جدل في بروكسل عقب تعرض رئيسة المفوضية الأوروبية لإهانة بروتوكولية في تركيا

أثار مشهد اضرار رئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية أورسولا فون دير لايين، الجلوس على مقعد جانبي خلال اجتماع عقدته ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، جدلا في بروكسل.

وأظهر شريط فيديو للقادة المجتمعين في غرفة اجتماعات في أنقرة، أن كل من إردوغان وميشيل استقرا في مقعديهما، بينما ظلت فون دير لاين، تبحث عن مكان للجلوس فيه.

وقفت فون دير لاين تحدق بهم، وأشارت بيدها اليمنى وبدا أنها تقول "إحم"، في محاولة تنبيه للخطأ الذي يحدث.

في النهاية عُرض عليها أريكة على بعد حوالي 12 قدمًا، مقابل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي يحتل مرتبة متدنية في البروتوكول الدبلوماسي النموذجي.

عادة ما يتم التعامل مع فون دير لاين، وزيرة الدفاع الألمانية السابقة، وميشيل، رئيس الوزراء البلجيكي السابق، على أنهما متكافئان في الرتبة.

كرئيسة للمفوضية الأوروبية، تقود فون دير لاين الجناح التنفيذي للاتحاد الأوروبي وتشرف على مفاوضات عضوية الكتلة مع تركيا، والتي تتعلق بإنعاش الحياة. بينما يمثل ميشيل قادة الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث باسم رئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية أورسولا فون دير لايين، إريك مامر الأربعاء "فوجئت الرئيسة فون دير لايين. قررت التغاضي وإعطاء الأولوية للجوهر. لكن هذا لا يعني أنها لا تولي أهمية للحادثة".

واضاف المتحدث باسمها "تتوقع السيّدة فون دير لايين أن تعامل وفقا لقواعد البروتوكول وطلبت من مكتبها ضمان عدم تكرار هذا النوع من الحوادث في المستقبل".

وأوضح أنّ "رئيسي المؤسستين (الأوروبيتين) لهما رتبة البروتوكول نفسها". ومع ذلك، قال المجلس الأوروبي إنّ لرئيسه الاسبقية على مستوى البروتوكول الدولي.

وأكد مامر "يعود الى السلطات التركية المسؤولة عن الاجتماع أن توضح سبب عرض هذا النوع من المقاعد على السيدة فون دير لايين"، موضحا أن وفدا من الاتحاد الاوروبي في أنقرة شارك في التحضيرات.

وقالت المشرعة الهولندية صوفي في تي فيلد، عضو البرلمان الهولندي: "لم تكن مصادفة. الأمر كان متعمدًا"، حيث فسر بعض الناس الحادث أنه يتعلق بالبعد الاجتماعي أكثر من البروتوكول.

كان النقاد يستهدفون الزيارة التي جاءت بعد أسبوعين من إعلان إردوغان انسحاب تركيا من معاهدة إسطنبول التي تهدف إلى منع العنف ضد المرأة.

ولا يخفي الأوروبيون مخاوفهم بشأن انتهاكات الحقوق الأساسية في تركيا، وخصوصا قرار الرئيس التركي الانسحاب من اتفاقية اسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة والأطفال.

وبدت فون دير لايين صريحة في ختام الاجتماع، إذ قالت في المؤتمر الصحافي "إنّي أشعر بقلق عميق لانسحاب تركيا من اتفاقية اسطنبول".

وأضافت "يتعلق الأمر بحماية النساء، وحماية الأطفال من العنف، ومن الواضح أن هذه إشارة خاطئة الآن". وشددت على أن "قضايا حقوق الإنسان غير قابلة للتفاوض".

كما قال المتحدث باسمها الأربعاء إنّ "مسألة حقوق الإنسان تحتل أولوية قصوى في سياق العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا"، مضيفاً أنّها "ستؤخذ في الاعتبار ضمن القراءة العامة التي ستقدّم أمام الزعماء الأوروبيين في قمتهم في حزيران/يونيو".

وأثارت الحادثة التي تعرضت لها أول امرأة تتولى أحد أرفع منصبين في الاتحاد الأوروبي غضب العديد من النواب الأوروبيين في بروكسل.

وقالت رئيسة الكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي ايراتكس غارسيا بيريز في تغريدة على تويتر: "بداية ينسحبون من اتفاقية اسطنبول والآن يتركون رئيسة المفوضية الأوروبية من دون مقعد في زيارة رسمية. إنه أمر مخز".

وقال سيرغي لاغودينسكي عضو البرلمان الأوروبي البيئي الألماني إنّ ما تمتمت به فون دير لايين "يعكس مصطلحا جديدا للقول +ليست هذه الطريقة التي يجب أن تُدار بها العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا+".

ولم يسلم شارل ميشيل من الانتقاد، إذ تساءلت عضو البرلمان الأوروبي الليبرالية الهولندية صوفي إن-فيلد عن سبب التزام رئيس المجلس "بالصمت" بينما كانت زميلته بلا مقعد.