأولى التي يتمتع بها مجتمعنا بالحرية وإرادة الحياة.