عمر أوجلان: لجنة مناهضة التعذيب يجب أن ترى العزلة والتعذيب!

وقال النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي في أورفا، عمر أوجلان، "تُمارس أشد أشكال التعذيب في جزيرة إمرالي أمام أعين العالم أجمع، ولجنة مناهضة التعذيب تلتزم الصمت؛ يتعين على لجنة مناهضة التعذيب أن تقوم بواجباتها بأن تتخذ موقفاً فورياً ضد العزلة".

بعد ردود الفعل المتزايدة للشعب الكردي، في الـ 25 من 2021، سمحت الدولة التركية لقائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان الذي يعيش عزلة شديدة في جزيرة إمرالي، بإجراء مكالمة هاتفية قصيرة مع شقيقه محمد أوجلان. في المكالمة الهاتفية مع محمد أوجلان، لفت القائد عبدالله أوجلان الانتباه إلى الممارسات الغير قانونية التي ترتكب في سجن جزيرة إمرالي، وحذر من خطورة التواصل عبر المكالمة الهاتفية حيث قال: "ما تفعلونه أمر خاطئ وخطير للغاية؛ والدولة تلعب بشكل خاطئ، وأنتم أيضاً، هذا ليس قانونياً ، كما أنه غير صحيح وغير مقبول على الإطلاق، إنه أمر خطير جدا".

ومع تزايد شدة العزلة المفروضة على سجن جزيرة إمرالي وعدم السماح للمحامين وعائلة القائد عبدالله أوجلان بالزيارة خلال السنوات الأخيرة، وقبل هذه المكالمة الهاتفية، كان قد تم الحصول على أنباء عن صحة القائد عبدالله أوجلان في مكالمة هاتفية بتاريخ الـ 27 من نيسان العام الماضي.

تحدث النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، وابن أخ القائد عبدالله أوجلان، عمر أوجلان، لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول الممارسات الغير قانونية التي ترتكب في سجن جزيرة إمرالي إضافة إلى المكالمة الهاتفية التي أُجريت في الـ 25 من آذار الفائت.

مصدر "الإشاعة" نائب في حزب الحركة القومية

وقال عمر أوجلان، مذكّرًا بالتصريحات التي نشرت في حسابات وسائل الإعلام الافتراضية بشأن صحة وسلامة حياة القائد عبدالله أوجلان في بداية شهر آذار الفائت، وقال: "مصدر هذه المنشورات كان نائباً عن حزب الحركة القومية التركي، لو رغبت الدولة، بإمكانها تحديد مصدر هذه الإشاعات بسهولة، ولكن على ما يبدو أنهم يتصرفون بشكل مخطط بهدف الاستفزاز".

وفي إشارة إذا رغبت الدولة ، يمكنها بسهولة تحديد من تثار هذه الادعاءات. ومع ذلك ، يبدو أنهم يتصرفون بطريقة مخططة بهدف الاستفزاز ". وفي إشارة إلى عدم ورود أنباء موثوقة بشأن وضع القائد عبدالله أوجلان منذ عام وأكثر، تابع عمر أوجلان: "منذ عام وأكثر يتم رفض طلبات المراجعة التي يتقدم بها المحامون والعائلات، ومؤخراً، طلب منا مدير سجن إمرالي أن نكون مستعدين لمكالمة هاتفية في الـ 25 من آذار الساعة 1:45 في مكتب المدعي العام في أورفا،  ذهبنا إلى محكمة أورفا مع وكيل القائد عبدالله أوجلان، المحامي مظلوم دينج. وفي الساعة الثانية تماماً تم استدعاء والدي محمد أوجلان، وبعد بقائه مدة 20 دقيقة في الغرفة، خرج بحجة "انقطاع الاتصال"، ولدى سؤال النائب العام عما جرى، قال بأن الاجتماع انتهى!

اجتماع قرصاني

وقال عمر أوجلان، مذكّراً بالمكالمة الهاتفية مع القائد عبدالله أوجلان في 27 نيسان 2020، "استمر ذلك الاجتماع 25 دقيقة، ولكن في هذه المرة انقطع الاتصال بعد 4 دقائق فقط؛ إن القائد عبدالله أوجلان يوضح هذه المكالمة الهاتفية بأنها غير قانونية، خاصة انه قد تم قطع الاتصال حتى دون وداع، وإذا كان لا بد من إطلاق اسم على هذا الاجتماع، يمكننا فقط القول بأنه "اجتماع قرصاني" ولم يكن اجتماعاً جدياً وهاماً!

وأشار عمر أوجلان إلى أن تواصل الدولة مع إمرالي يتم ضمن خطة مسبقة وأن الدولة تنتهك قوانينها بهذا الأسلوب؛  مشيراً إلى أنه على الرغم من المكالمة التي استمرت 4 دقائق فقط، استطاع القائد أوجلان توجيه تحذيرات مهمة في المكالمة الهاتفية الأخيرة.

وتابع عمر أوجلان حديثه على النحو التالي: "من خلال الأسئلة التي طرحها القائد عبدالله أوجلان على أخيه محمد أوجلان حينما بادره بالقول: أين أنت؟ من جاء بك إلى هنا؟ من اتصل بك؟" ندرك تماماً أنه يقظ حيال الأساليب الغير قانونية والخطط التي تنفذها الدولة التركية، كما أنه قال: "إن مجيئك إلى هنا ليس صحيحاً وأن الدولة تتصرف بشكل خاطئ، ويجب أن يأتي المحامين إلى لقائي في إمرالي، وبعد ذلك تنقطع المكالمة الهاتفية".

وأفاد عمر أوجلان أنه كان يتوجب على وزارة العدل التركية أن تدلي ببيان حول الاجتماع المتقطع، وقال: "نحن أمام مقاربة تافهة، حيث يقومون باستدعاء أسرته ويقولون لهم: "تعالوا، لديكم مكالمة هاتفية"، ثم تنقطع المكالمة بعد اربعة دقائق من دون توضيح أو تفسير يستدعون ويقال لأسرته "تعالوا ، ستكون هناك مكالمة هاتفية" ، ثم تنقطع المكالمة بعد 4 دقائق ولا يوجد تفسير "، وطالب عمر أوجلان وزارة العدل بـ "طبقوا قوانينكم"، حيث حذر إلى أنه بعد انقطاع المكالمة الأخيرة، ازدادت المخاوف على حياة وسلامة القائد عبدالله أوجلان".

وعن العزلة الشديدة التي تفرضها الحكومة التركية على سجن جزيرة إمرالي، نوه عمر أوجلان إلى الدولة التركية هي إحدى الدول الموقعة على اتفاقية اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، وأن على اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب أن ترفع صوتها وتتخذ موقفاً جدياً وحاسماً حيال العزلة والتعذيب الممارس في سجن جزيرة إمرالي، وقال: " تُمارس أشد أشكال التعذيب في جزيرة إمرالي أمام أعين العالم أجمع، ولجنة مناهضة التعذيب تلتزم الصمت؛ يتعين على لجنة مناهضة التعذيب أن تقوم بواجباتها بأن تتخذ موقفاً فورياً ضد العزلة؛ فقط أربعة دقائق مكالمة هاتفية يتم إجراؤها خلال عام كامل! لماذا لا ترى المنظمات الدولية كل هذه العزلة المشددة؟ أين هم من يدعون الديمقراطية ومناهضة التعذيب من كل هذا؟"