الطنبور: لغة الألم والفرح والايمان والحزن

قال كوشان الذي يعمل منذ 20 عامًا في صناعة آلة الطنبور، إن الطنبور له مكانة خاصة في العقيدة العلوية، وأضاف أن جميع خصائص عقيدة العلويين تتبين بشكل رمزي في آلة الطنبور.

يعتبر الطنبور إحدى الآلات التي تشارك في الحزن والفرح والألم وسعادة المجتمع، وتترجم هذه الآلة ما يعانيه المجتمع من مشاعر الحب والمعاناة، وهذه الآلة لها مكانة مهمة بشكل خاص في العقيدة العلوية، فهي احدى مبادئ العبادة، ونراه معلقاً على جدران كل منزل حتى إذا لم يعرف اهل المنزل العزف عليه.

كوشان يعزف على آلة الطنبور منذ صغره

دوغان كوشان البالغ من العمر 55 عاماً يمارس مهنة صناعة آلة الطنبور منذ 20 عاماً في محله الكائن بمنطقة بطال غازي بمالاطيا، يقول كوشان إنه يمارس هذه المهنة بكل شغف،كما ويقول كوشان إنه من قرية أكشاداغ في ملاطيا ويعطي في ورشته الصغيرة الروح للأشجار ودروس التعلم على الآلة لسكان مالاطيا، وقال: "كان والدي رحمه الله يعزف على الطنبور، سكان المنطقة كانوا يولون أهمية كبيرة لهذه الآلة لذلك فإنني لم اكن بعيدا عنها، فمنذ ان كنت في الصف الخامس الابتدائي كنت اعزف على الطنبور وأنا على يقين بأن كل واحد في صغره يتعلم العزف على آلة الطنبور.

آلة الطنبور صديق قديم وعزيز

وأشار كوشان الى انه يعبر عن مشاعر الألم والحب والفرح عن طريق آلة الطنبور وبالأخص منطقتهم التي تولي هذه الآلة أهمية كبيرة، كوشان يعتبر هذه الآلة كصديق قديم ويقول:" الطنبور له مكانة خاصة لدي وشيء مهم في حياتي، الطنبور صديق قديم لي، رفيق للإنسان في كل الأوقات، أحياناً يتحدث الانسان اليه واحياناً أخرى يشاركه همومه، احياناً اضحك معه واحياناً أحزن معه فهو صديق قديم. 

طريق الحق

وتحدث كوشان طويلاً عن أهمية هذه الآلة عند العلويين وقال:" إن آلة الطنبور لدى العقيدة العلوية هوككتاب مقدس ذوأتار، فالعقيدة العلوية لم تكتب في الكتب وبقيت في الظل، فالمجتمع العلوي ونتيجة الظلم والاستعباد وسياسات الطمس والانكارالذي مارسته الدولة تجاهه لجأ الى آلة الطنبور للحفاظ على هذه العقيدة، وهذا تعبير بشكل آخر للعبادة، حسب اعتقاد العلويين، فإن الانسان يقترب من نيل حقوقه عن طريق الطنبور، يصبح هو المحكمة والقاضي والمحامي والمعترف، طريق الحق، هناك ارتباط واضح بين الموسيقى والمجتمع العلوي، عندما يستمع المرء لصوت الطنبور يظهر أمامه طريق الحقيقة، ولهذا يحتل آلة الطنبور مكانة مهمة في المجتمع العلوي.

أكاديمية الموسيقى

وصرح كوشان بأنه يعزف على آلة الطنبور منذ مدة طويلة ومنذ عشرين عاماً بدأ بممارسة مهنة صناعة هذه الآلة، وقال:" هذا جزء من ثقافتنا التي حصلنا عليها منذ سنوات، ولهذا يجب علينا أن نتبنى هذه الثقافة، فمنذ عشرين عاماً بدأت بممارسة مهنة صناعة الطنبور، وهنا اعطي الروح للأشجار وأعلم الاطفال والشباب والمرأة والرجل العزف على الطنبور، إنها ليست ورشة عمل فحسب، بل هي أيضًا أكاديمية موسيقى ".

وأشار كوشان إلى أنه بعد تقدم التكنولوجيا ومع إنشاء المصانع، انخفضت جودة العمل، والطنبور هو عمل تطوعي ويجب أن ينبثق من قلب الانسان سواءً في العزف أوفي التصنيع، الطنبور أيضا شكل من أشكال التنظيم، فهو الذاكرة لدى المجتمع ينقل الآلام والمقاومة من جيل الى جيل، ولذلك فالطنبور هو الشاهد والمسؤول والمحكوم في جميع العصور، لأن لديه تأثير كبير، ففي عهد العثمانيين تم حظره عن طريق اصدار الفتوى، وفي كل المراحل مورس الضغط على المجتمع العلوي والعقيدة العلوية.

الطنبور هو هويتنا الاجتماعية

كما ذكر كوشان أن خصوصية العقيدة العلوية تظهر في آلة الطنبور وقال:" كان لدينا رفيق سياسي يعزف على آلة الطنبور وقد تعرض للتهجم بكلام غيرلائق في إطار السياسة واستهدف من قبل السلطات، ولكنه رد عليهم بشكل جميل، وقال: أقول الشيء الذي اعزفه، فهل تستطيعون عزف ما تريدون قوله، كان هذا القول يحمل معنى وذو تأثير كبير، ولأجل هذا أقول بأن الطنبور هو هوية المجتمع والعقيدة العلوية".