القرية الفرعونية تجسّد عرضاً فنّياً لاحتفال المصري القديم بعيد "وفاء النيل"

يحتفل المصريون في الخامس عشر من أغسطس من كل عام بعيد وفاء النيل، وهو الاحتفال الذي توارثته الأجيال المصرية على مر العصور منذ عهد الفراعنة ومروراً بالعهد القبطي والفاطمي وصولاً إلى العصر الحالي.

أقامت القرية الفرعونية، احتفالية، مساء الأربعاء، احتفالاً بعيد وفاء النيل، والذي يأتي تخليداً لدور النيل في حياة المصريين حيث كان ولا يزال رمزاً للخصب والرخاء والحياة بالنسبة لشعب وادي النيل الذي عاش على مر العصور على ضفافه ومن خيراته.

ويحتفل المصريون في الخامس عشر من أغسطس من كل عام بعيد وفاء النيل، وهو الاحتفال الذي توارثته الأجيال المصرية على مر العصور منذ عهد الفراعنة ومروراً بالعهد القبطي والفاطمي وصولاً إلى العصر الحالي.

وأحيت القرية الفرعونية في يوم وفاء النيل عرضاً فنياً في أحد أبرز المتاحف الحية، والتي تحكي قصة المصري القديم والحضارة المصرية عبر بشر حقيقيين، وفي قلب نهر النيل الذي يُحتفى به وبالوفاء له.

وبدأ العرض مع لحظات غروب الشمس وشارك فيه أعضاء القرية الفرعونية الذين يقدمون أدوار مختلفة للمصري القديم لرواد القرية الفرعونية.

وتتلخص فكرة العرض المُقدم في فتاة من الألفية تتجول على ضفاف النيل وتبوح له بمكنونات نفسها وتتسائل كيف كان المصريون القدماء يعيشون على ضفافه؛ فيخاطبها النيل، أو الإله حابي (إله النيل لدى المصريون القدماء) ويعود بها إلى التاريخ القديم وإلى حياة المصريين قبل قرابة خمسة آلاف عام، فتقابل حياة المصريين بأزيائهم وملابسهم القديمة وحياتهم البسيطة، ويظهر في العرض الفرعون وزوجته وكهنة المعبد والنساء وغيرها من صور الحياة في يوم يجري فيه الاحتفال بيوم وفاء النيل، لتلقي زوجة الفرعون في النيل الورود والأزهار في النيل تقديرا لدوره في حياة المصريين.

وخلال العرض يضحد الصوت الممثل للإله حابي الأسطورة القائلة بأن الفراعنة والقدامى كانوا يضحون سنويا في عيد وفاء النيل بعروس شابه تُلقى في النيل كأضحية لإرضاء حابي إله النيل، حتى لايغضب عليهم فيكون فيضاناً يدمر الحياة من حول النيل.

ويُسجل نهر النيل أعلى منسوب له في شهر أغسطس، وهو نفسه الشهر الذي كان يشهد فيضان النيل في مصر فيما قبل بناء السد العالي، وكان المصريون في مصر الفرعونية يقدمون القرابين في احتفال أسطوري للإله حابي  حتى يرضى عنهم فيكون منسوب فيضانه مناسب، أما إذا فاض النيل بشكل أكبر أو منخفض فكانوا يعتبرون أن هناك غضب من الإله عليهم، ومن ثم لابد من إرضاءه بالهدايا والذبائح والهدايا، وكانت تقدم في إطار احتفالي أسطوري.

 ومن بين الأساطير أسطورة عروس النيل التي وحتى الآن لا يُعرف مدى دقتها من عدمه، حيث أن التاريخ لم يذكر أن المصريين قدموا أضاحي من البشر على الإطلاق بل إن ديانات المصريين القدماء تحرم مثل هذه العادات، الأمر الذي يؤدي بالبعض إلى القول بأن عروس النيل ليست سوى أسطورة تداولها الناس لعروس جميلة كانت تلقى في يوم وفاء النيل.

وشارك في الاحتفال نخبة من الصحفيين والإعلاميين المصريين والعرب والأجانب ممثلين إضافة إلى جمهور القرية الفرعونية من مختلف الجنسيات والذين أشادوا بالعرض وفكرته في الاحتفال بيوم وفاء النيل.