تركيا تفتعل أزمة شرقي المتوسط ومخاوف جدية للناتو حيال سلوكياتها

في سياق الاتفاق الذي ابرم بين قبرص وإسرائيل واليونان الأسبوع الماضي لمد أطول كابل بحري للطاقة في العالم يربط الشبكات الكهربائية بين الدول الثلاث حذرت حكومة انقرة هذه الدول بضرورة الحصول على موافقتها قبل بدء العمل في المشروع.

وأبلغت تركيا إسرائيل واليونان والاتحاد الأوروبي بضرورة الحصول على موافقتها قبل بدء العمل في مشروع كابل بحري للطاقة في شرق المتوسط، على ما ذكرت وسائل إعلام تركية الاثنين.

هذا المشروع المرتقب يمر عبر مياه متنازع عليها في صلب التوتر، الذي نشب العام الماضي بين تركيا واليونان. وذكرت قناة "هابر ترك تي في" الحكومية أنّ خطط مشروع "الربط الكهربائي الأوروبي الآسيوي" الذي يمتد على مسافة 1200 كلم تظهر مروره عبر الجرف القاري لتركيا.

وفي رسالة وجهت إلى سفارتي الدولتين ووفد الاتحاد الأوروبي، قالت أنقرة إن الأطراف الثلاثة عليهم أخذ موافقتها قبل الشروع في أي عمل في الجرف القاري التركي، على ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية نقلا عن مصادر دبلوماسية لم تسمها.

ومن جانبه افاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، بأن لديه "مخاوف جدية" بشأن سلوكيات تركيا، لكنه أكد أن التحالف يمثل منصة مهمة لحل النزاعات المتعلقة بأنقرة وقال أمام نواب البرلمان الأوروبي: "أعربت عن مخاوفي الجدية، وكلنا ندرك أن هناك خلافات جدية وبعض القضايا التي تتراوح من شرق المتوسط إلى القرار التركي بشراء منظمة صواريخ إس 400 أو المرتبطة بالحقوق الديمقراطية في تركيا".

وتابع: "لكنني اؤمن أن الناتو على الأقل يمكن أن يمثل منصة مهمة لمناقشة هذه القضايا، وإثارة هذه القضايا وإجراء نقاشات وحوارات جدية حول المخاوف المختلفة".

ومن جهة أثارت أنقرة غضب عدد من حلفائها في التحالف المؤلف من 30 عضوا، بسبب سلوكها في إطار نزاع على الحدود البحرية مع اليونان عضو الحلف، وكذلك على خلفية دورها في النزاعات في سوريا وليبيا وناغورني كراباخ.

وتصاعد الخلاف بشدة عندما أرسلت تركيا سفينة مسح زلزالي ترافقها سفن للبحرية لإجراء عمليات استكشاف استمرت أشهرا العام الماضي في مناطق بحرية متنازع عليها.

وفي ديسمبر الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على وكالة شراء الأسلحة التركية بسبب قرار أنقرة شراء منظمة صواريخ "إس 400" من روسيا، غريمة الحلف.