"اللغة شرط أساسي للوجود".. المؤتمر الكردستاني يهنئ بمناسبة يوم اللغة الكردية

هنأت لجنة اللغة والتعليم والثقافة في المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) بمناسبة يوم اللغة الكردية في بيان بالقول: "اللغة هي شرط أساسي للوجود".

ووجهت لجنة اللغة والتعليم والقافة في المؤتمر الوطني الكردستاني رسالة بمناسبة يوم اللغة الكردي المصادف في 15 أيار/مايو هنأت فيه الشعب الكردي بهذه المناسبة وجاء فيها:

منذ مئات السنوات تحاول قوى الاحتلال والاستعمار والأنظمة التي تلتها القضاء على اللغة والثقافة الكردية، لكنها فشلت لا اللغة الكردية أصيلة وبسبب الارتباط الوثيق ما بين الشعب الكردي لغته وثقافته، وبفضل تضحيات وجهود المناضلين الكرد الذين دافعوا عن لغتهم وثقاتهم. كردستان وفي ظل فترة حكم الإسلام السياسي تعرضت اللغة الكردي لمحاولات تعريب وفي مرحلة تقسيم كردستان لقسمين تعرضت للتفريس لكن وفي تلك المرحلة ظهرت الكفاح الثقافي بشكل قوي دفاعاً عن اللغة والثقافة الكردية لتضع البذرة الأولى للاب والثقافة الكردية كتابياً.

الكفاح الثقافي لحماية اللغة من التتريك والتفريس

وفي التاريخ الجديد في القرن العشرين ازداد الخطر على اللغة والثقافة الكردية عند تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء. حيث بدأت عمليات التتريك والتفريس في أن واحد تفرض على كردستان وكان مهمة حماية هذه اللغة صعبة للغاية ومرة أخرى بفضل التضحيات الكبيرة صمدت لغتنا لتبقى امتنا. هنا لا يجب الحديث عن عائلة مير بدرخان و صحيفة كردستان وهاوار والمثقفين الكرد فقط بل يجب ذكر كل مساعدات ومساعدة العشائر الكردية التي حمت اللغة والثقافة وأسهمت في إنعاشها بكل ما تملك من قوة.

اليوم بوعد مئة عام على تقسيم كردستان لا يزال الخطر قائماً بل وأكبر فلا يزال شعبنا يتعرض للانحلال والصهر داخل المجتمعات الأخرى ويعاني من القمع والعداء وتتعرض الثقافة واللغة للمؤامرات من قبل قوى الاحتلال.

سابقاً ورغم حظر اللغة الكردية وخاصة في شمال كردستان إلا أن شعبنا في القرى كان يحافظ على لغته وثقافته لحد كبير بالمقارنة مع الذين يعيشون في المدن، لكن اليوم معظم القرى الكردستانية في أجزاء كردستان الأربعة باتت خالية من سكانها بسبب ضغوطات الأنظمة الحاكمة لكردستان، وتهميش المناطق الكردستانية، والأوضاع الاقتصادية السيئة، مما دفع أهلنا إلى النزوح إلى المدن الكبرى والانحلال وسط مجتمعات أخرى. في السابق كانت هناك مؤسسات وجهات كردية تعني بشؤون اللغة والثقافة لكن في السنوات الأخيرة تم إغلاقها وخاصة في شمال كردستان من قبل حكومة العدالة والتنمية-الحركة القومية والدولة التركية الفاشية وهذا الأمر مستمر إلى يومنا هذا. للأسف نحن أيضاً وداخل منزلنا نقبل بهذا الواقع ونتحدث لغتهم وننسى لغتنا. هذه المحاولة لإبادة شعب عبر إلغاء لغته لها أدوات كثيرة واهمها وسائل الاعلام والتي تؤثر وبشكل كبير على الأطفال بالدرجة الأولى وكذلك المدارس التي لها تأثير كبير على الأطفال.

في شرق كردستان أيضاً، اللغة الكردية مقموعة وهناك خطير كبير عليها وإيران تحظر اللغة الكردية بجميع الأشكال والأساليب.

وفي روج آفا وتحت سقف ثورة روج آفا والإدارة الذاتية في شمال سوريا اللغة الكردية في وضع جيد نسبياً، لكن يجب اتخاذ المزيد من التدابير للحفاظ على اللغة الأصيلة.

وفي جنوب كردستان وعلى الرغم من الاهتمام الكبير بالثقافة، واللغة، والأدب والإعلام والعدد الكبير من الطلاب إلا أن الخطر الذي يتهدد اللغة الثقافة الكردي لايزال قائماً.

مع هذا نعاتب هيئة التربية والتعليم على عدم الاهتمام باللغة الكردية واعتمادها في الدراسات العليا، كما أن الكثير من الطلاب يدرسون في مدارس باللغة التركية وهناك محاولات من اجل قلب نظام التدريس بشكل كامل ويكون باللغة الإنكليزية وبهذا تكون اللغة الكردية أكثر تهميشاً.  هذا الأمر خطير للغاية يكون سبباً في كسر الإرادة والحس الوطني القومي.

وفي ختام الرسالة قال المؤتمر الوطني الكردستاني: "أي لغة وثقافة لها تاريخ وحضارة إلى ألاف السنين من غير الممكن القضاء عليها، هي قادرة على حماية نفسها مهما كان الضغوطات شديدة. واللغة الكردية هي إحدى هذه اللغات ذات الأصالة والعراقة وتمكنت من الحفاظ على نفسها رغم كل ما تعرضت لها من عمليات إبادة. ونؤكد على ضورة الإصرار على تعلم لغتنا وحمايتها كما نحفظ على نظرنا ونتداولها بصفة أفراد، وعائلة، ومؤسسات وداخل المجتمع وبهذا لن يكون بقدور أحد القضاء على لغتنا وثقافتنا.

ومرة أخرى نؤكد اللغة هي الأصل، والهوية، والقومية والكرامة وبهذا اليوم نهنأ كل أبناء شعبنا.